السبت، 31 ديسمبر 2011

يوم 25 يناير عيد ميلاد الثورة وليس الذكرى السنوية لها





بقلم إيمان حجازى

فى حياة الشعوب أياما يخطها التاريخ على صفحاته بحروف من ذهب ,ويحفظها

فى طيات ذاكرته كومضات النجم السارى المذنب الذى يلمع فى السماء لبرهة ويترك أجمل وأمتع الأثر فى نفوس من يرونه حتى وإن بعضهم يعتبر نفسه محظوظا بهذه الرؤية ويظل سعيدا يروى تجربته للقاصى والدانى

وتاريخ مصر يزخر بالعديد من هذه اللحظات التى سطر فيها صفحات وصفحات تمجد وتخلد وقفات الشعب المصرى فى حربه مع الوجود وميلاد الإنسان المصرى فى سبيل تدعيم وجوده ورؤيته للحياة , من هذه الأيام التى لا تنسى على مدار عمر المجتمع المصرى بكافة طوائفه – وهى على سبيل المثال وليس الحصر

-     تاريخ حفر قناة السويس الذى صنعها الإنسان المصرى بدمه قبل عرقه ليصبح من

 أهم المعابر المائية – إن لم يكن أهمها على الإطلاق -  يربط الشمال بالجنوب والشرق بالغرب

-     تاريخ إقامة أكبر صرح كيانى إقتصادى مصرى حمل إسم مصر وتفرع الى جميع المجالات ويخضع بالولاء للإقتصادى الأوحد فى تاريخ مصر وهو طلعت باشا حرب – الى أن قضى عليه للأسف نظام بائد نرجو له تمام الزوال

-     تاريخ ثورة يوليو 1952 التى أنهت عهد الملكية وقضت على الإستعمار الإنجليزى الذى ظل جاسما على صدر مصر قرابة 70 عاما

-     تاريخ بناء السد العالى الذى حمى مصر من فيضان سنوى كان يأتى على الأخضر واليابس ويصيب الأرض الزراعية والمساكن المجاورة بكثير من الخسائر

 -     تاريخ حرب أكتوبر 1973 والتى أثبتت للعالم وجود الإنسان المصرى وأعادت

 لمصر دورها وكيانها وكرامتها وضمدت جراحها الغائرة وأنهت أسطورة عدو كان يتوهم أنه لا يقهر

-     تاريخ ثورة 25 يناير 2011 تلك الثورة التى أخرجت المارد من القمقم الذى ظل محبوسا فيه طوال 30 عاما ,تلك الثورة التى أعادت الرؤيا والإحترام الى الإنسان المصرى تحت شعار إرفع راسك فوق إنت مصرى ,تلك الثورة السلمية التى برغم ما عانينا فيها وبرغم ما فقدنا من أرواح وأعضاء بشرية أبقتنا مشوهين وبقدر ما نزفنا من دماء  ,هذه الثورة التى أزهلت العالم وزلزلت عرش الظلم والجبروت هذه الثورة التى

لم تحقق كل شىء بعد ويرجى منها الكثير والكثير ,هذه الثورة التى يظلنا تاريخ

ميلادها الأول بعد أيام لا تتجاوز الشهر ,هذه الثورة لايجب أن يذكر البعض أننا

سنحتفل بذكراها ,فالذكرى فى عرفنا ترتبط بالأموات وبحفلات التأبين ,ولكن دعونا

 نقول أننا سوف نحتفل بعيد ميلاد الثورة الأول


عيد ميلاد الثورة الأول

وقد يتعلل البعض بأن الثورة لم تحقق شىء يذكر يشجعنا على الإحتفال بمولدها ,والرد على ذلك هل يتسنى لمولود السنة الواحدة أن يقوم بإنجازات تذكر!!!!؟,هل يستغنى الوليد عن دعم الأهل – بجدية وحب – حتى يحبو ويقف على قدميه ويسير مرفوع الهامة مصلوب العود


يا كل أهلنا ,يا أهل الشهداء ومصابى الثورة ,الثورة تناديكم ,تشد على أياديكم ألا

 تتخلو عنها ,ساندوها بصدق ,دعموها بإخلاص ,أيدوها فخلاصكم فى وجودها ,

وحياتكم ومستقبلكم بين عيونها


وليكن يوم 25 يناير عيد ميلاد الثورة الأول نحتفل به بإضاءة الشموع ,فهو ليس حفل تأبين وذهاب الى المقابر إنما هو عيد لمولد عظيم ولد ليبقى ويستمر ويحقق نجاحات تسمع بها العوالم من حولنا ,مولود خلق ليزهل العالم ,ليحطم مظالم ويخلق عدل ويرسخ قواعده ,مولود عظيم صنيعة المصرى العظيم الذى أنفق فيه الغالى والنفيس من الروح والدم وأعز العزيز


يا أهالى الشهداء والجرحى ومصابى الثورة لا تهدرو حق زويكم لا تحتفلو بالذكرى السنوية للثورة لأنكم إن فعلتم ساعدتم فى قتلهم مرتين ,وألهبتم دمائهم وأقلقتم ثباتهم وأضجرتم رقادهم وحامت أرواحهم حولكم تلعن لحظة تخليكم عنهم وتخاذلكم فى  نصرتهم


فدعونا جميعا من شاركو فى صنع هذه الثورة ومن دعموها وأيدوها ودافعو عنها وأمهروها أن يحتفلو بمولدها الأول 


ألا هل بلغت اللهم فإشهد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ