الاثنين، 26 ديسمبر 2011

المشير يضرب تعظيم سلام!




  بقلم   محمد أمين    ٢٦/ ١٢/ ٢٠١١
لا يصدق المصريون أن المشير سوف يسلم السلطة.. ولا يصدقون أنه سوف يضرب تعظيم سلام، ويقعد فى بيته.. الدكتور سليم العوا مطمئن أن المشير هيضرب سلام للرئيس المنتخب فى ٣٠ يونيو، ويجلس فى بيته.. ربما لأن هناك اتصالاً بين العوا والمجلس العسكرى.. وربما لأن العوا يقيس المسألة بطريقة أخرى.. فالذى يجعل الرئيس يقعد فى القفص يجعل المشير يقعد فى البيت!
لا أشعر بهذا القلق الذى يشعر به الناس.. أتفق مع العوا.. وأثق فى الشعب أكثر.. وأثق فى الثورة أكثر مما أثق فى كلام العوا، أو موقف المجلس العسكرى.. لا يهمنى من الرئيس القادم؟.. يهمنى أن يكون منتخباً.. وأن يأتى عبر صناديق الانتخابات.. هذا هو الأصل.. وهذه هى الثوابت.. الثقة فى الشعب والثورة.. ولذلك أطمئن أننا على أبواب دولة مدنية.. يؤدى فيها المشير التحية للرئيس المنتخب!
من المؤكد أن المشير رأى مشهد التحية لمنصف المرزوقى.. ومن المؤكد أن رشيد عمار كان رائعاً وراقياً.. وكان رحيله أعظم من بقائه.. لا وطنية الجيش المصرى تقل عن وطنية جيش تونس.. ولا وطنية المشير تقل عن وطنية رشيد عمار.. الفرق فى التوقيت، التسليم الآن أم فى يونيو؟.. الكتاتنى قال إنه فى يونيو، كما قال العوا، والتسليم لرئيس منتخب.. فلا يصلح التسليم للبرلمان!
يبدو أن المجلس الاستشارى يسير فى الاتجاه نفسه.. وإن عقد جلسة خاصة، لبحث تقصير الفترة الانتقالية.. هكذا هى عقيدة معظم أعضاء المجلس.. ولو كان هناك من يبحث سيناريوهات أخرى.. تفرق إيه؟.. شهرين تلاتة.. مش الحكاية اللى هتحل المعضلات.. وربما عملياً لا يفيد كثيراً.. صحيح كنا نريد مجلساً مدنياً من اللحظة الأولى.. لكن الأمور الآن تعقدت أكثر!
لا أحد يختلف على نقل السلطة.. يبقى السؤال: تنقلها لميييين؟.. هذا هو السؤال؟.. لا يصح النقل إلا للرئيس المنتخب.. العوا جدد ثقته فى التزام المجلس الأعلى بتسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب، نهاية يونيو المقبل، وقال: «يوم ٣٠ يونيو، المشير طنطاوى هيضرب تعظيم سلام للرئيس المنتخب ويقعد فى بيته».. والكتاتنى قال كفاية.. وهو يوافق على التاريخ نفسه، دون تعديل!
المعنى أن تياراً عريضاً لا يتوانى عن تنفيذ خارطة الطريق، التى اتفقت عليها القوى السياسية، وتتضمن إجراء انتخابات الرئاسة، نهاية شهر يونيو، وأداء اليمين الدستورية للرئيس المقبل أول يوليو.. يعنى شعب وشورى ورئاسة.. وهذه معضلة.. يعرفها «الاستشارى» ويعرفها «العسكرى».. نهايته، سندخل فى جدل طويل عريض تكون المرحلة الانتقالية انتهت والسلام!
المثير أن المجلس العسكرى لا يرفض أى سيناريوهات تلقى إجماعاً.. ولا يرفض أى أطروحات وطنية.. يوافق على طلبات «الاستشارى».. ويستجيب لفكرة التقصير.. وينتظر حلاً دستورياً.. ويدعو مجلس الشعب للانعقاد فى ٢٣ يناير، قبل احتفالات العيد الأول للثورة بساعات.. اتفضلوا استلموا.. مين يستلم ويستلم إيه؟.. عاوزين شورى ماشى، مش عاوزين أنتم أحرار!
المفاجأة أن «الاستشارى» لم يناقش تسليم السلطة.. كمال أبوالمجد قال: «مسألة تسليم السلطة للبرلمان شىء مش مطروح»، عقيدة الجميع أن التسليم أول يوليو.. والمشير سيضرب السلام، ويقعد فى بيته.. فهل يكون ٢٥ يناير ثورة أخرى؟.. وهل يكون رحيل جديد فى فبراير أيضاً؟.. ملحوظة: الذين يريدون هذا السيناريو من غير الإخوان.. مع أن رئيس البرلمان القادم إخوااااانى!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ