الجمعة، 30 ديسمبر 2011

لم شمل التحرير والعباسية



  بقلم   عمرو الليثى    ٣٠/ ١٢/ ٢٠١١
كانت سعادتى بالغة عندما قمت بدعوة ممثلين عن ميدانى التحرير والعباسية، فى جلسة حوار تليفزيونى، كان هدفها الرئيسى هو لم الشمل.. لم شمل التحرير والعباسية وجميع الميادين. لقد ظهر بوضوح أنه لا توجد خلافات جوهرية بين التحرير والعباسية.. فهما يتفقان فى: محاكمة كل من تورط فى قتل المتظاهرين.. ومحاكمة من قام بسحل الفتيات.. وأيضاً وجود مواعيد واضحة لعودة الجيش لثكناته مره أخرى وتسليم السلطة فى البلاد إلى سلطة مدنية منتخبة.. وكلاهما متفق على حب مصر، وإن اختلفا فى الشعارات التى تقال هنا وهناك.. أو فى طريقة الاعتصام والتعبير عن الاحتجاج.. لقد لمست خلال هذه المبادرة التى أطلقتها أن الخلافات طفيفة والاتفاقات كثيرة.. ورغم اعتقاد البعض أن الهوة كبيرة بين الفريقين فإنه بعد إنصات وتركيز يتضح أن الجميع مصريون ومصرون على حب مصر، وأنه مهما اختلفوا فى الآراء فإن حب مصر يوحدهم.. وما أشد حاجتنا هذه الأيام إلى وحدة الصف وعدم التقسيم.
إن وأد الفتنة وإطفاء هذه النيران المشتعلة بين المصريين هما بداية الطريق الحقيقى لبناء مصر.. وقد زاد من سعادتى اللقاء الذى تم فى اليوم التالى لدعوتى للم الشمل فى «ساقية الصاوى»، حيث اجتمع عدد كبير من القوى السياسية، التى تمثل تيارات التحرير والعباسية.. اجتمعوا واتفقوا على ألا يختلفوا مرة أخرى وأن يوحدوا الصف تحت راية علم مصر، وأن يكون شعارهم الموحد: «ارفع راسك فوق انت مصرى».. هذه هى البداية التى أتمنى أن تستمر، بحيث يتم احتواء جميع الخلافات بين الفريقين، وألا نسمح لأى مغرض أياً كان بأن يحاول أن يسكب الزيت على النار، ويحاول أن يؤجج الانقسام بين التحرير والعباسية.. حان الوقت لأن يلتحم المصريون جميعا متناسين أى خلافات سياسية أو أيديولوجية!! واضعين نصب أعينهم مصر.. ومصر فقط.
إننى أتمنى ونحن فى مطلع عام جديد أن يحمل هذا العام الخير لمصر وأن يأتى يوم ٢٥ يناير ذكرى ثورتنا العظيمة وجميع المصريين متحدون فى مصر من أقصاها إلى أدناها، وأن تكون جميع الميادين فى مصر متوحدة لا منقسمة.. إننى أتمنى أن يأتى يوم عيد الثورة الأول ونحن نهنئ بعضنا البعض، محتفلين بأهم إنجاز أقمناه فى حياتنا.. لا أن نقف لنواسى بعضنا على فشل الثورة!!
هذه الثورة التى نجحت فى إسقاط نظام فاسد، قادرة بإذن الله وبرجاحة عقل أبنائها على أن تبنى نظاماً جديداً قوياً.. قادرة على بناء دولة عصرية يستحق أن يعيش فيها مصريون أحرار.. وأخيرا.. هى دعوة للم الشمل.. فهل من مجيب؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ