الأحد، 12 فبراير 2012

من المتآمر.. ومن الجبان؟ بقلم چيلان جبر ١٢/ ٢/ ٢٠١٢


إن كان المشهد السياسى يحمل الكثير من التساؤلات والشكوك التى يصعب تفسيرها أو الإجابة عنها.. فهذا ليس حال الشؤون الداخلية فى مصر، ولكن أيضاً فى مواقفها على مستوى السياسة الخارجية، نعم هناك تخاذل واضح فى مواقف وتحركات مصر فى الإعلام أحياناً،
 وداخل الكواليس أحياناً أخرى، فى ظل غفوة من الزمن وهموم الثورة والثوار وضياع بوصلة القرار المصرى، وهناك تحركات لا تصب فى صالح الشعب المصرى، وصورة مصر أكبر الدول العربية المحورية فى المنطقة،
 لكنها ربما فى صالح جماعة معينة أو حزب أو بعض الأشخاص الذين تربطهم مصالح مستقبلية مع جهات خارجية وإقليمية.. وعلى سبيل المثال لا الحصر، المشهد الأخير فى الجامعة العربية وموقف مصر المتخاذل من الثورة السورية، فكيف يكون الموقف المصرى بهذا الضعف ونحن الدولة التى قامت بثورة على حاكم فكّر فى توريث الحكم،
 ويحاكم هو ونظامه فى السجن على عمليات فساد وقتل الثوار، فكيف يجب أن يكون موقف الحكومة المصرية وحزب الأغلبية فى البرلمان والمجلس العسكرى مما يحدث فى سوريا، فى جيش يقتل شعبه يومياً وحاكم ورث الحكم من أبيه،
 ومن حزب الأغلبية البعثى السورى الذى يحتل البرلمان منذ أكثر من أربعين عاماً يقمع ويظلم وينشر الفساد دون رادع، والمصيبة الأكبر أنه منذ عشرة شهور وسقوط أكثر من سبعة آلاف قتيل وشهيد، تجد أمين عام الجامعة العربية نبيل العربى،
 يجتهد فى إعطاء النظام الفرصة وشراء الوقت لزيادة القمع والقتل بحجة عدم أخذ مواقف حاسمة من هذا النظام، وافتضح الأمر مؤخراً حين كان وزير الخارجية السعودى أول من أعلن سحب المراقبين من بعثة الجامعة العربية بعد زيادة العنف والدم من قبل النظام.
ورفضت أربع دول عربية فقط هى العراق ولبنان، بسبب سيطرة إيران على حكومة حزب الله فى بيروت، والمالكى فى العراق، ورفضت معهما السودان والجزائر بسبب مخاوفهما من كشف علاقاتهما المشبوهة مع النظام السورى، وللأسف وقفت مصر مع الأربع دول بدلاً من التصويت مع الأغلبية، مما جعل عددا من الدول العربية يتساءل عن هذا الموقف الغريب لنبيل العربى، ووزير الخارجية المصرى،
 هل هذه الدولة المصرية التى قامت بثورة على التوريث والفساد والقمع والاضطهاد، أم هناك مخطط آخر لإبعاد مصر عن محيطها العربى حتى لو كان بدفع الثمن للشهادة الزور والوقوف مع المحور الإيرانى السورى، مما جعل مؤخراً تعيين نبيل العربى للجامعة،
ضمن هذا المخطط، فتعالت الأصوات والضغوط للخروج بقرار سريع بوقف مهمة بعثة المراقبين العرب فى سوريا مع تزايد العنف مهما حاول أمين الجامعة العربية إعطاء الفرصة وتبرير المواقف لهذا النظام، حتى علق أحدهم بأن نبيل العربى يدافع ويعمل لصالح النظام السورى بجهد أكبر ونشاط أكثر من وزير خارجيتها وليد المعلم.
فهل العلاقة القديمة بين الإخوان المسلمين وإيران هى من شكّلت هذه المواقف المتخاذلة لصورة مصر أمام الشعوب العربية.. وهل الهدف منها هو إبعاد مصر من محيطها العربى بالاتهام المتواصل والمنظم بدون دليل وتحقيق ومحاكمة للتمويل أو التقصير والعمالة ضد مصر فقط كلمات عن أصابع خارجية لم تقطع على مدار سنة كاملة، حتى نصبح أمام اختيار واحد وهو التعاون الإيرانى. فعلى الإخوان المسلمين،
 أصحاب الحرية والعدالة، وعلى المجلس العسكرى أن يعلن كل منهما مواقف واضحة عن البوصلة المصرية لمصالح مصر المستقبلية ونتوقف عن السيولة السياسية والإعلامية والاجتماعية التى تخلط بين المصالح الذاتية والتآمر والجبن عن مواجهة كل من يحاول السيطرة على قرار أكبر دولة محورية، فهناك من هو متآمر ومن هو جبان، وهناك شعب مصرى جاهل وفقير وغلبان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ