السبت، 31 ديسمبر 2011

التمويل الأجنبى وسوق النخاسة



  بقلم   عمر حسانين    ٣١/ ١٢/ ٢٠١١
لم تتوقف حروب المصالح بين الدول الاستعمارية منذ فجر التاريخ، استخدمت هذه الدول كل الوسائل للسيطرة على الدول والشعوب الأكثر فقراً وقهراً وتخلفاً، وتنوعت وسائل الهجوم حسب الظروف التاريخية.. ومن أخطر هذه الوسائل شراء مجموعات من الدول المستهدفة، سواء بالدفع المباشر لأشخاص بأعينهم، أو منظمات حكومية رسمية، أو أخرى تمثل المجتمع المدنى، يتم تحريكها - مثل «الدمى» والعبيد فى سوق «النخاسة» - إلى الوجهة التى تخدم مصالح المستعمر وأهدافه.
وبعد أن ثبت فشل تحريك الجيوش والآلات العسكرية فى إنجاز المهام الاستعمارية، صار المال هو السلاح الأخطر والأنجز فى تحقيق الإصابة القاتلة للهدف، ونبتت كتائب موالية من الشعوب المستهدفة تتولى القتال لمصلحة من يدفع لها، وتُخلص فى الدفاع عن مصالحه، وتنغص على حكوماتها وأنظمتها حياتها، بالضبط مثل «شوكة محشورة فى الحلق».
وحكومات الشعوب المقهورة تغض الطرف عن الموالين للأنظمة الاستعمارية، إما عجزا عن المواجهة، أو لتركهم حتى يلفوا حبالهم حول أعناقهم، فيشنقوا أنفسهم بها، وأحيانا تستخدمهم ديكورا وممثلين فى مسرحية الديمقراطية، فإذا أبوا الاشتراك فى فريق التمثيل، لوحوا لهم بالأوراق التى تكشف عوراتهم، وتنقلهم إلى صفوف الخونة والعملاء للأعداء.
ومنظمات المجتمع المدنى وأصحاب الرأى والفكر ووسائل الإعلام، هى أكثر المواقع المستهدفة للتجنيد فى الدول التى تعانى فساداً وقهراً، وهذا ما حدث فى مصر، من دول لها أطماع فى بلادنا، أو دول تنفذ سياسات الطامعين بالوكالة، ووقعت فى هذا الفخ منظمات للمجتمع المدنى وإعلاميون ووسائل إعلام، دخلوا فى معارك مع نظام مبارك، وشنوا عليه حملات تدمير منظمة، وهاجموه من أبواب فساده وقهره وتنكيله بالشعب المصرى.
واستخدم نظام مبارك أدوات المعركة نفسها.. انتشرت فى الداخل والخارج عصابات مهمتها تحسين صورة النظام الفاسد، وإظهاره فى صورة الزعيم الأوحد، والقائد الملهم، والربان المنقذ للسفينة الضالة وسط بحر مظلم متلاطم الأمواج.
ووسط هذا الصراع المميت، بقى المصريون المخلصون، من منظمات أهلية مخلصة وإعلام حر، ومسؤولين وطنيين، وشعب يفهم «الفولة».. حسموا الصراع لصالحهم.. أسقطوا النظام الفاسد بثورة أذهلت الدنيا، واليوم.. يكشفون عورة المأجورين، الذين يريدون إفساد الثورة بالفوضى والخراب، وقريبا جدا سيحتفل كل الشرفاء بالقصاص من كل الأعداء، فقط، علينا أن نزن الأمور بالعقل ونتحلى بقليل من الصبر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ