يا قلب أمك، دهسك القطر، شفته وهو جاى كالقضا رامح، بيصفر صفارة الموت، طويلة، خابراها، خبرينى يا بتى لأجل قلبى يرتاح، خفتى، صرختى، وصحباتك كيف كانوا، خايفين، الغول قطع عليهم الطريق، يا ترى يا قلبى كنت صاحية ولا نعسانة، يومها صحيتك من النجمة لقضاكى، سرحت شعرك وسلمتك للموت بإيدى، المشطة العاج البيضا اللى إنتى بتحبيها لسه مسرحة شعرى بيها، والضفيرة الصغيورة بالشريطة الكحلى، وقلمك وكراستك، خلصنا الواجب، ولعبنا مع البنات الحلوين فى الحارة، ضحتك سبقاكى، الموت ناداكى، ماكنش يومك يا بتى، الفرح ما يدخل دارنا، والقطر ما يعدى حدانا، قطر الشوم.
يا بتى خبرينى، كنت جعانة ولا عطشانة، سقيتك بدمع العين، شجرة الصبار يا صبرى وبت عمرى أسقيها بدمى، دمك ساح ع القضيب، كوم لحم، لا راس ولا رجلين، جابوا كيس ملطخ وقالوا بنتك، بنتك ماتت يا عمة، والعمة عميت من البكاء، خدتى روحى، خدتى الضىّ من عيونى، ولا يلمس الكحل جفونى، انكتب علىّ السواد، دخل الحزن فى قلبى، الحزن فارد قلوعه على الصبايا.
كنتى شاطرة وحلوة وأمّورة، بالليل نيمتك فى حضنى، كنتى بتحلمى أحلام صغيورة، الضحكة فى وشك ترد الروح، وكل ما تجفلى تكمشى كالقطة فى حضنى، وأحكى حكايات، وأسافر بيكى بلاد وبلاد، والصبح بيشقشق على الجدار، أصحى وأحمّى وأشطّف، وأسرّح وألبّس وأغيّر، والمريلة الحلوة غسلتها بكفوفى، وتحت المرتبة كويتها بجنوبى، والجزمة لمعتها بطرف الجلابية السمراء، الليالى السودة طلت، وليالى الحزن أولها بكاء.
وإنتى اللى كنت بادعيلها ليلاتى، سمعاكى لما القطر هجم عليكى، كنتى ماسكة فى الخشب بإيديكى، إلحقينى يا مّاى، ساعتها قلبى اتخطف، يومها كان قلبى مقبوض، صرختك شرخت قلبى، سمعاكى وحافظة وراكى، وتسمّعيلى السورة، آية آية، وتهزى راسك، يا سعدى وهناى، يا حزنى وشقاى من بعدك، حكمتك يارب!
وسط أبوكى اتقطم، حزين قاعد فى قلب المندرة الجوانية يقرا الورد ليلاتى، يقرا فى كراستك وردك، دموعه سحت مسحت سطور، حفظها عن ظهر قلب، يقبّلها حرفًا حرفا، ويسمّع لنفسه، أخوكى الكبير عمل فينا معروف، لمّ الكراريس من تحت عجل القطر، بدمها، دمك يا بتى، ووزع الكراريس على داير الناحية، كل كراس بدمه، كل ضنا باسمه، مابقاش من ريحتك غير كراستك، كراسة الخط، شفت خطك جميل ومدور نقش الحنة على كفوفك، وريح الجنة فى هدومك، رحتى فين يابتى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق