الخميس، 29 ديسمبر 2011

أولويات الثورة



  بقلم   فريدة الشوباشى    ٢٩/ ١٢/ ٢٠١١
بينما كنا نتوقع أن تعرض الأحزاب السياسية برامج اقتصادية واجتماعية للنهوض بالوطن بعد حالة التردى التى ثار المصريون عليها وحددوا مطالبهم التى تاقوا إلى تحقيقها، «تغيير، حرية، عدالة اجتماعية».. وجدنا أصواتاً من الأحزاب «الإسلامية» تصب كل اهتمامها على «المرأة» باعتبارها عورة - وأحياناً - حتى صوتها عورة.. فالسيد ممدوح إسماعيل، نائب رئيس حزب الأصالة، رأى أن الثورة قد قامت حتى يتضمن الدستور الجديد حد الزنى!!
 وفى إطار السعى الحثيث لوأد المرأة، سمعنا من ممثلى بعض التيارات الإسلامية السياسية من وجه اللوم بل الإدانة للشابة التى تم سحلها وتعريتها فى ميدان التحرير على أيدى الشرطة العسكرية، مثل أن يقال: «إيه اللى خرجها تتظاهر فى ميدان التحرير؟».. أو: «لماذا لم تكن ترتدى شيئاً تحت العباءة التى نزعت عنها؟»..
 وهو ما يجعلنى أخشى أن يصدروا قانوناً «بتشليح» عباءة النساء للتحقق من وجود شىء تحتها، كنا قبل الثورة نراعى حرمة الإنسان، رجلاً كان أو امرأة، ولم نكن ندرى أنه سيظهر من يطالب بأن تقبع المرأة فى البيت، فى انتظار «بسلامته»، الذى لم ينبس ببنت شفة فى ظل سنوات حكم مبارك..
 قامت الثورة للقضاء على نظام فاسد ومفسد، وقد انسحبت الدولة وتركت الفقراء يرزحون تحت وطأة الآفة، فإذا بنا نسمع من يتحمسون لقطع يد السارق الصغير الجائع قبل إقرار العدالة الاجتماعية الذى حلم بها شعب بأسره!
وفى خضم الأحداث المتسارعة قال مرشد الإخوان لدى استقباله إسماعيل هنية، رئيس الحكومة المقالة فى غزة: إن القضية الفلسطينية بدأت مرحلة جديدة بعد انهيار النظام السابق..
 وما قرأناه فى الصحف أن مباحثات الإخوان مع الأمريكيين أكدت احترام اتفاقية «كامب ديفيد»، وكأننا نحن الذين ننتهك فى كل يوم هذه الاتفاقية وإسرائيل تفرط فى احترامها، كما فعلت مؤخراً فى سيناء، حيث قتلت ستة من جنودنا البواسل! أما ما يستوجب الحزن فهو موقف حزب النور السلفى الذى أعطى أحد قياداته حديثاً لإذاعة الجيش الإسرائيلى، طمأن فيه الدولة الصهيونية على احترام المعاهدة، وكما قالت المستشارة نهى الزينى،
 بحق، سوف يسجل التاريخ أن أول حزب سياسى مصرى طبع مع إسرائيل هو حزب النور، وهو ما لم يفعله حتى الحزب الوطنى المنحل، رغم فساده، ويبدو أن مشروع النهضة هذا كان قديماً، حيث انتشرت على موقع «فيس بوك» مقاطع من خطاب لعبدالناصر كشف فيه عن أن مرشد الإخوان عام ٥٣ طلب منه تعميم الحجاب، فأجاب عبدالناصر بأن للمرشد ابنة غير محجبة فى كلية الطب، وسأله: إذا كنت أنت لا تستطيع حمل ابنتك على ارتداء الطرحة، أتريد منى أن أفرضها على عشرة ملايين امرأة مصرية؟.. أيضاً طالب المرشد نفسه بإغلاق دور المسرح والسينما...إلخ،
 أى أنهم يريدون أن يقلبوها ضلمة كما قال عبدالناصر، فهل كان أحد يتصور أن يعود مشروع تحويلها ضلمة، فى القرن الحادى والعشرين؟.. وفى سياق الهوس بحالة المرأة طالب المرشد - وكأننا الآن - بأن تلزم المرأة البيت وألا تعمل لحمايتها وهو ما رد عليه عبدالناصر بأن المرأة يحميها العمل..
 وليس بتركها خارج المجتمع حبيسة جدران البيت، فالحاجة هى أم الانحراف والضلال! وثالثة الأثافى أن تخرج علينا قيادات سلفية تحرم تهنئة الأقباط بأعيادهم، مما دعا دار الإفتاء المصرية إلى إصدار فتوى بأن «التهنئة» حلال!! هذا بعد ١٤ قرنا عشنا فيها لا نسمع مثل هذا الهراء الذى يعكس تصميماً على تمزيق مصر.. والأغرب أنه لا أحد منهم «ينورنا» إذا ما كان الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - يهنئ زوجته المصرية ماريا القبطية وأهلها بأعيادهم!!..
 أهذه أولويات الثورة؟! ارحموا الإسلام و
ارحموا مصر المسلمين والأقباط.         . ارحموا مصر.
 الأستاذة الكبيرة والإعلامية الرائعة فريدة الشوباشي ...... لأن المعطيات الخاطئة دائمًا ما تؤدي الى نتائج خاطئة فقد تعامل المجلس السمكري مع الثورة على اعتبارها حركة اصلاحية للإطاحة بجمال مبارك وبس ......لذلك فقد عمد منذ اللحظة الأولي إلى استخراج شهادات وفاة لمطالب الثورة وأهدافها وبدأ سيناريو الضرب من تحت الحزام بداية من عقد الصفقات مع التيار الديني المظلم في مصر وجعلهم ورقة ضاغطة على القوي المدنية والليبرالية لجر الثورة للخلف در ، وليس أدل على ذلك من أن الإخوان المسلمين التحقوا بالثورة بعد أن نزلت دبابات الجيش الى الشوارع وخرجوا منها بعد أن تولى مقاليد الأمور في 11 فبراير " تزامن البداية والنهاية " ، ثم مسلسل تصفية جسد الثورة باتهام الثوار وكل التيارات السياسية بالخيانة والعمالة بداية من حركة كفاية و6 ابريل ومنظمات المجتمع المدني حتى تبدو الثورة في مجملها عملا مشوها يسهل القضاء عليه ، المجلس العسكري له غرض في كل ما كتبت وهو على يقين بحجم الكوارث التى تسبب بها لكنه يخفي وراءها أطنان من الجرائم والسرقات ما يجعله مستميتا في الدفاع عن نظرية الخروج الآمن ، لهذا وذاك تبدو الحالة ضبابية ويبدو أننا في طريقنا للمواجهة مع سارقي الثورة وقاتلي أحلام البسطاء وحاجزي تيار التحول الديموقراطي الحقيقي في مصر حتى ولو وضعوا الشمس في يميننا والقمر في يسارنا على نترك أهداف الثورة ما تركناها حتى يعليها الله أو نهلك دونها .............

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ