السبت، 31 ديسمبر 2011

فيلم هندى



  بقلم   محمد منير    ٣١/ ١٢/ ٢٠١١
أسرة تفترق فى بداية الفيلم وتجمعها المصادفة غير المتوقعة، كأن يخرج الابن الذى أصبح ثرياً فى جولة بطائرته الخاصة، وأثناء تصفحه الجريدة الصباحية يرى رجلاً عجوزاً يعمل حامل حقائب بمحطة القطارات، وأثناء حمله حقيبة أحد الأشخاص تقع منه على الأرض، فيثور الرجل وينهر العجوز ويدفعه بقوة، فيقع فوق القضبان الحديدية فى اللحظة التى يأتى فيها القطار، فيقرر الابن الذى يتابع هذا المشهد، متأثراً من طائرته إنقاذ هذا العجوز، فيأمر الطيار بالهبوط، والذى رفض فى البداية، إلا أنه فى النهاية وافق على خوض المغامرة، ويقترب الطيار من القضبان الحديدية فى اللحظة نفسها التى يقترب فيها القطار من العجوز، وفى هذا الوقت يتدلى الابن من الطائرة حتى يمسك بالعجوز، وتحدث المعجزة وينقذ العجوز من موت محقق، وطبعاً قميص الابن تمزق نتيجة لتنفيذ المعجزة، فيرى العجوز (الوشم) على كتفه اليسرى، فيكتشف أنه ابنه، وهنا تبدأ مغامرة جديدة ألا وهى رحلة البحث عن باقى أفراد الأسرة، هكذا تكون الأفلام الهندية قصة متكررة مع اختلاف الأشخاص، ورغم أنك تستطيع أن تتوقع النهاية وكذلك البداية، فإنهم ينجحون فى كل مرة فى رفع (الأدرينالين) إلى درجاته القصوى لدرجة قد تُصيبك بالضغط أو السكر.
هذه كانت التيمة الأساسية للسينما الهندية قبل الثورات العربية، أما بعدها فقد تغيرت الشخصيات الأساسية التى تقوم عليها الأحداث، لتبدأ برجل ظالم يغتصب هو وحاشيته مقدرات البلاد، ويستولى على حقوق الناس، ومع الوقت يزداد عدد مَنْ ظلمهم، وعدد مَنْ يريدون الانتقام منه هو وحاشيته، بعد أن فشلت الشرطة المتواطئة فى حمايتهم منه، فيقررون الانتقام بعد أن أصبحوا موتى على قيد الحياة، وأصبح الموت بالنسبة لهم مرادفاً للحياة، وبعد أن أصبحوا يخشون على أبنائهم من حياة لا أمل فيها، ورغم أن هذا الرجل يعلم أن كل مَنْ ظلمهم يريدون الانتقام منه، إلا أنه لا يصدق أن هؤلاء الضعفاء يستطيعون فعل شىء وكأنه أصابه عمى السلطة، وظل فى عناده حتى وهو يشاهد الملايين أمامه لا يمنعهم عنه سوى بضعة أمتار، إلى أن يسقط فى أيديهم، وفى هذه اللحظة تتدخل الشرطة ليس للقبض عليه، لكن لحمايته من هؤلاء الغاضبين الثائرين، الذين يتركونه للشرطة، ويصدقون أنه قُبض عليه، ولن يفلت من العقاب ويُحاكم أمام الجميع، وتدور الأحداث ويكتشف الجميع أن هناك تواطئاً بين الحكومة وهذا الرجل الذى أصبح فى حمايتهم من الثائرين، وأن من قُتلوا فى سبيل القضاء على هذا الطاغية قد ذهبوا هباء منثوراً، وأن أموالهم وأملاكهم التى نهبها لاتزال فى قبضته
ومازال يتحكم فى كل شىء من خلال رجاله المنتشرين فى كل مكان، بين الناس وبين أعضاء الحكومة نفسها، وتبدأ النيران داخلهم فى الاشتعال مرة أخرى، ويقررون القيام بثورة أخرى ضد الحكومة التى تحمى هؤلاء الفاسدين، وينتهى الفيلم باختفاء هذا الرجل الظالم على طريقة الأفلام الهندية أثناء محاكمته، بعد أن يكتشف الغاضبون والثائرون أن (شبيهاً بالطاغية) كان يجلس فى القفص مكانه، وأنه يعيش فى بلد آخر، مستمتعاً بأموالهم. ورغم أننى لا أصدق الأفلام الهندية ولا أتفاعل معها فإننى لا أعلم ما سر انجذابى للنوع الأخير من أفلامهم، ربما لشعورى بأننا نعيش الآن فى فيلم هندى كبير.
شىء واحد فقط أزعجنى فى الفيلم، وهو أنهم لم يتخلوا عن الطريقة الهندية فى نهاية الفيلم، ليجعلوك تردد وأنت فى أوج انفعالك: «صحيح فيلم هندى».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ