السبت، 31 ديسمبر 2011

يا شباب



  بقلم   على سالم  
كل من أراه وأستمع إليه من الشباب على الشاشة الصغيرة، ليس من آحاد الناس، بل هو أمين عام ائتلاف أو كتلة أو جماعة أو حزب تحت التأسيس وهو ما يجعلنى أشعر بالخجل مرتين، الأولى، أننى لست شاباً بالرغم من أننى- وأقسم لك- كنت شاباً يوماً ما، والثانية، هى أننى من آحاد الناس، مجرد مسرحجى وكاتب صحفى، أضف إلى ذلك أننى لست من الثوار لكى أجد ما أفخر به وأتيه به زهوا على الآخرين، كما أننى لست من الفلول كى أستمتع بذلك الإحساس الجميل بأننى مظلوم وسيئ الحظ، وإننى رحت فى داهية لأن أمريكا وإسرائيل وبعض العواصم العربية تآمرت علىَّ وألقت بى بعيدا عن التاريخ.
 ولما كنت لم أتعود الاستسلام فى مواجهة المتاعب والمشاكل الكبرى، لذلك قررت أن أصنع لنفسى بنفسى مكانا ومكانة تحت شمس القاهرة الشاحبة هذه الأيام لكى لا أضيع بين الرجلين. ووجدتها، نعم وجدتها، لا ضرورة هناك للحصول على أى موافقة من أى جهة على تشكيل جبهة أو جماعة أو جمعية أو ائتلاف، يكفى أن تقول تحت التأسيس، اسمح لى الآن أن أقدم لك نفسى فى ثوبى الجديد، وكيل المؤسسين لائتلاف العجائز والكهول المصريين.. وأقول لكم:
أرى هذه الأيام أشخاصاً لهم لحية سوداء كبيرة يحتلون الشاشات الصغيرة، يهرفون بما لا يعرفون، وعلى يقين بأنهم يمتلكون الحقيقة التى يجب أن ينشدها الجميع، يناطحون أصحاب العلم والاختصاص ويدعكون الكلمات ويمضغونها ويمصمصونها ويخلطون بينها وبين متاعبهم الشخصية وتحت لافتة حرية الرأى.
 وفى ظروف تاريخية معقدة دفعت بهم إلى مقدمة الصفوف، يثقون بما يقولونه، يستخدمون الكلمة بمعنى محدد، وفى الجملة التالية يستخدمونها بمعنى مختلف. هدفهم ليس الوصول إلى الحقيقة لأنهم فى اعتقادهم وصلوا إليها منذ زمن بعيد، وإذا لم تقر بما يقولون فلابد أنك وغد على الأقل إن لم تكن كافرا، إنها ثقة المغرورين الذين يظنون غرورهم علما غزيرا.
 لدى اقتراح أطرحه على السادة الذين يجهزون أنفسهم الآن لحكم مصر والمصريين، اسمعوا وفكروا فيما أقول، هل يمكن على أساس شرعى أن تؤجلوا الحديث عن السياحة وعن علاقة الرجل بالمرأة وعن ملابس الناس للأربعة أعوام القادمة، وتنشغلوا فقط بحرية التجارة وحرية المرور، والحفاظ على حقوق الإنسان فى درجاتها العليا كما تقرها المواثيق والاتفاقات الدولية؟ هل يمكن أن تتوقفوا عن التفكير فى شاربى الخمر وضرورة منعهم أو عقابهم لمدة أربعة أعوام فقط؟ هل من الممكن على أساس شرعى، اعتماد قوانين العقوبات فى مصر المعمول بها فى الماضى والحاضر، لمدة أربعة أعوام فقط بغير جلد أو رجم أو تقطيع للأيدى..؟ هل من الممكن، أن تنشغلوا بمحو أمية المصريين وعدم السماح لطفل مصرى واحد بأن يجهل القراءة والكتابة؟
اعلموا ويجب أن تعلموا أن هناك عقوبات تأباها روح العصر، وسيكون من المفزع لنا ولكم وللعالم كله أن تمشوا فى طريق مضاد لروح العصر.
وأنتم يا علماء الأزهر، أرجوكم ..
 بكل ما تحملون من علم أن تقوموا بحمايتنا من الشطط والأفكار المراهقة التى أتوقع أن تنهال علينا بعد قليل. أرجوكم.. أقيموا سداً بيننا وبين كل هؤلاء الذين يتصورون أن شرع الله لن يتحقق إلا بتحويل حياة المصريين إلى سواد، أغيثونا بعلمكم وفهمكم لعلوم الدين. يا فضيلة الشيخ محمد عبده.. أدركنا.. أرسل من روحك رسالة لأصحاب العلم والفضيلة واطلب منهم أن يحمونا لكى نتفرغ للزرع والحصاد والعلم والتجارة والاشتراك مع العالم كله فى صنع الحضارة.. يا رب حد يسمعنى.ظاهره الألقا ب أتفق معك فيها فنحن أدمنا الألقاب ولا نستطيع الأستغناء عنها , وفى العالم الغربى انشئت مؤسسه تقوم بكتابه رسائل الماستر والدكتوراه للعرب, وفى الدعايه عنها تتحدى المؤسسه إن وجد تشابه بين رسالتين مبعاتان عن طريقها, أما أيام الكتله الشرقيه فالدرجات ثمنها نظير الولاء أو رشوه أوغيرها, قبل ذلك كان لقب حاج الأشهر والمشكله ان معظم الناس حصلوا عليه, ألغت الثوره لقب باشا فحصل عليه أمناء الشرطه وصغار الضباط, اما لقب بيك وهو الأدنى ولكن كبار رجال النظام يلقبون بعضهم البعض بلقب البيه مع انه أقل من باشا. الموضه اليوم فى الألقاب هى الداعيه الأسلامى والخبير الأستراتيجى وأمناء الأحزاب واللأتلافات, وتوجت الألقاب بالمرشح المحتمل لرئاسه الجمهوريه. ونقطه أتفاق أخرى وهى طلب انضمامى لتجمع الكهول, فالأدويه الحديثه ساهمت فى اطاله الأعمار وإذا لم يكن للكهل حظا ان يصبح رئيس وزراء أو وزير أو ربنا يرزقه بمجلس أستشارى فيمكث تحت الشمس يسترجع أمجاده وإذا لم تكن موجوده فليخترع شيئا هو فيه حد شايف, فأمل الجميع من العجائز الدخول إلى القفص على سرير والأقامه خمس نجوم فى مستشفى عالمى. نقطه الخلاف فى المقال هو أن أفضل نصيحه هى أن لا تنصح احدا فلا أحدا يقرأ أو يسمع ولكن إذا وقفت لتبيع شربه الحاج محمود التى تطهر البطن من الدود وتشفى جميع المراض إبتداءا من نزله البرد إلى الضعف الجنسى فستجد مستمعين ومشترين. ظنى أن الحل الأمثل وقد فاز هولاء اللذين طالت لحاهم وعلامات الصلاح على وجوهم أن يتولوا الأمر فإذا نجحوا فهنيئا لهم ولنا, وإذا فشلوا فالجميع عرفوا أنواع ونمر الموصلات التى تؤدى للتحرير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ