الجمعة، 24 فبراير 2012

حفلة تنكرية بقلم جلال عامر ٢٠١١


أحارب الفساد منذ ولدتنى أمى، وأتذكر يومها أننى اعترضت على تعيين «الداية» وطالبت بأن تكون بالانتخاب، لكن إذا انشغلنا بالمطاردات فقط، فسوف نتحول إلى غابة أفريقيا.. أغلق عليك دارك فنحن الآن فى الفتنة الكبرى، وتخيل حضرتك أننى دارس لفلسفة السياسة، وقرأت كل روايات «أرسين لوبين» ومعظم أعداد «ميكى»، وحافظ قصيدة «لا تكذبى» ومع ذلك لا أستطيع هذه الأيام أن أميز بين الصالح والطالح، ولا بين الداعر والثائر، فما بالك بالمواطن البسيط الذى لم يقرأ «ميكى» ولم يحفظ القصيدة، ففى هذه الأيام الرمادية اختلطت الأمور وتناثرت الأوراق وأصبحنا نعيش فى «حفلة تنكرية» تراهن على شخص فتجده رهن التحقيق، وتحلف على شخص فتجده يحلف اليمين وراجع حضرتك قوائم الشرف وقوائم العار التى تحتوى على أسماء الإعلاميين، واضحك من قلبك على تسلل «الكوسة» حتى إلى الثورة..
والعقل الجمعى أحياناً ظالم فالمصريون هم الذين صنعوا من «أدهم الشرقاوى» بطلاً، وخرجوا إلى الشوارع يهتفون لفريدة بعد الطلاق «خرجت الطهارة من بيت النجاسة» بينما كانت هى الظالمة و«فاروق» هو المظلوم.. نحن فى «حفلة تنكرية» فعليك أن تختار وجهك أو أغلق عليك دارك.. وأنا ضد مقولة «أن آكل ما يعجبنى وأكتب ما يعجب الناس» لذلك فلست «غبياً» لأطالب بإسالة الدماء، ولا «نبياً» لأقول اذهبوا فأنتم الطلقاء لكن العقل زينة، فالثورة روح وفكر وإرادة، وعندما تتحول إلى سلطة تبدأ الأخطاء وآه من الأضواء التى حولت «الأمانى» إلى «أغانى»..
 ويزعم البعض أن يوم الجمعة فيه ساعة نحس وهى الساعة التى تزورنى فيها حماتى، وهى ترسم على خدودها علم مصر، بعد أن كانت أمينة المرأة فى إحدى القبائل التى نزحت إلى مصر للمبايعة ثم استقرت على طريق مصر- إسكندرية الصحراوى وأحياناً على الشاشة، وهى التى زعمت أنه لا فرق بين «محمد أبوالعينين» و«زكريا أبوركب» و«جمال أبو لجنة» إلا بالتقوى.. نحن الآن فى «حفلة تنكرية» ونريد أن نستدعى «إليدا» ابنه «جيفارا» لتتعرف على والدها من بين هؤلاء الذين يرتدون قناعه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ