السبت، 27 أكتوبر 2012

أحلام الآنسة أحلام بقلم مفيد فوزى ٢٧/ ١٠/ ٢٠١٢


كعود حطب مشتعل،  كما يسرا فى صباها عيناها واسعتان كعيون بطلات إحسان عبدالقدوس، جفنها «علم الغزل».. بريق عينيها كما السورية كنده علوش.. ناعمة كنانسى عجرم. جذابة كما جوليا روبرتس. صدرها ناهد بالأمنيات. طموحه.. طموح نسر محلق فى الفضاء. جاذبيتها الجنسية لا ترى ولكن تشم من بعد رغم خلو جسمها من انحناءات الأنثى. هذه هى الآنسة أحلام حلمى ذات الأربعة وعشرين ربيعاً. تزن ٤٨ كيلو، أجاد الله توزيعها، وتزهو الأرض بخطواتها.
أحلام الآنسة أحلام، أن تقع فى غرام شاب يكبرها بسبع سنوات وعربيته بى إم دابليو، ولو كان وسيماً كحسين فهمى وعربيته فيات، يفتح الله! هكذا فطنت أحلام واستقر فى يقينها أن «الإم بى» لشباب شكل تانى. تتذكر أحلام، وهى فى الخامسة عشرة حين كانت تخفى صدرها بحقيبتها المدرسية أن دخل شارعهم فى العباسية شاب فى عربة حمراء كعربات القصور الملكية وتمنته لنفسها ولكن للأقدار حسابات أخرى. «أحلام» بنت وحيدة على ثلاثة صبيان. مات أبوها وهى لم تتم عامها الأول وتولت الأم مهمة الأب والأم. قضت أحلام سنوات الجامعة فى كلية التجارة من منازلهم ونجحت بتقدير جيد. وتعتز بأن جسدها» مبرشم«لم يمسه بشر.
كانت صديقتها الوحيدة «وجد»، الفلسطينية الأب المصرية الأم، وهى الناصحة الأمينة وعلمتها صدمات الحياة الكثير. كانت نصائح «وجد» لأحلام تتلخص فى نقطتين. الأولى أن الرجل ذئب يحوم حول الفريسة ثم يمصمصها ويمضى! والنقطة الثانية: إذا وقعت فى الحب لا تتزوجى إلا من يحبك أكثر مما تحبيه! وقد اشتغلت أحلام فى بنك كبير، وكان تعاملها مع أصحاب الكروت الائتمانية، ولهم أرصدة محترمة. ياما سمعت من كلمات غزل وتذكرت نصائح صديقتها «وجد»، فتبتسم ابتسامة مضيفات الطيران.
إلا ذلك النهار حين رمقتها نظرة واحد من عملاء البنك استقرت فى نافوخها. تظاهرت بتجاهل نظرته ولكنها كانت تشعر بشبه دوار فى كل زيارة له. لم يوجه لها كلمة إعجاب واحدة وهو قليل الكلام وغموضه يزيده جاذبية. وقد اختلست أحلام نظرة من شباك البنك وهو يركب عربيته «البى إم». فجن جنونها وربما هامت به! مرت شهور واختفى، فتجرأت واتصلت به، وعرفت أنه فى أوروبا.
 قالت فى اقتضاب «قلقت عليك» ولم تقل «قلقنا عليك» كنصائح صديقتها وجد. يبدو أن عبارة أحلام المكثفة بالشوق «ثقبت» قلبه، فهو كما اعترف لها مطلق زوجته الفرنسية منذ ٣ سنوات، ويعيش بلا حب وسمع دقات قلبه لأول مرة. باختصار وبدون أحداث وحوادث وسيناريو فيلم مصرى تزوجت أحلام من صاحب البى إم! وعندما جمعهما سقف بيت واحد فى المقطم أو فى مارينا٢، اكتشفت عنفه بلا حدود فى العلاقة الحميمية، وفى كل مرة يلتقى بها تخرج مكسورة موجوعة كأنها كانت فى معركة وكان الطلاق هو الحل. خرجت «أحلام» من التجربة بعربية بى إم وشاليه فى المنتزه وشقة المقطم وفلوس! رفض البنك عودتها للعمل فقررت أن تعيش بعد إصابتها بعقدة من الرجال أو «الجاكيتات المتوحشة». كانت فى حاجة إلى صداقة «وجد»، ولكن «وجد» سافرت إلى البرازيل مع زوجها المصور اللبنانى.
يمكن القول إن أحلام فقدت البوصلة، لكنها مارست نشاطاً نسائياً فى أحد أندية «الليونز» ونجحت وبرزت فى مجتمعات المرأة، وكثر الذئاب حول أحلام المطلقة التى كانت تعلق على صدرها لافتة غير مرئية» لا للإيجار أو الاحتكار«. بقدرة قادر تحولت أحلام بعد ثورة يناير إلى ناشطة سياسية. تعلمت الصوت العالى وقليلاً من السياسة. تعلمت الخروج فى المظاهرات وترديد عبارات يسقط يسقط، والشعب يريد. تعلمت أن تحتج وتقول لا دون أن تسمع شيئاً. صارت تظهر فى التليفزيون وأصبح رقم تليفونها عند المعدين. وفى كل مرة أتيح لها الكلام فى ندوة، نددت بعنف الرجال البدنى واللفظى. يطفى دائماً على سطح فكرها جرحها القديم! فى إحدى المرات وأثناء مظاهرة فى التحرير وقفت أحلام تهتف ضد الاستبداد وفجأة سقطت منصة بمن عليها وكادت تدوس أحلام بنهاية مفجعة لولا أن أحد ضباط الجيش المتقاعدين انتشلها وأنقذها من موت محقق. قال لها» انكتب لك عمر جديد«فانكفأت على يده تقبلها.
شعرت نحوه بامتنان وسمحت لنفسها أن تراه مرات. كانت تشعر أنها تريد أن تلقى بنفسها بين ذراعيه بحثاً عن قطرة حنان. صارت تفتقده إن غاب عنها. كان أحد الشباب وهو ناشط حقوقى يراقب «أحلام» وتشى عيناه بالإعجاب كان نداء الجيل الواحد يناديها ولكنها لم تعد تبحث عن فارس تبدأ الحياة معه ويطالبها بالصبر والكفاح. كانت قد ألغت من قاموس حياتها «المعاناة والانتظار»، وأدركت أيضاً أنها بالنسبة للضابط المتقاعد ستكون مجرد مغامرة أو نزوة أو يومين نهار خارجى أو يومين ليل داخلى بلغة السينما، فاللواء العاشق له زوجة وبنات فى عمرها. كانت أحلام تتساءل: كيف يضع رجال سمتهم العنف البدنى واللفظى قواعد وأسس حياة سياسية مستقرة وبيوتاً سعيدة وليست مكفنة بجروحها؟ اتخذت «أحلام حلمى» قراراً وهو أن تقدم استقالة قلبها من الغرام.. و.. وتحيا!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ