الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

شق «الفستان» وشق «الأوطان»



  بقلم   جلال عامر    ٢٨/ ١٢/ ٢٠١١
ما يغركش اللبس ولا الكلام بالكناية ياما الجير والجبس بيداروا عيوب البناية، ففى عز انتصارات إسرائيل أكد المؤرخ العظيم «توينبى» أن إسرائيل سوف تزول بحكم قواعد التاريخ، وهو ما سوف يحدث للأحزاب الدينية رغم ما تراه من انتصارات بحكم قواعد السياسة، فالعدو الأول لها ليس من خارجها ولكن من داخلها وهو «الجمود»، لذلك عندما قرأت أن رئيس أحد الأحزاب الدينية يطالبنا بعدم تهنئة الأقباط بالعيد قررت أن ألتزم حزبياً وأن أشكر المجلس العسكرى الذى سمح بالأحزاب الدينية لكنه يقاوم المظاهرات المدنية... ولعلمك بلدنا فيها «قانون» لكن ليس فيها «كمنجة» لذلك تقام الدعاوى ضد من تشق «الفستان» ولا تقام الدعاوى ضد من يشق «الأوطان»... فلا تخف على «البورصة» لكن خاف على نفسك، ولا تطالب بعرضهم على نيابة عامة ولكن على طبيب نفسى.
فبعد الثورة وعدونا بـ«الجنة» لكن الذى حدث أن «النار» تحاصرنا فى كل مكان، ومع ذلك أحمدك يارب وأعفر وجهى بالتراب سجوداً تحت سمائك، فقد وضعت فى صدورنا «الضمير» لكنك لم تضع فى أيدينا القنابل.. فبعد تفجير كنائس نيجيريا اتضح أن التقويم الميلادى منقسم إلى قسمين: تقويم «غربى» وفيه يتم تفجير كنائس الكاثوليك فى (٢٥) ديسمبر، وتقويم «شرقى» وفيه يتم تفجير كنائس الأرثوذكس فى (٧) يناير، أما مساجد الشيعة فيتم تفجيرها فى «عاشوراء» حسب التقويم الهجرى.. وبالتقويم القبطى نحن فى «كيهك» وبالتحديد فى نوة «الفيضة الصغرى» حيث ترتفع الأمواج لتؤكد أن البحر واحد والسمك ألوان وأن شبكة الصياد لا تفرق بين أسماك البحر الواحد بينما هم منشغلون بأكل بعضهم بعضاً،
فأعتبر هذه رسالة من تحت الماء حيث التنوع إلى تحت القبة حيث اللون الواحد، واذكر ربك إذا نسيت واسأله أن يعيد الضمير إلى صدورنا وينزع القنابل من أيدينا ومن ألسنة بعض القيادات وساند المشروع الذى يعده الإخوان لجمع الزكاة من المسلمين ومشروع السلفيين لجمع الجزية من المسيحيين وتذكر مقولة «عمر بن عبدالعزيز» رضى الله عنه: إن الله بعث رسوله «هادياً» ولم يبعثه «جابياً»، وتفاءل ولا تتحسر لأن وزير صحة مبارك عنده مستشفى قلب، لكن وزير صحة الثورة يعمل الآن عملية فى القلب.. ربنا يشفى الجميع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ