الخميس، 2 فبراير 2012

ثلاثى أضواء الحكم! بقلم محمد أمين ١/ ٢/ ٢٠١٢


قراءة الصورة مفيدة جداً.. كل صورة لها رسالة بالتأكيد.. صورة مبارك على سرير طبى رسالة معينة.. افهمها كيف شئت.. صورة العادلى فى طريقه إلى المحكمة، وخلفه ضباطه، رسالة.. صورة المشير مع الجنزورى والكتاتنى، قبل بيان الحكومة، رسالة أخرى.. صورة الجنزورى عائداً إلى مكتبه بمجلس الوزراء لأول مرة، والابتسامة تعلو وجهه، رسالة للبورصة!
تأمل معى هذه الصور بهدوء.. وإذا شئت أن تبدأ من الآخر، فأنت أمام موكب رئيس الوزراء.. «الجنزورى» يعود لأول مرة إلى مكتبه، استعداداً لإلقاء بيانه أمام مجلس الشعب.. وصل فى العاشرة صباح أمس، إلى مقر مجلس الوزراء، وسط تواجد أمنى غير مسبوق.. ودخل موكب «الجنزورى» من الباب الرئيسى لمقر مجلس الوزراء.. معناها رسالة للعالم: ادخلوها آمنييين!
لم يشأ «الجنزورى» أن يأتى قبلها.. ولم يشأ أن يأتى متخفياً.. ولم يقبل الدخول من الباب الخلفى.. من الباب الرئيسى فى وضح النهار.. سلم «الجنزورى» على الموظفين بديوان المجلس، ثم دخل مكتبه لمراجعة بيانه، قبل أن يلقيه أمام البرلمان.. اثنا عشر عاماً مضت على مغادرة المكان.. والآن يعود.. العودة هنا تحمل رسالتين: رد الاعتبار من ناحية، والاطمئنان من ناحية أخرى!
عاد الجنزورى بعد ١٢ سنة من خروجه من الوزارة، فى عهد مبارك.. واليوم يعود مرتين.. المرة الثانية بعد غياب دام ٥٠ يوماًً، عقب استقالة د.عصام شرف، حيث باشر «الجنزورى» أعماله من مقر وزارة التخطيط، ثم استقر فى مقر الهيئة العامة للاستثمار، قبل أن يدخل مكتبه صباح أمس، فى مقر مجلس الوزراء، على بعد خطوات من ميدان التحرير.. الابتسامة لها دلالة!
ولو رجعتم إلى الصورة وملابساتها، ستعرفون أن الجنزورى كانت روحه المعنوية فى السماء.. معناها أنه مطمئن، والحضور الأمنى معناه أن الأمن مستتب.. الجنزورى يفتح عكا.. الجنزورى يفتح مجلس الوزراء.. لم تحدث الحكاية مصادفة.. فهو بالتأكيد لم يفاجئ موظفى مجلس الوزراء، لكنه كان على موعد.. المشير يعرف، ووزير الداخلية يعرف.. الرسالة وصلت!
وحين نعود إلى صورته مع المشير.. نجد أن الجنزورى كان الأقرب إلى المشير، يليه الكتاتنى، ثم الفريق عنان.. ارجعوا إلى هذه الصورة.. بروتوكولياً المفترض أن الكتاتنى أولاً.. إنه يمثل الشعب.. الشعب الذى صنع الثورة، والشعب الذى جاء بالمشير، والشعب الذى جاء بالجنزورى.. لكن رئيس الوزراء يسبق رئيس مجلس الشعب.. فهل هو ترتيب مقصود، أم مصادفة؟!
فى الصورة إشارات واضحة جداً.. المشير على مقعد الرئيس.. الجنزورى لا يظهر أن لديه سلطات رئيس جمهورية.. إنه يتلقى التعليمات وربما الأوامر.. الكتاتنى لا يعيش دور ممثل الشعب الثائر.. لا يصدق أنه يجلس مع المشير.. يردد فى نفسه: سبحانك يارب.. لا ينسى أنه كان محظوراً، منذ عام فقط، والآن مع المشير شخصياً، بعد أمين الشرطة، فى القيد الحديدى!
الثلاثى الحاكم «المشير والجنزورى والكتاتنى» متناغم.. الصورة تتحدث عن نفسها.. هناك اتفاق على كل شىء تقريباً.. سواء بشأن الرئيس القادم، أو الدستور، أو المحاكمات.. المشير يدير بثقة كاملة.. عنان يحرس الموقف بعناية.. أعود لأبحث عن تفسير لصورتى مبارك والعادلى: الأولى مستفزة، والثانية واثقة جداً.. فهل هناك علاقة، بين صور الحاكم والمحكومين، والتحرير؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ