الأحد، 2 ديسمبر 2012

وصية ديكتاتور بقلم محمد سلماوى ٢/ ١٢/ ٢٠١٢


كان السياسى والقائد العسكرى الأموى الحجاج بن يوسف الثقفى (٤١ هـ - ٩٥ هـ) من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل فى التاريخ الإسلامى بسبب استبداده ودمويته، وقد أجمع المؤرخون على أنه كان من أشد الولاة ظلما، فقد قتل أكثر من ٦٦ ألفا حين كان والياً على مكة حتى سُمى بـ«المبير» أى المبيد، ولما وصلت الشكاوى منه والتظلمات إلى الحد الذى لا يمكن تجاهله تم نقله، فوُلّى على العراق أو العراقين، حيث كان هناك آنذاك العراق العربى والعراق الأعجمى، ولم يسلم أى منهما من ظلمه وجبروته، فقد كان يكره أهل العراق الذين خطب فيهم ذات مرة قائلاً: يا أهل العراق.. يا أهل الشقاق والنفاق»، وكانت ولايته على العراق، التى دامت ٢٠ عاماً إلى أن مات، هى الأكثر ترويعاً فى تاريخ الدولة الأموية،
وقد نشأ الحجاج شاباً ذكياً بليغاً حافظاً للقرآن، وعُرف عنه أنه ظل طوال حياته يقرأ القرآن كل ليلة، لكن ذلك لم يمنعه من الظلم وسفك الدماء، وقد قيل عنه إنك إن خالفته فى الرأى اسماك «كافرا» وأخرجك من الملة، وقد دخل الحجاج القصص الشعبى، فظهر فى «ألف ليلة وليلة» خاطفاً للنساء، لكن الغريب أن جبروت الحجاج توقف عند مصر وأهلها، ففى وصيته لطارق بن عمرو قال: «لو ولاّك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل، فهم قتلة الظلمة وهادمو الأمم، وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأمم رضيعها، وما أتى عليهم قادم بشرٍ إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب، وهم أهل قوة وصبر وجلدة وحمل ولا يغرنك صبرهم، ولا تستضعف قوتهم، فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه، فاتق غضبهم ولا تشعل ناراً لا يطفئها إلا خالقهم، وانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض، واتق فيهم ثلاثا:
١- نساءهم، فلا تقربهن بسوء وإلا أكلنك كما تأكل الأسود فرائسها.
٢- أرضهم، وإلا حاربتك صخور جبالهم.
٣- دينهم، وإلا أحرقوا عليك دنياك.
إنهم صخرة فى جبل كبرياء الله، تتحطم عليها أحلام أعدائهم، وأعداء الله».
هذه كلمات ديكتاتور كبير نال ظلمه وجبروته أكثر من شعب عربى، لكنه توقف عند أبناء الشعب المصرى الحليم الهادئ المتدين الذى حين يغضب لا يقف أمامه مستبد ولا طاغية، أفلا يكون فى كلماته هذه درس لكل ديكتاتور صغير يحاول أن يتسلط على مصر وعلى حرية أبنائها؟!

ماذا قال لنا مانديلا

ماذا قال لنا مانديلا منذ حوالى عامين؟، قال:
■ إن إقامة العدل أصعب بكثير من هدم الظلم، فالهدم فعل سلبى والبناء فعل إيجابى.
■ معظم الوقت لديكم مهدر فى سب وشتم كل من كانت له صلة تعاون مع النظام البائد، وكأن الثورة لا يمكن أن تكتمل إلا بالتشفى والإقصاء.
■ النظر إلى المستقبل والتعامل معه بواقعية، أهم بكثير من الوقوف عند تفاصيل الماضى المرير.
■ أن تكون حراً لا يعنى مجرد التحرر من الأغلال، ولكن أن تعيش وفق نمط حياة تعزز من خلاله حرية الآخرين وتحترمها.
■ الحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات، فالمرء إما أن يكون حرّاً أو لا يكون حرّاً.
■ العبيد فقط يطلبون الحرية.. الأحرار يصنعونها.
■ نحن لا ننسى.. ولكن نسامح.

مش مكسوف من نفسك

محمود الكردوسي


محمود الكردوسي السبت 01-12-2012 23:55
أنت واحد من ثلاثة:
ليبرالى يؤمن بـ«الديمقراطية»، أو مواطن غلبان يعبد «الرغيف»، أو «ثورجى» يؤمن بكل شىء ولا شىء.
إذا كنت ليبرالياً فاسمح لى أن أقول: طظ فى ديمقراطية حضرتك. هذه الديمقراطية هى التى وضعت مصيرنا ومصير هذا البلد -من الدستور إلى أنبوبة البوتاجاز- بين أيدى جماعة فاشية مثل «الإخوان»، وولَّت علينا حاكماً بفوهتين.. «مرسى ومرشده البديع». وإذا كنت غلباناً فأنت تستحق الاثنين: «مرسى ومرشده»، و«جماعتهما»، ولا تجوز عليك رحمة، لأن «رغيفك» هذا هو الذى أتى بهؤلاء الفاشيين ومكَّنهم منك ومنا. أما إذا كنت «ثورجياً» والعياذ بالله -أى تؤمن بالثورة ولا تريد أن توسخ يديك بها، وتدافع عنها بينما غنيمتك تحت إبطك، وتحلف بشرفها وأنت تتمناها «فى الحرام»- فأنت تستحق الشنق فى ميدان التحرير، لأنك بلا مبدأ وبلا موقف.. ومن ثم بلا قضية.
بذمتك ودينك - إن كان لديك ذمة أو دين: ألا تشعر بالخزى وأنت تقف الآن فى ميدان التحرير.. «تناضل» ضد من «ناضلت» من أجلهم منذ بضعة أشهر، ونفخت عروقك وركبت رأسك وأنت تدافع عن «حقهم فى الحكم»؟.
ألا تشعر بأنك كنت مخطئاً وأحمق عندما أعطيت صوتك -برلماناً ورئاسة- لهؤلاء الفاشيين، الكذابين، المنافقين، المتبجحين، مغتصبى ثورتك وبلدك وتاريخك وهويتك، المتاجرين بدينك ودنياك ودماء شهدائك؟. هل تتذكر «شكلك» وأنت تكاد «تخرم» السماء بسبابتك، وتتحدى كل البديهيات والحقائق، وتقولها بملء فمك: «نعم لمرسى.. وجماعته»؟.
ألا تشعر بالندم لأنك تمطعت و«تنطعت» وادعيت الشرف والوطنية، واتهمت غيرك بأنه «فلول، وعميل لمبارك ونظامه»، وانتخبت هؤلاء الفاشيين بكامل إرادتك، وبكل ما فى جوفك الفاسد من غل وعناد وقصر نظر؟.
ألا تشعر بأنك كنت مغفلاً جداً و«صغيراً» جداً ومتناقضاً جداً، عندما قلت لنفسك: سأنتخب «مرسى» نكاية فى «شفيق».. وعندما أوهمت نفسك بأن خلافك مع مرسى «سياسى»، بينما خلافك مع شفيق «جنائى»؟. هل ستطلب من «نائبهم العام» -الذى أتوا به على أسنة الرماح- أن يبحث مثلاً عن المتهمين بقتل كل من محمد جابر صلاح وإسلام فتحى مسعود وفتحى غريب وأحمد نجيب؟.
ما قولك وأنت تتسول كتائبهم الغاشمة.. لكى لا تفسد عليك «سلمية» مظاهراتك؟. وما إحساسك وأنت تخاطب «الحاج مرسى» بوصفه «رئيساً منتخباً»، فى حين تعرف أن هذا «الرجل الطيب» لم يصل إلى مقعد الحكم إلا بـ«كراتين شاطره»، وبفضل ديمقراطية نخبتك العمياء، وجحافل الأميين الذين لا يميزون بين «ورك الفرخة» والدستور؟.
هل كنت تصدق نفسك وأنت تفلسف حيرتك وتبرر «عماك» وضيق أفقك السياسى بأنك «لا تحب الإخوان ومرسيهم.. لكنك تكره الفلول وشفيقهم»؟. ألم يكن أمامك خيار آخر: أن «تقاطع» مثلاً، أو حتى «تبطل» صوتك؟. ألا تشعر الآن أن التراب الذى كان يمشى عليه مبارك -بكل ما فيه من عبر ومساوئ- أفضل ألف مرة من هؤلاء الفاشيين؟. ألا ترى أنهم بدأوا حكمهم من حيث انتهى حكمه، وأن كل ما ارتكبه نظامه من أخطاء فى ثلاثين عاماً.. ارتكبوا أضعافه فى ستة أشهر؟. ألا ترى أنهم أشد جبروتاً وجشعاً وتبجحاً وطغياناً؟. هل جرؤ مبارك طوال سنوات حكمه على إهانة قضاء مصر والتربص بقضاتها بهذه الطريقة البشعة؟. هل فصل رئيس تحرير صحيفة لمجرد أنه نشر خبراً صحيحاً أو حتى كاذباً؟. هل بلغ به الطغيان -هو أو أى ممن حكموا مصر قبله- أن جمع سلطات الحكم الثلاث فى يده، ولو ساعة واحدة من حكمه؟. هل بلغت به الغطرسة أن جمع أعضاء حزبه الحاكم ليخطب فيهم أمام قصر العروبة، متجاهلاً عشرات الملايين من المصريين الذين لا ينتمون إلى هذا الحزب؟.
ألا تشعر أنك خُنت نفسك عندما سلمت أمانك وأمانتك لـ«فاشية دينية»، لا يعنيها جوعك أو مرضك أو خوفك أو ضياع حقوقك.. بقدر ما يعنيها أن «تتمكن» منك.. لتغير «هويتك»؟. ألا تشعر أنك خُنت ثقافتك، وهيبتك الحضارية، وتاريخك الذى يبدو فيه الإخوان أضأل من ظفر نملة؟.
علامَ كنت تراهن عندما أعطيت صوتك لهؤلاء الفاشيين؟. إذا كنت قد راهنت على «لقمة» أو «لحسة من الطبق» فاحذر.. لأنك أنت نفسك «أكلتهم المفضلة». وإذا كنت قد راهنت على الديمقراطية فهم -كما ترى- أخذوا «غرضهم» منها ثم انقلبوا عليها وحرموها كتحريمهم للفاحشة. وإذا كنت قد راهنت على انحيازهم للمواطن الغلبان فأنت واهم، لأنهم فى الحقيقة أشبه بـ«جماعة ماسونية» مغلقة، لا ولاء فيها إلا لـ«أبيهم الذى فى المقطم».
ألم يفزعك اعتراف بعض قادتهم وكوادرهم بأنهم مستعدون للتحالف مع الشيطان ليحققوا أهدافهم؟. ألم يفزعك قول مرشدهم -عينى عينك- «طظ فى مصر»؟. ألم تقرأ تاريخهم الأسود؟. ألم تسمع عن جرائم الاغتيال التى ارتكبوها قبل ثورة 1952؟. ألم تسمع عن صفقاتهم السياسية المشبوهة: ليس فقط مع مبارك ونظامه.. بل مع السادات أيضاً؟. ألم تسأل نفسك لماذا انقلبوا على عبدالناصر بعد ثورة 1952، مع أنه كان مقرباً منهم، وكانت تربطه ببعض كوادرهم صداقة قوية منذ حرب 1948؟.
يا أخى - أياً ما كنت، ليبرالياً أو ثورجياً أو مواطناً غلباناً: منك لله!

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ