الاثنين، 13 فبراير 2012

العصيان المدنى.. ثورة مضادة بقلم د. يحيى الجمل ١٣/ ٢/ ٢٠١٢

يبدو أننا نعيش فى مسرح اللامعقول أو مسرح العبث. هذا الذى يجرى على الساحة المصرية هذه الأيام لا يمكن تفسيره بالمنطق أو بالعقل. هل من الممكن أن بضعة من أبناء مصر يبذلون قصارى جهدهم من أجل هدم مصر وجعل كل شىء فيها خراباً، ليس هناك إنتاج، وليست هناك سياحة وليست هناك استثمارات جديدة، وهناك استثمارات قديمة هربت.. يحدث هذا كله فى وقت كانت فيه مصر من البلاد المرشحة للانطلاق بعد ثورتها المجيدة التى انطلقت منذ عام وبضعة أيام، لكن كانت هناك قوى تقف بالمرصاد لانطلاق الثورة وتحاول إجهاضها بشتى الطرق، هذا هو ما أطلقت عليه، منذ أواخر مارس العام الماضى، «الثورة المضادة».
تقديرى أن دعوة العصيان المدنى تقودها الثورة المضادة وبعض الذين يقودون هذه الدعوة يتصورون أنهم يحسنون صنعاً، وأغلبهم يدرك أنه يعمل من أجل الانقضاض على ثورة مصر لكى يدمرها ولكى يعيد عجلة الساعة إلى الوراء.
قضيت بضعة أيام فى تونس فى ندوة من ندوات مركز دراسات الوحدة العربية وقد كانت - كما هى عادة ندوات المركز - مكثفة مليئة بالأبحاث والمناقشات الغنية التى شارك فيها نخبة من مفكرى الوطن العربى كله، وقد أعود إلى بعض أبحاثها فيما بعد، وأكتفى الآن بأن أذكر أننى التقيت الشيخ راشد الغنوشى «مؤسس حركة النهضة الإسلامية» مرتين، واحدة منهما عندما أدار هو إحدى جلسات الندوة، والأخرى فى لقاء شبه خاص تحدثنا فيه عن أمور البلدين والفارق بين التجربة الثورية التونسية والتجربة الثورية المصرية رغم وحدة أو تقارب الأسباب المؤدية للثورة فى كل من البلدين.
ولم أسمع، طيلة الأيام الخمسة التى قضيتها فى تونس حديثاً عن عصيان مدنى، وعندما وصلت إلى القاهرة بل قبل أن أصل إليها تنامت إلى أسماعى أخبار الدعوة لهذا العصيان.
ولم أجد عاقلاً ولا ثورياً حقيقياً واحداً يؤيد هذه الدعوة العبثية، وكم كنت سعيداً عندما علمت أن الرجل الفاضل العالم المستنير الإمام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يرفض هذه الدعوة، وأن الكنيسة القبطية المصرية - وعلى رأسها قداسة البابا شنودة الثالث - ترفض أيضاً هذه الدعوة، وكذلك مفتى الديار المصرية المستنير الدكتور على جمعة، وهو صديق قديم منذ كنا نلتقى فى جلسات المجالس القومية المتخصصة وقبلها وبعدها، كل عقلاء هذا البلد وكل قياداته الدينية رفضوا هذه الدعوة الخبيثة المخربة.
وقد قرأت اليوم حواراً مطولاً مع الشيخ يوسف القرضاوى - وهو مَنْ هو فى علمه وإحاطته بالفقه الإسلامى - صاحب الكتاب القيم «فقه الاجتهاد»، الذى تكرم وأهداه لى عقب صدوره منذ عدة سنوات.
الرجل مجاهد بطبعه لا يسكت على باطل ولا يغض الطرف عن شذوذ، ولذلك فقد حرصت على أن أقرأ رأيه فى هذا الموضوع الغريب، موضوع الدعوة إلى العصيان المدنى. يقول الشيخ القرضاوى مسنداً رأيه بأسباب دينية: «هذه الدعوة مرفوضة تماماً»، فنحن نطالب المصريين فى هذا الوقت الراهن الذى تمر فيه البلاد بأزمة مالية بأن يتعبدوا لله بأعمالهم الدنيوية والمعيشية من زراعة وصناعة وتجارة وإدارة وغيرها من الأعمال الإنتاجية والمعيشية كلها، وأن يخلصوا فى أعمالهم، فالبركة تأتى بالإنتاج الوفير وبالإيمان والعمل الصالح كما قال تعالى: «ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض».
وليس الشيخ القرضاوى وحده من قال بهذا الرأى فقد ذهب إلى رأيه كل العقلاء فى هذا البلد. حتى بسطاء الناس، كنت أسمع بعضهم يشتكون وقف الحال.
كل العقلاء وكل البسطاء يجمعون على أن هذه الدعوة للعصيان المدنى هى دعوة غايتها إسقاط الدولة وتعميم الخراب - على حد تعبير المجلس الأعلى للقوات المسلحة - وكشف المجلس عن أن البلاد تتعرض لمخططات تستهدف إجهاض الثورة وبث الفتنة والوقيعة بين الشعب المصرى وقواته المسلحة.
إنها الثورة المضادة من الداخل ومن الخارج صاحبة كل هذه المحاولات لاختطاف ثورة مصر النبيلة السلمية، وعلينا جميعاً أن نقف كالبنيان المرصوص ندافع عن هذا البلد الذى يستحق منا التضحية حتى بحبات العيون.
تعالوا جميعاً نردد قول الشاعر:
يا مصر أنت بذرتنى ونميتنى
فلمن سواك جناى بعد حصادى
لمن سوى مصر نبذل كل جهد لإنقاذ ثورتها وإنقاذ شعبها من هذه الفتن المحدقة التى لا تبتغى غير الخراب والعياذ بالله.
يا أهل مصر.. يا شعب مصر.. إنها مصر.. إنها مصر.
ولم يخيِّب شعب مصر ظنون العقلاء من أبنائه وقد مر يوم السبت بسلام، وكان كل شىء طبيعياً وأخفقت تلك الدعوة الخبيثة سواء للإضراب أو للعصيان المدنى. المطارات تعمل بطاقتها كاملة.. لم تؤجل رحلة طيران واحدة، السيارات والمترو وكل شىء منتظم نعم - كما كنت أقول - إنه شعب فرَّاز.
والحمد لله، الحمد لله.
يبدو أننا نعيش فى مسرح اللامعقول أو مسرح العبث. هذا الذى يجرى على الساحة المصرية هذه الأيام لا يمكن تفسيره بالمنطق أو بالعقل. هل من الممكن أن بضعة من أبناء مصر يبذلون قصارى جهدهم من أجل هدم مصر وجعل كل شىء فيها خراباً، ليس هناك إنتاج، وليست هناك سياحة وليست هناك استثمارات جديدة، وهناك استثمارات قديمة هربت.. يحدث هذا كله فى وقت كانت فيه مصر من البلاد المرشحة للانطلاق بعد ثورتها المجيدة التى انطلقت منذ عام وبضعة أيام، لكن كانت هناك قوى تقف بالمرصاد لانطلاق الثورة وتحاول إجهاضها بشتى الطرق، هذا هو ما أطلقت عليه، منذ أواخر مارس العام الماضى، «الثورة المضادة».
تقديرى أن دعوة العصيان المدنى تقودها الثورة المضادة وبعض الذين يقودون هذه الدعوة يتصورون أنهم يحسنون صنعاً، وأغلبهم يدرك أنه يعمل من أجل الانقضاض على ثورة مصر لكى يدمرها ولكى يعيد عجلة الساعة إلى الوراء.
قضيت بضعة أيام فى تونس فى ندوة من ندوات مركز دراسات الوحدة العربية وقد كانت - كما هى عادة ندوات المركز - مكثفة مليئة بالأبحاث والمناقشات الغنية التى شارك فيها نخبة من مفكرى الوطن العربى كله، وقد أعود إلى بعض أبحاثها فيما بعد، وأكتفى الآن بأن أذكر أننى التقيت الشيخ راشد الغنوشى «مؤسس حركة النهضة الإسلامية» مرتين، واحدة منهما عندما أدار هو إحدى جلسات الندوة، والأخرى فى لقاء شبه خاص تحدثنا فيه عن أمور البلدين والفارق بين التجربة الثورية التونسية والتجربة الثورية المصرية رغم وحدة أو تقارب الأسباب المؤدية للثورة فى كل من البلدين.
ولم أسمع، طيلة الأيام الخمسة التى قضيتها فى تونس حديثاً عن عصيان مدنى، وعندما وصلت إلى القاهرة بل قبل أن أصل إليها تنامت إلى أسماعى أخبار الدعوة لهذا العصيان.
ولم أجد عاقلاً ولا ثورياً حقيقياً واحداً يؤيد هذه الدعوة العبثية، وكم كنت سعيداً عندما علمت أن الرجل الفاضل العالم المستنير الإمام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يرفض هذه الدعوة، وأن الكنيسة القبطية المصرية - وعلى رأسها قداسة البابا شنودة الثالث - ترفض أيضاً هذه الدعوة، وكذلك مفتى الديار المصرية المستنير الدكتور على جمعة، وهو صديق قديم منذ كنا نلتقى فى جلسات المجالس القومية المتخصصة وقبلها وبعدها، كل عقلاء هذا البلد وكل قياداته الدينية رفضوا هذه الدعوة الخبيثة المخربة.
وقد قرأت اليوم حواراً مطولاً مع الشيخ يوسف القرضاوى - وهو مَنْ هو فى علمه وإحاطته بالفقه الإسلامى - صاحب الكتاب القيم «فقه الاجتهاد»، الذى تكرم وأهداه لى عقب صدوره منذ عدة سنوات.
الرجل مجاهد بطبعه لا يسكت على باطل ولا يغض الطرف عن شذوذ، ولذلك فقد حرصت على أن أقرأ رأيه فى هذا الموضوع الغريب، موضوع الدعوة إلى العصيان المدنى. يقول الشيخ القرضاوى مسنداً رأيه بأسباب دينية: «هذه الدعوة مرفوضة تماماً»، فنحن نطالب المصريين فى هذا الوقت الراهن الذى تمر فيه البلاد بأزمة مالية بأن يتعبدوا لله بأعمالهم الدنيوية والمعيشية من زراعة وصناعة وتجارة وإدارة وغيرها من الأعمال الإنتاجية والمعيشية كلها، وأن يخلصوا فى أعمالهم، فالبركة تأتى بالإنتاج الوفير وبالإيمان والعمل الصالح كما قال تعالى: «ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض».
وليس الشيخ القرضاوى وحده من قال بهذا الرأى فقد ذهب إلى رأيه كل العقلاء فى هذا البلد. حتى بسطاء الناس، كنت أسمع بعضهم يشتكون وقف الحال.
كل العقلاء وكل البسطاء يجمعون على أن هذه الدعوة للعصيان المدنى هى دعوة غايتها إسقاط الدولة وتعميم الخراب - على حد تعبير المجلس الأعلى للقوات المسلحة - وكشف المجلس عن أن البلاد تتعرض لمخططات تستهدف إجهاض الثورة وبث الفتنة والوقيعة بين الشعب المصرى وقواته المسلحة.
إنها الثورة المضادة من الداخل ومن الخارج صاحبة كل هذه المحاولات لاختطاف ثورة مصر النبيلة السلمية، وعلينا جميعاً أن نقف كالبنيان المرصوص ندافع عن هذا البلد الذى يستحق منا التضحية حتى بحبات العيون.
تعالوا جميعاً نردد قول الشاعر:
يا مصر أنت بذرتنى ونميتنى
فلمن سواك جناى بعد حصادى
لمن سوى مصر نبذل كل جهد لإنقاذ ثورتها وإنقاذ شعبها من هذه الفتن المحدقة التى لا تبتغى غير الخراب والعياذ بالله.
يا أهل مصر.. يا شعب مصر.. إنها مصر.. إنها مصر.
ولم يخيِّب شعب مصر ظنون العقلاء من أبنائه وقد مر يوم السبت بسلام، وكان كل شىء طبيعياً وأخفقت تلك الدعوة الخبيثة سواء للإضراب أو للعصيان المدنى. المطارات تعمل بطاقتها كاملة.. لم تؤجل رحلة طيران واحدة، السيارات والمترو وكل شىء منتظم نعم - كما كنت أقول - إنه شعب فرَّاز.
والحمد لله، الحمد لله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ