الأحد، 28 أكتوبر 2012

زوار صلاة الفجر! فريدة الشوباشىفريدة الشوباشى الأربعاء 10-10-2012 09:12

فريدة الشوباشىفريدة الشوباشى الأربعاء 10-10-2012 09:12

أصدر الرئيس محمد مرسى قراراً جمهورياً، بأن معارضيه «ملهومش فى صلاة الفجر!».. وأبدأ فأقول للسيد الرئيس إننا لم نكن نعرف إذا ما كان يواظب على صلاة الفجر بانتظام أم لا، قبل انتخابه رئيساً للجمهورية، حيث انتشرت بعدها صوره وهو يصلى الصلوات الخمس.. غير أن الخطير فى كلام الرئيس أنه افتتح تقليداً جديداً هو محاسبة المصريين على صلواتهم، وقد يستتبع ذلك حتى لا يظلم أحد، أن ينشئ «شرطة» تتولى مهمة التفتيش فى البيوت فجراً للتيقن من أداء هذه الفريضة، ويكون ذلك قد استبدل مهمة «زوار الفجر» لدواعٍ سياسية فى الماضى، بأخرى ليتحقق من أدائهم للصلاة قبل أن يلقى القبض عليهم، لمجرد معارضته، بأنهم لا يعرفون صلاة الفجر! وبناء عليه فلا يحق لأحد من الآن فصاعداً، الاعتراض على جماعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بعد أن قنن الرئيس أعمالهم التى أدت أحياناً إلى القتل، والمشكلة أن «التفتيش» للوقوف على من يصلى الفجر من عدمه، يستوجب تخصيص قوات على دراية بالفترة الزمنية المتاحة لأداء الصلاة فجراً منذ رفع الأذان حتى نهايتها.. وأتصور أنه كان يتعين على الرئيس أن يتابع عن قرب من لم يتسن له تناول وجبة العشاء، أى العناية بمن تتلوى أمعاؤهم جوعاً فهذا هو واجبه الأساسى؛ توفير حياة كريمة لشعب انتخبه بهدف تحقيق ما نادت به الثورة عيش حرية عدالة اجتماعية! والسؤال الذى يتبادر إلى ذهنى هو هل سوف تتغير معاير المواطنة بحيث يتم التفتيش فى البيوت فجراً للتأكد من الالتزام بأداء صلاة الفجر، وقد يلى ذلك بالضرورة الانتقال إلى مرحلة تالية، يتم خلالها التفتيش فى ضمائر المصريين كى يطمئن السيد الرئيس إلى إيمانهم وأنهم ليسوا كفاراً لا قدر الله؟.. لقد ألقى الرئيس بتشكيكه هذا بينما كان يلقى خطابه الطويل عن حصيلة المائة يوم، وعلى الهامش منها، الاحتفال بذكرى حرب العبور المجيدة.. وأضم هنا صوتى لصوت من طالبوا الرئيس بالنزول إلى الشارع بدون آلاف الجنود الذين يحرسونه كما لم يحرسوا رئيساً من قبل، وأن يتحقق من الأوضاع البائسة التى يعانى منها معظم المواطنين، وقد استعصى علىّ مثلاً أن تكون نسبة التضخم قد انخفضت كما قال إلى نحو 6٪، فى الوقت الذى تضاعفت فيه أسعار الخضراوات ولا أقول اللحوم أو الدجاج أو الأسماك، إلى مرتين أو ثلاث مرات وأحياناً أكثر من ذلك، وأستسمحه فى الاستغناء ولو لنصف ساعة عن المواكب التى تفتح له الطريق ويجوب بسيارته الشوارع والطرق عساه يعرف أن من أمدوه «بالمعلومات؟!» التى أعلنها فى خطابه، بعيدة كل البعد عن الواقع.. وكنت أتوقع أن يشرح لنا الرئيس، خاصة وهو ينتمى إلى جماعة يناهز عمرها الثمانين عاماً بما يعنى أنها كانت تؤهل نفسها للحكم، الأساس الذى بنى عليه حل المشاكل المعروفة فى غضون مائة يوم؟ وأرجو ألا يضايقه سؤالى فيتهمنى بأننى «ما بعرفش صلاة الفجر»!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ