الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

من أمن العقاب أساء الأدب

لعل السبب فى ذلك هو حرص هذه النخب دون أن تدرى و تذهب مسرعة نحو ما تنهى عنه مخالفة زعما لليبرالية أوحداثة علمية وفكرية وتعلق فى النمطية.. فالنمطية في التفكير أو ما يطلق عليه التعميم الفكري تعني الحكم بوجود فكرة مسبقة في شيوع فكر معين عن شريحة معينة من الناس أو المجتمع .، فيقوم المدعي من هذا الفكر أو ذاك بإلباس هذه الفكرة صفة العمومية على كل المجتمع أو بعض شرائحه بحسب ما يكره أو ينتقد .،وعلى هذا يكون التفكير النمطي هو ذلك الفكر الذي يتبعه الشخص أومجموعة الأشخاص النمطية التفكير إعتماداً على الأفكار الجاهزة عندهم .، ويمكن إرجاعها إلى عادات وتقاليد وموروثات ثقافية ودينية. وهذا يمكن أن يكون له مبررا عند لأصولية والسلفية المتشددة كنماذج للتفكير النمطي .، حيث تعتمد فى الأساس على تعظيم النص على حساب العقل .،وقد استخدمت هذه النمطية فى الغرب للإشارة إلى المسيحيين المتشددين أيضا الذي يؤكدون على ضرورة تطبيق الكتاب المقدس حرفياً، وذلك قبل أن يوصف بها المجتمعات والحركات الإسلامية. ومن هذا فإن المقلّدون أيضا فى أى فكر وأيدلوجية سياسية وفكرية وثقافية هم نماذج للتفكير النمطي لأنهم يتبعون نهجاً معيناً بشكل تكراري دون الغوص في مبرراته. كما أن هناك نوعية جديدة من التفكير النمطي وهي التأثر بالأفكار والمبادئ والإيمان بها دون إعمال لعقل أو تولد قناعة من خلال تجربة واختبار .، فمثلا من ينتمي إلى حزب ويؤمن بأهدافه دون إيمان بإمكانية الخطأ وحدوث مراجعة، وسعة أى إختلاف فى وجهات النظر وإيجاد المبررات للآخر أيا ماكان توجهه مادام بعيدا عن ثوابت الأديان وأسس العقائد التى يجب على الجميع إحترامها وتثبيتها .، وهكذا سنجد أننا في أغلب الحالات سنكون شئنا أم أبينا أمام تفكير نمطي من هذا أو ذاك . وعلى هذا كان للحكم أوالسلطان الفصل فى الأمور "إن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن ...لأن من أمن العقاب أساء الأدب" ولكن ذلك إنما يكون.! عندما يكون السلطان عادل بحق مؤمن بالله حق الإيمان عامل وقاف عند كلامه لايقدم بين يدى الله ولا رسوله صالح سلطانه وصولجانه وكرسيه، ويكون قدوة للناس فى عمله قبل قوله وحاله قبل سلطانه وفى محيط أسرته قبل شعبه .، وأن يكون فى خدمة الناس جميعهم وليس جماعتهم .،ومصالحهم بحق ما تكون الخدمة"فخادم الناس سيدهم " كما قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ولنا فيه وصحابته الكرام الأسوة الحسنة.. فالمسلم الحق بعقيدته الصحيحة حين تتكون لديه العقلية الإسلامية و النفسية الإسلامية السوية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا يأخذه الهوس الديني و لا حتى التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد ومن فرسان النهار يكون حليف محراب بالليل ، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الإمارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذه هى الشخصية الإسلامية التي يكونها الإسلام و يجعل الإنسان بها خير بنى من بني الإنسان .، ليحقق الله لهم دولهم وأطانهم المدنية ولكن فى ظل مرجعية إسلامية تضع كل أمر فى نصابه وتسنده إلى قدره الحقيقى ومسببه قبل الأسباب غير غافلا عن عنها!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ