الخميس، 2 فبراير 2012

دعوا مصر وأهلها بسلام آمنين بقلم أمل السامرائى ١/ ٢/ ٢٠١٢


ما كنت أودّ الخوض فى موضوع خضت بحره كثيراً بسفينة الحزن على ما أصابه من فقر حِرَفى عار من المصداقية، سواء فى فترة تصنيع الآلهة قبل الثورة أو عبثيته فى نقل المعلومة وتجنيد بعض ممن أوليناهم إعجابنا بحضورهم وفكرهم..
 فى ضرب الأسافين فى جسد الوطن بعد الثورة.. ما كنت أريد الحديث عن الإعلام لما يثيره ذلك من شجن حين أرى شخصيات ذات ماض مشرّف ورأى تُستضاف فى برامج تقزّم قامتهم حين تتفضل (المقدّمة أو المقدّم) عليهم بالاستضافة،
 حاملين عصا الانفعال والتدخل وفرض الرأى بما لا يتيح للضيف فرصة الحوار.. لكن ما جعلنى أطرق هذا الباب المغلق على الغرائب، قصة (مراد العمارى) صحفى وإعلامى عراقى يهودى.. واجه سجناً واعتقالاً بسبب وطنيته ووقوفه ضد الاستعمار البريطانى مما جعله يقدم استقالته من إذاعة بغداد حين طُلِبَ منه إذاعة بيان موال لبريطانيا.. لتحضرنى المقارنة بين صاحب مبدأ وقضية ضحّى بالكثير من أجلها..
 وبين حفنة من الباحثين عن الشهرة والمادّة تحت سماء ممطرة سهاما تخترق خاصرة الثقة بين أطياف الشعب وفصائله السياسية، وتنفذ إلى قلب الأمان مفجّرة عنفاً وتخويناً وتشكيكاً لا تحتمله نفس تترنح بين أمس مُدْلهم، ويوم ضبابىّ، وغد مبهم، وحلم كان يأخذنا بإعلام أكثر صدقا وحرصا على الاستقرار ومعالجة الأحداث ليفاجئنا بنجوم خبا بريقها خلف أقنعة مصطنعة باهتة، وعيون تجاهد من أجل دمعة كاذبة تنساب باردة على وجنة جليد..
إعلام لم يستطع مواكبة التغيير بما يشيعه من قلق ومعلومات هامشية لم تستنبط من عمق الحقيقة، ففريق يسبّ ويلعن ويستفز العداء ضد ديكتاتورية العسكر وقمعهم الرأى والكلمة، ويصبّ الاتهامات فى طبق ملوّث بالدموية والانتهاكات الإنسانية.. تحت مرأى ومسمع المجلس بما يناقض تهمة القمع..
 وفريق يفرش ورود المديح والعرفان بساطا للجيش والمجلس.. وفريق ثالث تائه يبحث عن مرآة ناصعة تعكس الحقيقة وتسقط القناع عمّا يشاع وعمّن هو المسؤول، ولاشك أن الجميع مسؤول عن كارثة هزّ صدى تناقضاتها وأجنداتها معاقل الأمان وآليات العمل والتعاون الجاد فى رسم خارطة طريق موحدة لإنقاذ الوطن مما يحاك له من مؤامرات بخيوط الفتنة..
ليكون أوّل مسؤول عن ذلك هو المجلس العسكرى الذى لم يكن بالشفافية المطلوبة فى مرحلة تحتقن بالفوضى والشائعات والتنديد بتباطئه فى تلبية مطالب الشعب الأساسية، أما المسؤول الثانى والأشدّ فهو المنظومة الإعلامية واستبدالها التهدئة وسبر غور الحقيقة بدقّة ومصداقية.. ببث الفتنة والشائعات والتحريض العلنى وتفتيت الشمل،
 دون النظر إلى ما يفرزه ذلك من دمار وسفك دماء وعبث بأمن الوطن يعتبر خيانة ما بعدها خيانة، غير آبهة بشرف الرسالة.. ودون أن تعى أن علامات التأثر التمثيلىّ التى تعلو وجوه بعض الإعلاميات والقدح والاستفزاز يثير الغضب والتقزز.. ولا أنسى ما فعله صديق لى قام بتحطيم (شاشة التليفزيون) بفنجان قهوته وهو يشاهد إحداهن تتمادى فى التحريض واللعب على العواطف بطريقة مريبة ..
فهل يعى كلٌ رسالته ويتقى الله حتى يُصاغ الدستور ويُنتخب الرئيس المنتظر، وتكون أهم مهمات مجلس الشعب المنتخب وقوفه مع الشعب وإصراره على تسليم السلطة فى موعدها؟ وهل يتحقق الأمل على أيدى الشباب بالعمل وتضافر الجهود لإفشال المكائد وسحق الطفيليات لتعيش مصر وأهلها بسلام آمنين؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ