الأحد، 25 ديسمبر 2011

مصطفي فرغلي / مستقبل مصر على مائدة حكماء البكينى

عيش.. حرية.. كرامة.. عدالة اجتماعية.. هذه هى الحد الأدنى من المطالب التى نادى بها شباب 25 يناير، والذين مازالوا يطالبون بها حتى الآن، والتى عندما علت ووصلت للحد الأقصى، وصلت لرحيل النظام، ولا ننسى ما جاء بين مطالب الحد الأدنى والأقصى، والتى تمثلت فى ارتفاع الحد الأدنى للأجور فضلا عن بعض المطالب الفئوية.

لم نسمع وقتها أن شباب الميدان بمسلميه ومسيحييه يطالبون بعمل مصايف جماعية للتمتع برمال ومياه شرم الشيخ والغردقة.


لم نسمع وقتها أن شباب الميدان بمسلميه ومسيحييه يطالبون بزيادة مصانع الخمور وتدعيمها وتوزيعها على المصريين بالعدل والمساواة.


لم نسمع وقتها أن شباب الميدان بمسلميه ومسيحييه يطالبون بالتمسك بالبكينى وتفريغه أكثر من القماش حتى يستلذ ويتمتع المصريون مسلمون ومسيحيون بالنظر إلى الأجساد العارية.


لم نسمع وقتها أن شباب الميدان بمسلميه ومسيحييه يطالبون بمنع الحجاب والنقاب، فضلا عن فرضهما إكراها رغم أنف البنات والنساء.


من فينا يفكر ويهتم أين سيصيف هذا العام؟ وكم عدد المهتمين بالذهاب أصلا إلى المصايف؟ من فينا وهو عائد إلى منزله يحرص على الدخول على زوجته بـ"إزازتين ويسكى أو نبيذ أو فودكا أو كونياك أو تيكيلا أو شامبانيا"، فيشرباها هما والأولاد بعد العشاء لتصبح الحياة أكثر سعادة وقيمة؟


من منا يهدى زوجته "بكينى" لأنهما سيذهبان للمصيف وليتمتع هو بنظر الرجال إلى تفاصيل جسد زوجته؟ كم واحد فينا يحصل على راتبه آخر الشهر فيأخذ ما يكفى المأكل والملبس والمدارس والعلاج، وما تبقى من الراتب يضعه فى البنك ليأخذ ريعا وربحا وفائدة تكون مستقبلا لأولاده.


يا سادة إنها الرفاهية التى يتمتع بها أقل من 10% من المصريين المقهورين المظلومين اللى مش لاقيين ياكلوا، حتى يبحثوا عن رفاهية.. فهل يعقل أن نناقش ونضيع الوقت فى البكينى والربا والخمور والمصايف؟! إنها حتى ليست أساسيات حياة.


أيهما أولى أن نبحث عن طعام للشعب ونعلم أبناءه ونؤمن مواطنيه وندبر لهم راتبا يسد رمقهم وجوعهم، فيجدون الملبس بالصيف والشتاء، أم نبحث عن تفاهات يطلبها تافهون تمثلت فى بكينى وخمرة وفائد بنكى ربوى. يا سادة علينا أن نعمل العقل فى سبيل مصرنا الحبيبة لا فى سبيل الأهواء والبكينى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ