الاثنين، 26 ديسمبر 2011

تخاريف

٢٠١٢

 
بقلم   جلال عامر    ٢٦/ ١٢/ ٢٠١١
نولد أحراراً، ثم نتزوج وأبرياء، ثم نشاهد التليفزيون وأنقياء حتى يلوثنا الحبر الفسفورى، لكن (٢٠١٢) مختلف، ففيه تليفزيون وحبر فسفورى لكن ليس فيه زواج، فمعظمنا يؤجل «الإنجاب» لحين عمل «الدستور» لتحديد سلطة «الآباء» فكل سنة وانت حبيبى وكل عام وانت أجمل الزهور فى بستانى وأروع الكلمات فوق لسانى ومعظمنا عرف الحب من أول نظرة ودون نظارة، وعندما ارتدى النظارة أعاد النظر فيمن أحب فحاول أن تعيد حساباتك فى العام الجديد، خاصة مع «القهوجى».
وفى بلد يطعمه الفلاح الروسى ويكسوه العامل الصينى ويقوده المدرب الأمريكى ولا يعمل فيه إلا الطب الشرعى والمحكمة الإدارية من الطبيعى أن يصبح احتياطى القمح مثل الحبس الاحتياطى ٤٥ يوماً، فعليك أن تنسى مؤقتاً الثورجية والبلطجية والإخوانجية، وأن تستقبل العام الجديد بقلب فارغ من الحقد وأنبوبة مملوءة بالغاز أو العكس، وتسامح مع الأخطاء، خاصة إذا كانت أخطاءك.. صحيح أن عندنا مجالس محلية ومجالس برلمانية ومجالس علوية ومجالس قومية ومجالس عرفية ومجلساً عسكرياً ومجلساً استشارياً وباقى الشعب «جالس» على المقاهى، لكن حاول أن تعمل وحدك وأن تكون «الواقف» الوحيد بين الجالسين.
فى (٢٠١٢) سوف تختفى «الملالى» من إيران لتظهر فى مصر، وأخطر ممن يحتكر «الحديد» من يحتكر «الحديث»، فحدد موقفك من الآن: هل أنت مفرد عاقل أم جمع تكسير وتحطيم، وعود لسانك على كلمات مثل «من فضلك» و«شكراً» و«السيد الرئيس عمرو موسى» (لا أعرف اسم ابنه).. تجرى الأعوام ولا تتوقف أمام الكمين، ونبنى عشرات من كليات الحقوق ومئات المحاكم وآلاف السجون، لكننا لا نختار عينة عشوائية من السكان نطبق عليها القانون كتجربة، حتى لا ننسى أنه «سيف» على رقاب الصغار و«مداس» فى أقدام الكبار.. فى العام الجديد علينا أن نودع الفلاح الروسى والعامل الصينى والمدرب الأمريكى، وأن نحتضن المواطن المصرى ونجنبه رصاصات الرجل المجهول وساندويتشات المرأة المجهولة، لكن عليه أن يتقبل محبتى وإخلاصى وصادق دعائى له ولهذا الوطن العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ