الخميس، 16 مايو 2013

١٠ أسئلة لـ«الدكتور علاء الظواهرى»

أسئلة لـ«الدكتور علاء الظواهرى» عضو اللجنة الثلاثية لتقييم سد النهضة: ما حجم التأثير المباشر لسد النهضة على مصر ما الآثار السلبية الناتجة عن انهياره.. ومَن يموله؟

  سأله   مصطفى عاشور    ١٦/ ٥/ ٢٠١٣

تصوير - محمد هشام
الظواهرى يتحدث لـ«المصرى اليوم»
اعترف الدكتور علاء الظواهرى، عضو اللجنة الثلاثية، لتقييم سد النهضة الإثيوبى، أحد الخبراء فى مجال هيدروليكا وهندسة الرى- بعدم وجود أى معلومات من الجانب الإثيوبى، حول الأضرار التى سيسببها السد على مصر، مؤكدا أن أديس أبابا سلمت بناء السد لشركة إيطالية «تسليم مفتاح».
وأكد، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أنه فى حال إنشاء السد سيزيد من بخر المياه بالسد العإلى بنسبة تقدر بـ٥ مليارات متر مكعب سنويا.. وإلى نص الحوار:
■ ماذا عن مخاوف اللجنة من بناء السد الإثيوبى؟ ولماذا تمسكت إثيوبيا بتشكيل اللجنة طالما أنها تشرع فى بناء السد؟ وما رأيكم فى الجهود الدبلوماسية التى أعلن عنها مؤخرا؟
- أهم ما أثار الشكوك هو عدم توفر المعلومات حول بناء السد، بالإضافة إلى إسناده إلى إحدى الشركات للمقاول الإيطإلى «سالينى» بنظام الأمر المباشر «تسليم مفتاح»، وهذا لا يحدث فى مثل هذه النوعية من السدود. إضافة إلى أن إثيوبيا تلعب على عامل الوقت لتضع مصر والسودان أمام الأمر الواقع، بالرغم من أن اللجنة لم تنته من أعمالها حتى الآن إلا أنها مستمرة فى بناء السد، وأعلنت أنها انتهت بالفعل من ١٨% من أعماله المقرر اكتمالها فى ٢٠١٥ كما أن إعلان إثيوبيا مؤخرا تغيير مجرى النيل إيذانا ببدء أعمال بناء جسم السد فى سبتمبر المقبل- دليل على أنها سارية فى إقامة السد، طبقا لمخططها، دون أى انتظار لنتائج اللجنة الفنية، وفى حالة تزامن الملء مع فترة فيضان أقل من المتوسط فإن الآثار ستكون كارثية، حيث يتوقع عدم قدرة مصر على صرف حصتها من المياه بعجز اقصى يصل إلى ٣٤ % من الحصة، بما يقدر بـ١٩ ملياراً وبعجز متوسط يقدر بـ٢٠% من الحصة يقدر بـ١١ مليار متر مكعب طوال فترة الملء التى قدرت بـ٦ سنوات، ومن وجهة نظرى، يجب التفاوض المباشر الآن، ومن الممكن أن يؤتى نتيجة، وفى رأيى ان تخفيض ارتفاع السد هو الأهم، خصوصاً أن دراسة الجدوى للسد غير جيدة والعائد الكهربائى يقدر بـ٣٣%، و٦٠ مليار متر مكعب فى بحيرة السد تعطى ثلث الطاقة المتوقعة لتوليد الكهرباء، بينما الـ١٤ ملياراً وارتفاع ٩٠ متراً تولد ثلثى الكهرباء، وبالتالى السد غير اقتصادى، وإنشاؤه جاء بقرار سياسى، ووجوده على الحدود يؤكد ذلك.
■ ما محاور التفاوض مع الإثيوبيين؟ وهل سيؤدى ذلك إلى عجز فى إنتاج الطاقة الكهرومائية؟ وهل من الممكن أن تتدخل إسرائيل فى المفاوضات؟
- نعم، سيؤدى ذلك لعجز فى إنتاج الطاقة الكهرومائية من السد العالى فى حدود ٤٠% لمدة ٦ سنوات. وأكرر أنه لا بد أن نتفاوض مع إثيوبيا على عدة نقاط، وأيضا لا بد من التفاوض مع جنوب السودان، حيث من الممكن التفاوض مع إثيوبيا لاستقطاب المياه من حوض السوباط وتوفير٤ مليارات والتفاوض مع جنوب السودان لاستقطاب ٩ مليارات من المستنقعات، ولا أعتقد ذلك، لأنه خيار ربما لا تقبله مصر والسودان، مع الاعتراف بأن اسرائيل لها دور ويد فى الملف، ولها أجندة، وأيضا إضافة إلى أن أمريكا لها أجندة، والصين وبعض البلاد العربية لها دور أيضا ولا بد أن نصل لها، ونقدم وجهة نظر مصر بوضوح.
■ البعض تحدث عن أن الحل يكمن فى وصول مياه النيل لإسرائيل عن طريق ترعة السلام فى سيناء؟
- سمعنا هذه الأطروحات فى صورة شائعات، حيث أكد البعض أن مشاكل المياه ستحل إذا أرسلنا مليار متر مكعب واحد لإسرائيل، وهذا دوليا ممنوع خارج حوض النيل، وهذا ينطبق على نهر الكونغو الذى لا نستطيع أن نطبق ذلك عليه ونحول مجراه لتستفيد مصر من مياهه، كما ادعى البعض.
■ ما حجم التأثير المباشر على بحيرة السد العالى؟ وهل ستكون هناك أضرار على الأراضى الزراعية؟ وهل إذا تم بناء الأساسات يمكن تغيير ارتفاع السد؟ وماذا إذا فشل التفاوض مع الإثيوبيين؟
- فى حالة الملء فى سنوات متوسطة الفيضان فإن بحيرة السد العالى سيتم استنزافها، وسيقل عمق المياه بمقدار أكثر من ١٥ مترا، أى سيصل المنسوب إلى ١٥٩ متراً، ونظرا لكون التخزين فى بحيرة ناصر قرنياً فإن تأثير أى نمط للسحب من إيراد النهر يكون تراكميا أى أن تأثير السحب قد لا يكون ملحوظاً فى حينه، وسيظهر تأثيره مجمعا فجأة عند استنفاد المخزون الاستراتيجى للبحيرة أثناء فترة الجفاف، وبالتإلى ستكون النتائج شديدة فى ضررها إذا جاءت فترات جفاف تالية لملء السد. خاصة إذا علمنا أن كل ٤ مليارات متر مكعب عجزا من مياه النيل تعادل بوار مليون فدان زراعى، وسيتم تشريد ٢ مليون أسرة، وسنفقد ١٢% من الإنتاج الزراعى، والفجوة الغذائية ستزيد بمقدار ٥ مليارات جنيه، ومن المتوقع أن يزداد تلوث المياه والملوحة والعجز فى مأخذ محطات مياه الشرب، نتيجة انخفاض المناسيب وتناقص شديد فى السياحة النيلية وزيادة تداخل مياه البحر فى الدلتا مع المياه الجوفية وتدهور نوعية المياه فى البحيرات الشمالية، بالإضافة للمشاكل الاجتماعية المصاحبة لهذا، ولكن ما تم فى موقع السد هو الأعمال التحضيرية، حيث تم إنشاء كوبرى قبل السد، وبدأت عمليات الحفر وتسوية أماكن الأساسات، وتم عمل مجسات وإنشاء مجموعات أنفاق لتغيير مجرى السد الذى يتوقع أن يتم فى سبتمبر المقبل، ومن الممكن أن يتم خفض ارتفاع السد إلى ٩٠ مترا.
■ هل تستطيع إثيوبيا أن تغير مجرى النهر فى شهور الفيضان؟
- هذا غير ممكن علميا وعمليا، خصوصا فى شهور يونيو ويوليو وأغسطس، وهى أشهر فيضان، وسيبدأ فى سبتمبر تحويل مجرى النهر والعمل فى الأساسات بعد انتهاء فترة الفيضان، وأتوقع الوساطة من دول ترتبط بعلاقات مع مصر وإثيوبيا والسودان، وأمريكا مؤهلة لذلك.
■ ترددت أنباء عن تقليل السد الإثيوبى النسبة البخر للسد العالى. ما حقيقة ذلك؟
- هذه افتراض غير صحيح، بل العكس، سيزيد البخر بنسبة تقدر بـ٥ مليارات متر مكعب سنويا على أقل تقدير، طبقا لدراسات قمنا بها.
■ حال اجتياز فترة ملء السد بأقل خسائر، كما صرح بعض المسؤولين، هل هناك آثار سلبية لتشغيل السد؟
- احتمال اجتياز فترة الملء بخسائر قليلة- احتمال ضعيف، وبالنسبة للآثار التشغيلية فإننا نؤكد أن المبادئ التشغيلية للسد التى تعتمد على تعظيم الطاقة الكهرومائية المنتجة تتعارض مثلا فى فترة فيضان أقل من المتوسط مع ما تحتاجه الدول الواقعة خلف السد، وهى مصر والسودان، حيث سيتم تخزين المياه لرفع المنسوب لتوليد الكهرباء وتقليل المنصرف من خلف السد، وهذا ينذر بحدوث نقص فى إمدادات المياه.
■ قمتم بتجربة لمحاكاة سد النهضة، فما حقيقة التجربة؟
- من المتعارف عليه فنيا ودوليا عند الانتهاء من تصميم السدود وقبل التنفيذ- عمل محاكاة لانهيار السد وتحديد درجة الخطورة المتوقعة، وذلك لاعتبارها أحد المحددات الرئيسية لقرار التنفيذ من عدمه، طبقا لرؤية صاحب القرار، وتتم المحاكاة باستخدام مجموعة من البرامج المتعارف عليها دوليا، وتختلف دقة النتائج تبعاً للفرضيات المستخدمة فى كل برنامج.
■ ما الافتراضات التى قدمتموها لمحاكاة سد النهضة؟
- قمنا باستخدام برنامج يضع فى الاعتبار ديناميكية الانهيار وتغييرها مع الزمن، لتخليق موجة المد الناشئة عن انهيار السد حتى الخرطوم، مرورا بسدى سنار والروصيرص، وكانت فرضياتنا تتكون من نموذج للسد بارتفاع ١٤٥ م وحجم تخزين يقدر بـ٧٤ مليار متر مكعب وسد خرسانى وآخر ردمى، كسد مساعد ونماذج لسدى سنار والروصيرص فى حالة امتلاء كامل للبحيرة.
■ ماذا عن اهم نتائج تجربتكم؟
- أوضحت النتائج ان الخرطوم سوف تتأثر بشكل كبير وكارثى جراء انهيار سد النهضة، حيث سيؤدى ذلك إلى انهيار سدى الروصيرص وسنار إلى جانب سد مروى الواقع داخل الأراضى السودانية، وبالتالى فإن ١٦٧ مليار متر مكعب- وهى أقصى تصرف للمياه- ستصل من السد فى حالة انهياره إلى سد الروصيرص فى ٨ ساعات ونصف وستدمره، وستصل إلى سد سنار فى يوم ونصف، وستصل الخرطوم فى أربعة أيام ونصف، وستصل سد مروى فى ١٢ يوماً وثلث، وسيكون وصولها للسد العالى بعد ١٨ يوما وثلث، وهذا بالتأكيد سيتسبب فى القضاء على مدينة الخرطوم، ويدمر سدود الروصيرص وسنار ومروى فى السودان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ