الاثنين، 13 فبراير 2012

كاتب شهيد.. ومحارب قديم بقلم محمد أمين ١٣/ ٢/ ٢٠١٢


جلال عامر كاتب شهيد.. سقط فى الميدان أيضاً.. لا نطلب له تعويض شهيد.. لكن نطلب له أجر الشهيد.. مع السلامة يا عم جلال.. يا عمنا على رأى محمد عبدالقدوس.. مع السلامة يا بوضحكة حلوة منورة.. كنت عاوز أقفل المحل للحداد.. قلت: وأقول إمتى أنا وإنت، هنتقابل مع الشهداء؟.. كنت فاكرك هتعبر هذه المحنة.. وأنت دايما كنت بتعبر بينا من الهزيمة للنصر!
كنت بشتاقلك وأنا وإنت هنا.. بينى وبينك خطوتين.. والعمل إيه العمل؟.. ما تقولّى أعمل إيه؟.. النهاردة مش هنبكى.. النهاردة لازم نبتسم.. عمرك ما كنت عاوزنا نبكى.. تسخر من كل شىء، لنعبر المحنة وننتصر للثورة.. وكان آخر عهدك بالميدان.. لا تنسى أنك فارس، ومحارب قديم.. وستبقى كتاباً فى عشق الوطن.. عندما يبقى من عشق الوطن خريطة لا تتغير، وتاريخ لا يموت!
ثلاثة أبكيهم.. كما لم أبك على أحد غير أمى.. مصطفى شردى، ومجدى مهنا، وجلال عامر.. عندما مات شردى، كنا فى أول عهدنا بصاحبة الجلالة.. ساعتها أحسست أننى لا أبكى كاتباً كبيراً، أو قائد كتيبة مقاتلة.. إنما كنت أبكى مستقبلى.. تمنيت لو كان يومى قبل يومه.. يومها كانت يد مجدى مهنا تربت على كتفى: مش وقت البكاء.. كلمة ظلت ترن فى أذنى حتى الآن!
ذكريات.. تذكرت مصطفى شردى، ونحن نشيعه، يوم رحل مجدى مهنا.. كان هناك رابط من نوع ما.. بين شردى الأستاذ ومهنا التلميذ.. الجبل والأمل.. كلاهما كان شريفاً مقاتلاً .. وكلاهما مات شهيداً فداءً لوطنه.. واليوم يرحل جلال عامر.. لا، بل يعيش فينا.. كما عاش شردى ومهنا.. عاشوا من أجلنا، وماتوا من أجلنا.. حاربوا معاركنا.. لم يخونوا ولم يبيعوا، حتى سقطوا شهداء!
اليوم، لا نطلب لهم تعويض الشهداء، ولكن أجر الشهداء.. كان شردى ومهنا، يحلمان بالثورة.. ولم يحدث.. وأدرك عامر الثورة، ولم يفرح بها.. لا هو عبر محنة المرض، ولا الثورة عبرت الميدان.. لا الشهداء استراحوا، ولا الكُتّاب الشهداء.. جلال عامر كان كاتباً استشهادياً، لا استرزاقياً.. لا يشغله مبارك ولا زبانيته.. ولا يشغله عسكر ولا إخوان، ولا سلطة ولا برلمان!
وكلمونى تانى عنك، فكرونى.. صحوا نار الشوق فى قلبى وف عيونى.. محارب قديم يذكرنى بمصطفى شردى، يوم وقف فى وجه العدوان الثلاثى.. وأنت وقفت فى وجه العدوان على مصر فى عهد مبارك.. ووقفت فى وجه العدوان على الثورة، فى ظل العسكر والإخوان.. فلا خشيت من السلاح، ولا خشيت من اللحية.. عشت نفسك ووطنك.. وكنت نسيجاً وحدك دوماً!
أنساك، ده كلام، أنساك يا سلام.. أهو ده اللى مش ممكن أبداً.. فلا أنسى اتصالاتك يا أستاذنا.. كانت تأتى فى عز الظلام، لتملأنى بالأمل والنور.. تسأل عن كل شىء، كأنك صديق قديم.. أدهشت من لم يعرفك، فكيف بالذين يعرفونك؟.. جعلت من الكاتب نجماً، عندما كان النجوم هم لاعبى الكرة فقط.. وملأت الدنيا غناءً وسخريةً.. ولا أدرى هل نغنى بعدك، أم نعلن الحداد؟!
لسه الأغانى ممكنة.. ولو كانت النقابة تنكِّس علمها لكاتب، أو تعلن الحداد، لكنت أول من نعلن من أجله الحداد.. فلا مات شردى، ولا مات مهنا، ولا مات جلال عامر.. عشتم فينا.. عاش الجبل، وعاش الأمل، وعاش المحارب.. سأركن ظهرى إلى شردى، وسأنظر لبكرة مع مهنا.. وسأحمل السلاح خلف عامر.. كانت مصر هى العنوان.. عندما ضل كتاب السلطة عنواناً.. اسمه الوطن!
مات رجل لا ككل الرجال رجل من أشجع الرجال ومن أوفى الرجال ومن أخلص الرجال مات الأستاذ الكاتب الكبير ( جلال عامر ) رمز الوطنية ومن آخر ما قاله " المصريين بيموتوا بعض " الى هذا الحد كان قلبه على المصريين ولم يتحمل هذا القلب الرقيق حزنه على بنى وطنه مات ولم ينعم بثمار الثورة التى كان عاملا ايجابيا بكتاباته فى خروجها لحيز النور باختصار مات الذى أجمع على حبه كل من عرفه با للوعتنا وثكلانا فيك يا أستاذ شخصيا لا أتخيل أن أفتح الجريدة ولا أقرأك ويا لحزن المصرى اليوم بعد وفاة مجدى مهنا وجلال عامر على من يأتى الدور ؟ يا لخوفى وقلقى على مهندسنا حاتم فودة يبدو أنه عام الحزن الحديث اللهم آجرنا فى مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها اللهم اغفر له وارحمه وأكرم نزله ووسع مدخله ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم أغسله بالماء والثلج والبرد اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وجيرانا خيرا من جيرانه وآخرة خيرا من دنياه اللهم ان كان محسنا فزد فى احسانه وان كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته اللهم أعطه كتابه بيميته ولا تعطه كتابه بشماله اللهم نوّر له قبره واجعله روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النيران وأخيرا انّ لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شىء عنده لأجل مسمى فلنصبر ولنحتسب والله ان العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول الا ما يرضى ربنا وإنّا على فراقك يا أستاذنا لمحزونون و( إنّا لله وإنّا إليه راجعون ) وأعزى أهله وأعزى نفسى وأعزى كل مصر فى فقدك يا حبيبنا ( بـهـاء الـديـن شـعـبــان عـبـاس / ابـن الـريـاض ... كـفـر الـشـيـخ )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ