الأحد، 28 أكتوبر 2012

رسالة من «صرصارة»! الأربعاء 11-07-2012 08:59

تم فصلى من عملى فى فرنسا؛ لأننى رفضت لقاء شيمون بيريز، وزير الخارجية الإسرائيلى عام 1994، الذى اقترن شخصه فى وجدانى كأحد أشد السفاحين قسوة ووحشية.. وجهت لى إدارة الإذاعة التى كنت أعمل بها خطابات لوم بهذا الشأن، وكذلك لرفض تمرير تصريح لسلمان رشدى، صاحب الآيات الشيطانية فى نشرتى، ودخلت فى قضايا استمرت عشر سنوات، قد تكون أطول قضايا «عمالية» فى تاريخ فرنسا، ولدى عودتى إلى مصر أخذت أكتب فى الصحافة ومن بينها صحيفة الأخبار، وكأن من كانوا يريدون كتم صوتى.. فوجئوا بأن الفصل التعسفى وحرمانى من مصدر رزقى لم يثنيانى عن الاستمرار فى التعبير عما أومن به، أياً كانت النافذة المتاحة، فإذا بخطاب تهديد مرعب يصلنى من جهة «مجهولة؟»، رجحت أنها مخابرات أمريكية وإسرائيلية وصدقت جهات مختصة فى وطنى على صحة استنتاجى، ولكنى لم أستجب للتهديد بالقتل انطلاقاً من قوله تعالى: «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا»، ما سبقت الإشارة إليه وغيره سوف أضمه بإذن الله فى كتاب أرجو أن أتمكن من استكماله، مدعوماً بالوثائق.. مناسبة إثارتى لهذه التفصيلات التى عشتها بكل آلامها ولم أندم يوماً على مواقفى أياً كانت المعاناة، مثل أن تكون فى نهاية الخمسينات من العمر وتفقد مصدر رزقك وتغيب عن الأفق أى «حزمة أمل» ببدء الحياة من جديد؟!» بعد هذا العمر، المناسبة فى إثارة هذه الموضوعات ما قرأته وشاهدته للداعية الإسلامى وجدى غنيم، الذى يصف فيه كل من لم يصوتوا للدكتور مرسى، بل كل من يعارضه الآن بأنهم صراصير وفئران وكلاب ويقترح على الرئيس حلاً لم يسبق إليه أحد فى مواجهة معارضيه أن يدهسهم بـ«الجزمة».. وكذلك يحذر السيد وجدى غنيم الرئيس مرسى من «فداحة» تعيين نائب «صليبى» له؟ توقفت كثيراً أمام الصفة التى تلصق بالرجل.. داعية إسلامى؟! وأدهشنى هذا الانخراط الغريب فى السياسة ربما بأكثر من حماسة للدين، لكن ثالثة الأثافى هى نظرة الداعية لأى صوت معارض، بإخراجه من الملة والمواطنة.. واعتباره إما صرصاراً أو فأراً أو كلباً!! وهذا تطبيق حرفى للآية الكريمة: «وجادلهم بالتى هى أحسن»، وسوف ترتفع أصوات مؤكدة أن الرجل لا يعبر عنها، ولكنى أرى أن هذا لم يعد وحده يكفى، بل لا بد من محاسبة كل من يعتدى على حرية التعبير بالفعل أو القول وإلا فإن السكوت على ما يجرى ووصم كل من ينبه إلى خطورته بأنه يستهدف «التيار الإسلامى» على اعتبار أننا كفار قريش، يصب فى تقديرى فى صالح أعداء الإسلام والمساهمة بالصمت أو التواطؤ فى تشويه صورة هذا الدين العظيم.. وبعد أن تبين وجدى غنيم استحالة وجود «جزمة» مقاس سحق ملايين الصراصير دفعة واحدة، وبذا نجوت أنا من الدهس بالجزمة لأسأل الرجل: ذكرت أنا بعض ما واجهته وتصرفت على أساسه.. بصفتى صرصارة.. فماذا عنك أنت؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ