الخميس، 1 مارس 2012

فى انتظار صورة الرئيس بقلم جلال عامر ١/ ٣/ ٢٠١٢


أغداً ألقاك يا خوف فؤادى من غدى.. وأحد أصدقائى كان يعتقد أن عندنا والعياذ بالله دولة مؤسسات فوق السطح، لكن بعد التحاليل اكتشف أن عندنا تجمع سلطات تحت الجلد، فأنا وحضرتك والمجتمع والناس والبرلمان ومجلس الوزراء واتحاد الكرة فى انتظار ظهور صورة السيد الرئيس على التليفزيون لتستقر الأمور وتهدأ النفوس حتى رجال البورصة يقولون نحن فى انتظار ظهور صورة السيد الرئيس لتعتدل الأسعار.. وكلنا كده عايزين صورة.. صحيح أن صور سيادته تملأ الميادين، لكنها صور قديمة من فترات رئاسية موغلة فى القدم.
وبسبب غياب السيد الرئيس - شفاه الله - تحولنا، مؤقتاً، إلى «جمهورية برلمانية» يحكمها السيد رئيس الوزراء، ويتحكم فى حركة المرور فوق المحور، وقد يسافر السيد رئيس الوزراء ليمثلنا فى مؤتمر القمة فى «ليبيا» فنتحول إلى «جمهورية شعبية»، وقد نرسل السيد وزير الخارجية إلى المؤتمر فيسمحون له بالجلوس مع الملوك والرؤساء العرب، لكنهم لن يسمحوا له بالجلوس مع الصيادين المصريين، ثم يرجع السيد الرئيس بالسلامة، فنعود مرة أخرى «جمهورية رئاسية».
مما يؤكد أن عندنا تداولاً للسلطة لكن ليس عن طريق «الصناديق» ولكن عن طريق «السفريات»، والشمس تطلع والبورصة تنزل، وتحتل عربة الفول مكانها بجوار الكمين، وتمضى الحياة، ففى العالم الثالث محاولة «قلب» نظام الحكم بالسلاح جريمة، ومحاولة «عدل» نظام الحكم بالسياسة أيضاً جريمة، فهى بلاد لا تفرق بين بقعة الضوء والمرض الجلدى.
وتصحو من النوم لتدخل فى غيبوبة وتنتظر ظهور السيد الرئيس لتستقر «الدنيا»، وظهور السيدة العذراء ليستقر «الدين» فأين المؤسسات والثعلب الذى فات، وأتذكر أن والدى لم ير وجه أمى إلا بعد ثلاثين عاماً من الزواج، رآها صدفة فى الأسانسير وعرف أنها مديرة مكتبه وربة منزله وأم أولاده وماسكة الجمعية ومصروف البيت، وأنها تضع فى يدها كل السلطات، بالإضافة إلى خاتم الزواج لذلك تعلمت من التجربة وعندما نزلت الانتخابات كنت أكتب على اللافتات (فلان الفلانى فئات وعمال وشحن ع الهوا).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ