الاثنين، 26 ديسمبر 2011

فضفضة

ان نجاح الثورة المصرية فى ازالة مبارك الطاغية كان مفاجأة للجميع وبالضربة القاضية الفنية ،لم تستطع قوى دولية وداخلية ان
تستوعب تبعاته ،ونظام مبارك مازال يعمل برجاله ،وهو نظام بالغ التعقيد فى تعدد اجهزته وتشعب انصاره على قلتهم بالنسبة للشعب المصرى، ووجود شرائح مجتمعية ارتبطت بوجوده كما ارتبطت بولاءاته لامريكا واسرائيل وقوى اخرى ارتباط الروح بالجسد،وان سلمية الثورة الشعبية العظيمة اعطت لهم الفرصة ليعيدوا تنظيم صفوفهم لجولات مع الثورة وتغريهم بالحركة والاتصالات والتمويل وشراء المرتزقة .ان الثورة المصرية لها قيادة وانصار :نعم لها قيادة وانصار يفهمون اللعبة جيدا ويواجهون الخطط برباطة جأش وقلب اسد وذكاء الخبير !! واعداء الثورة يتغابون عن قيادة الثورة وقلبها النابض بالوطنية والتفاف الشعب حولها فى صمت وبصيرة!! ان الالتفاف حول بضعة مئات من المرتزقة وشل قدرتهم عن الحركة والاتصال والامدادات امر يسير ولكن هؤلاء الغوغاء لن يكونوا هم هدف الثورة والثوار ... انها مصر صانعة التاريخ وكنانة الله فى ارضه :اهلها فى رباط الى يوم القيامة فليحذر المنافقون والمرجفون اسف يا ساده هناك مشكلة ويجب الاعتراف بها اننا لا نستطيع ان نفهم قواعد اللعبه السياسيه ولذلك نحاول طوال الوقت ان نحولها الى لعبه جنائيه امام القضاء ولم يمكننا ان نفهم ان الاختلاف مع الحكام امر وارد وله طرقه فى الاطاحه بهم سواء من خلال الانتخاب او الانقلاب بل كان لابد ان نحول الامور الى ثأر شخصى لاننا لا نفقه ولا نحاول ان نتعلم من حيث انتهى الاخرين بل نصر على اختراع العجله كان رحيل مبارك ومن معه مطلبا سياسيا واصلاح النظام فى مصر حاجة ملحه ولكن البعض اصر ان يتلوث المشهد بالدماء وانا شخصيا اشك كثيرا ان دماء (الشهداء )قد سالت على ايدى النظام ليس لانه ملاك ولكن لان خبرتى مع مواقفه للثلاثين عاما تقول انه كان اجبن من ان يفعل هذا وعلى كل الايام قد تظهر اما انى كنت خاطئا او انى مصيب المشكله ليست هنا المشكله ان الاعلام والائتلافات والاحزاب وام محمد بتاعت اللبن اتفقوا جميعا على ان تغيير النظام واسقاطه لاننا لا نتفق سياسيا معه لن تكون كافيه بل يجب ان نفتكس كثيرا فنقول قتل ثم نبدأ ونقول سرق ثم لا نكتفى بالسرقه فنقول مئات بل الاف من الاضعاف عما يمكن ان يكون حقيقة وكأننا نحتاج الى مبرر اقوى وكأن الاخطاء الساسيه ليست كافية لرحيل النظام فلابد ان نخترع ثأرا وهذا ما حدث ايها الساده رحيل مبارك كان امرا ضروريا وحيويا لاعادة مصر من النفق المظلم ولكننا لا يجب ان نسقط عليه كل ما كان فيه وما لم يكن والمشكلة اننا نكرر نفس المشهد الان مع المجلس العسكرى(الحاكم المؤقت لشهر يونيو) فقد وجد البعض ان الاختلاف السياسى معه ليس كافيا فاوغل فى صدره وابتدأ المشهد من جديد فيحاولون الان لصق دماء واعراض ومن بعدها سنسمع عن تجاوزات ماليه ......وسيحاول البعض ان يعيد كتابة المشهد من جديد وبنفس السيناريو ....... ونجد ان هناك شهداء ومسحولات ووو وبالتالى يتحول الخلاف الذى كان بين البعض وبين المجلس العسكرى الى مشكلة لا تمت بصلة للسياسه والسؤال الذى يطرح نفسه الان هل يجب ان يكون الوضع هكذا هل ينبغى للخلاف السياسى ان يحوله البعض الى خلاف جنائى ليفوز وهل يجب ان تعمى العيون وتغيب العقول بفكرة الثأر بدلا من فكرة التداول السلمى للسلطة ......والله اعلى واعلم....الذين يحرقون ويدمرون ويخربون منشئات الدولة والممتلكات العامة والخاصة خونة لأنهم يخونون الوطن وهذه خيانة غير مشروعة ولا يجادل فيها أحد. ولكن هناك للأسف خيانة مشروعة. كيف؟ هؤلاء البلطجية وأطفال الشوارع والمسجلين خطر والمجرمين والهاربين من السجون يحتاجون فى مهمتهم القذرة الى الدعم المادى والاعلامى. وهناك فى الاعلام والفضائيات بالذات من يقدم لهم الدعم الاعلامى بالقول أنهم ثوار ومن يموت منهم فهو من شهداء الثورة ومن يصاب فهو من مصابى الثورة. أما الدعم المادى والمتمثل فى الأغذية والمشروبات والأغطية والأدوية والخوذات التى تحمى الرأس والكمامات ضد العازات فكل هذا يقدمه كثيرون حتى يستمر هؤلاء المجرمون فى اجرامهم . فكل واحد منهم يأتى له الطعام والمشروبات وهو فى مكانه، واذا أصيب هناك الموتوسيكلات التى تحمله الى المستشفيات الميدانية التى تعالجه ليعود بسرعة الى خط المواجهة ليواصل اجرامه. أليس من يقوم بهذا العمل يقوم بخيانة مشروعة، لا يجرمها أحد، بل قد يتباهى بها من يقدمها على أنه يساعد الثوار. هل وضحت فكرة الخيانة المشروعة الآن؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ