الأحد، 5 فبراير 2012

مؤامرة بقلم علاء الدين عبدالمنعم ٥/ ٢/ ٢٠١٢


ما حدث فى استاد بورسعيد لا يمكن أن يكون حدثاً عفوياً أو غضباً جماهيرياً أو أحداث شغب عادية تعودنا عليها فى بعض المباريات، فأقصى ما يمكن توقعه من نتائج هذا الشغب هو حدوث إصابات أو جروح أو إحداث تلفيات بمنشآت الملعب الذى تقام فيه المباراة، أما أن يصل عدد الضحايا إلى أكثر من سبعين شهيداً فهو أمر مستحيل فى الأحوال المعتادة، ففى موقعة الجمل التى استمرت أكثر من ١٨ ساعة لم يزد عدد الشهداء على أحد عشر شهيداً، وكانت معركة ضارية قُصد بها إجهاض الثورة ولم تكن عفوية بل عمدية قُصد بها إلحاق الأذى وترويع الثوار فى ميدان التحرير، ولذا فإن ما حدث فى استاد بورسعيد لايمكن إلا أن يكون مؤامرة مدبرة لما يلى:
١ - إن أجواء الشحن قبل المبارة كانت معلومة للجميع، خاصة لأجهزة الأمن، فضلاً عما هو معروف من خصومة كروية تاريخية بين جماهير الفريقين، ومع ذلك لم تتخذ الإجراءات الأمنية الكفيلة بمنع هذه الكارثة قبل وقوعها.
٢ - كان يتعين اتخاذ الإجراءات الضرورية لتأمين دخول الجمهور إلى الاستاد، كتفتيش الداخلين لمنع دخول أسلحة نارية أو بيضاء أو ألعاب نارية.
٣ - تقليل أعداد الجماهير بما يسمح لقوات الأمن بالسيطرة إذا ما اندلعت أعمال عنف أو شغب.
٤ - تأمين الملعب لمنع نزول الجماهير إلى أرضه، وهو أمر محتمل بنسبة كبيرة فى المباريات عامة وفى هذه المبارة على وجه الخصوص.
٥ - لم تتخذ قوات الأمن مواقع لها للفصل بين جماهير الناديين، فضلاً عن وجوب الفصل بينهما بمساحات خالية من المقاعد.
٦ - لوحظ من مشاهدة الأحداث أن المئات كانوا يقطعون أرض الملعب طولياً- من المرمى إلى المرمى- دون أن يتعرض لهم أحد سواء من رجال الشرطة او القوات المسلحة، بل أظهرت بعض المشاهد السماح لهذه الحشود بالنزول إلى أرض الملعب وإفساح الطريق لهم.
٧ - إن طبيعة الإنسان المصرى فى العموم لا تسمح له بممارسة العنف بهذه الطريقة الوحشية، فغالبية المصريين لا يميلون للدموية، وبالتأكيد إذا كانت غالبية جمهور النادى المصرى متواجدة داخل الاستاد لمنعت حدوث ذلك، خاصة أن فريقهم خرج من المباراة فائزاً وهو ما يقطع بأن غالبية من تم حشدهم فى الملعب هم من البلطجية المأجورين.
٨ - لم تنف وزارة الداخلية ما نُشر فى صحيفة «المصرى اليوم»، عدد الجمعة، من أنه تم نقل اللواء سامى الروبى، مدير أمن بورسعيد السابق، لمقر الوزارة بالقاهرة قبل المباراة بعشرة أيام لِمَ عُرف عنه من أسلوب متشدد فى تأمين مباريات كرة القدم، وهو ما اتضح من أسلوبه فى تأمين مباراة الاتحاد السكندرى والمصرى فى بورسعيد وإصراره على تفتيش المشجعين السكندريين والأتوبيسات التى نقلتهم ومصادرة ما تم العثور عليه من أسلحة بيضاء، فاستُبعد الرجل دون حركة تنقلات معتادة وبصفة استثنائية.
٩ - إن أسلوب اغتيال الضحايا بإلقاء بعضهم من أعلى نقطة فى مدرجات الجماهير إلى الشارع بارتفاع يزيد على خمسة أدوار واستعمال الأسلحة البيضاء فى طعنهم وتقطيع أجسادهم، وخنق البعض الآخر «بالكوفيات» لا يمكن أبداً أن يكون سلوكاً جماهيرياً من جماهير عادية، وإنما هو أسلوب بلطجية وقتلة محترفين ينفذون جريمة سبق التخطيط لها بإحكام، وساعدهم فى ذلك تراخ يصل إلى حد الجريمة فى السيطرة على مجريات الأمور.
وعلى ذلك فإن الأمر أكبر بكثير من عجز أو فشل أجهزة أمنية بل هى مؤامرة مدبرة بإحكام للقضاء على الثورة وإدخال البلاد فى فوضى عارمة، بل هو تكرار لفلسفة النظام القديم فى موقعة الجمل بأن نجعل الشعب فى مواجهة الشعب ولا نلطخ أيدينا بدمائهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ