الثلاثاء، 28 فبراير 2012

: الوسادة الخالية والمقعد الفارغ بقلم جلال عامر ٢٨/ ٢/ ٢٠١٢


أنا من الجيل القديم الحريص على الأخلاق والمتمسك بطابور المعاش.. جيل تربى على عصا المدرس وعصيان الأهل.. كانت أمى تطلب منى شراء الخبز فأرد بأدب «مش رايح».. جيل كان يرى صديق والده وهو طفل على بعد كيلومتر فيجرى ويعزم عليه بسيجارة.. لذلك نحن ضد رفع قانون الطوارئ لأننا لو رفعنا عن مصر الطوارئ ممكن رجليها تبان.
ولكن نحن جيل طماع عندنا «نائب عزرائيل» ليوسف السباعى و«نائب فى الأرياف» لتوفيق الحكيم ومع ذلك نريد نائباً للسيد الرئيس.. كل يوم مصر فى مستشفى الولادة جابت البنت والولد لكنها فشلت حتى الآن أن تلد من يصلح نائباً للسيد الرئيس.
فأصبح عندنا الوسادة الخالية ومقعد النائب الخالى وفاضل دولاب ونكمل أوضة النوم ونجوز البنت حتى لا تبور، لأنها عندما تبور قد يتم استصلاحها وتوزيعها على شباب الخريجين ضمن مشروع «ابنى بيتك وإحنا نهده».
حالة البلد لا تحتمل الآن عدم وجود نائب، صحيح ليست كلها سوداء فهناك أشياء كثيرة بيضاء فى مصر مثل الزبادى واللبن والجبنة القريش لكن الاحتياط واجب فى بلد يشهد إضراباً بعد كل وجبة وحريقاً كل ست ساعات على طريقة «بدلاً من أن تلعنوا الظلام ولعوا حريقة».. ونعتقد أن تغيير الصورة على علب السجائر لا يكفى فمصر فى حاجة لتغيير الصورة المعلقة على الجدران.
والحقيقة أن الحزب الوطنى يعبر عن نبض رجل الشارع نهاراً ويعبر عن شخيره ليلاً، وإذا لم يستطع أن يغير فى الأفعال فليغير فى الأقوال، فمنذ آلاف السنين ونحن نؤكد أن موقع مصر ممتاز ومناخها معتدل وخطاب السيد الرئيس تاريخى، فمن باب التغيير لماذا لا نقول إن موقع مصر معتدل ومناخها تاريخى وخطاب السيد الرئيس ممتاز؟!.. رغم الإضرابات والاعتصامات والحرائق التى تشهدها البلاد، مازال فى مصر يد صلبة وقوية.. إيد الهون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ