الخميس، 29 ديسمبر 2011

تأملات لله ثم للوطن

أولا : .. وأبدأ بإقرارى بـِـرُقـَـىِّ "الفكر" و"الصياغة" لمادة سائر تعليقات الزملاء اليوم ـ وحتى لحظة كتابة هذه السطور ـ فى هذه الزاوية الأثيرة للكثيرين ، فضلا عن توفر الوطنية والإخلاص فى "الاجتهاد" لدى أصحابها ، وربما تنوب تعليقات من مثل : 1 ـ تعليق الأستاذ / ميدو مصطفى (الذى "أشـَـبـِّـه" عليه أنه أحد زملاء التعليق القدامى "العتيدين" فى المعرفة الموسوعية ، والرصانة الصياغية) تحت عنوان : " المناقشه الهادئه والمحتوى العاصف" والذى قدم فيه ربطا "متميزا" بين "المتغيرات الفاعلة" و"أطرافها" المحلية ، وظروفها المرحلية الواقعية ، وتلك الإقليمية والدولية عامة ، والأمريكية الإسرائيلية خاصة ، وتقديمه تفسيرا "واعيا" لـ "تمريرهما" المحسوب ضمن مشروعهما "الشرق أوسطى" ، لـ "تفوق" التيار الإسلامى "السنى" لما مر حتى الآن فى الانتخابات فى مصر على وجه الخصوص (بعد أخذ التطمينات الكافية ـ من خلال بيانات الطمأنة ـ من هذا التيار على أمن إسرائيل ، والمصالح الأمريكية فى المنطقة) بأنه " أستنزاف الشيعه والسنه فى مواجهات ومحاور تنهك الجميع" كما ذكر سيادته نصا فى تعليقه * 2 ـ ومن مثل تعليق الزميل الأستاذ / الحنش (الأليف جدا) ، تحت عنوان : " احتراما لعنوان مقال اليوم" ونفاذه مباشرة إلى "تناقض" حقيقى بين مدلول عنوان المقال ، وما "غمسه" الكاتب من "غمز" لا ينسجم مع العنوان ، أو يليق بصاحب المقال ، وهو تناقض يباعهد بيننا ـ كمثقفين وطنيين مخلصين ـ و"حدود الهدوء للمضي قدما بقضيتنا أي بقضية الوطن" كما ذكر سيادته نصا فى تعليقه * 3 ـ ومن مثل تعليق الزميل المهندس / محمد شاهين ، تحت عنوان : " خلط الأوراق" ، والذى أجاد فيه ـ كعادته ـ "تفنيط "الأوراق ، قبل تورزيعها على "اللاعبين" ، وحتى يكون "دور" المجلس الاستشارى متناسبا مع "صفته" و"رسالته" الوطنية " كبطانه صالحه تمنع حدوث أى انحراف فى الفتره القادمه قد تضع المجلس العسكرى فى مواجهه مع الشعب ليست فى صالح أحد" كما ذكر سيادته نصا .. هذا ـ وكما أقررت ـ لا تقل بقية التعليقان عن هذه الإجادة فى "الرأى" و"الرؤية" الوطنيين والمخلصين فى الاجتهاد ** ثانيا : لم يبق لى إذن سوى الانصراف إلى ما أنحاز إليه من دور أتشرف به بينكم ، ويتفق مع "التأمل" فيما يدور ويفور ويثور ، و"التأصيل" له بما يفيض به الله على من معرفة أو اطلاع ، محاولة متواضعة للعودة بما شاع وضاع وانماع من "المرجعيات" و"المعايير" و"المعانى" ، والتى انحرفت عن معانيها ومدلولاتها "الأصلية" و"الأصيلة" ، والتى بدونها ـ فهـْـما صحيحا ، واتــِّـباعا وإعمالا ـ تتفرق بنا السبل عن السبيل "القويم" والطريق "المستقيم" فى مسيرة الأوطان والشعوب ، وبناء نهضتها ، وصنع تقدمها على أسس "واعية" و"مستنيرة" من القيم والمبادئ والأعراف والموروثات التاريخية والحضارية ، والإنسانية الأخلاقية ، وكما قالوا : الإنسان "عدو" ما يجهل ، فهو أيضا "يحمى" ما "يعرف" و"يصح" و"ينفع" ، وهو ما أرجو أن أكون "نقطة" فى "بحره" ، بسرد هذه الـ "حدوتة" البرلمانية ، تعريفا ـ متواضعا وبسيطا ـ بالبرلمان ، والبرلمانيات ، ملخصة عن دراسة قديمة لى عن هذا "الكائن" المجتمعى والإنسانى "الجميل"  ، ، 

 ** ثالثا : 1 ـ كان "إسم" البرلمان منذ أن كانت وظيفته عند نشأته ، هى إتاحة الفرصة لمناقشة الأمور العامة ، يحمل المعنى "الحرفى" ـ و"الطريف" ـ لكلمة برلمان فى البداية ، بأنه مكان التحدث ، أو "المكلمة"، فتطور حتى أصبح يسمى "السلطة التشريعية" ، وتعددت "وظائفه" فجمعت بين وضع القوانين والتشريعات ، والرقابة على أعمال الحكومة ، والتأثير فى الشئون السياسية الإقليمية والدولية ، وأصبح البرلمان "محورا" لنظام الحكم ككلٍ فى بعض الدول ، حيث تتركز معظم السلطة السياسية فى البرلمان * 2 ـ كما وأن نشأة البرلمانات فى العالم الديموقراطى ، قد جاءت بالتدريج ، وبعد أن خاضت أحداثا تاريخية ، استطاعت البرلمانات خلالها انتزاع سلطاتها من الملكيات المطلقة ونظم الحكم الاستبدادية ، فقد بدأ البرلمان فى مصر منذ حكم محمد على (مؤسس مصر الحديثة وحاكمها بـ "المبايعة" من أعيان البلاد ومشايخها ، ما بين عامي 1805 م إلى 1848م = 43 عاما من الحكم) ، وحتى إعادة تأسيس الأحزاب السياسية منذ منتصف السبعينات من القرن العشرين ، مرورا بـ "مجلس شورى النواب" فى عهد الخديوى إسماعيل ، ومرتبطا بتاريخ الحركة الوطنية المصرية ومحفزاً لها ، منذ حركة عرابى ، ومرورا بثورة 1919م بزعامة سعد زغلول ، وصدور دستور 1923م ، وحتى ثورة 23 يوليو 1952م * 3 ـ باتت الحياة البرلمانية لأى دولة ، هى صورة صادقة لواقع وحقيقة مجتمع هذه الدولة ، حيث أن معظم التيارات السياسية والأفكار والآراء والمبادئ والقيم التى تسود فى هذا المجتمع ، تنعكس سلبا وإيجابا على البرلمان وأعماله ودرجة فعاليته ، كممثل مباشر للجماهير ، يشرع القوانين التى تحكم المجتمع ، كما يراقب الحكومة فى تصرفاتها نحو تنفيذ ما يتطلع إليه الشعب ** رابعا : دور البرلمان فى "التطور" الديمقراطى : 1 تهدف الديمقراطية الى إنشاء برلمان سليم ، كما أنها تعتمد على وجود برلمان قوى فى نفس الوقت * 2 ـ اعترضت هذا المفهوم والدور للبرلمانات ، تطبيقات حولت هذه الديمقراطية النيابية البرلمانية ، إلى واقع متسخ بـ "ديمقراطية نخبوية" أو "ديموقراطية خداعية" ، أدى إلى ظهورها مجموعة من النظم الشمولية تقوم على سيطرة الدولة على كل شئ (مثل الفاشية فى إيطاليا والنازية فى ألمانيا ، والشيوعية فى الاتحاد السوفيتى) ، وأصبحت البرلمانات فيها ذراعا طويلة للحكومة والسلطة التنفيذية وتأييد الحاكم المطلق ، فالانتخابات لهذه البرلمانات لا تعبر عن المواطنين ، الذين انصرفوا بدورهم عن المشاركة فيها ، بعد أن أصبحت البرلمانات عقبة فى طريق الديمقراطية ، وليست أداة لتحقيقها ، مما أدى إلى البحث عن وسائل أخرى للتعبير عن المواطنين والتأثير فى الحكومة ، وفى مقدمتها ما يسمى "منظمات المجتمع المدنى" ، مثل النقابات والجمعيات الأهلية * 2 ـ ولأن القانون الطبيعى الذى يقضى بأن الشيء متى زاد عن حده ، إنقلب إلى ضده ، فقد اتضح للعالم أن التحول الديمقراطى فى حاجة الى برلمان قوى ليدعم تحقيق الديمقراطية ، ويعزز الثقة بين الحكومة والمواطنين بالتعبير عن مطالب المجتمع ، ومراقبة أعمال الحكومة ، ومحاسبتها ،

 ** خامسا : أهمية وجود البرلمان : 1 ـ حددت الدوافع لوجود البرلمانات ، ماهية وطبيعة الوظائف وأساسا لها ، وهى "التمثيل النيابى" لمختلف فئات الشعب ، وممارسة "السيادة" ممثلة فى وضع القوانين أساسا ، وأتاحة حلبة لـ " الحكم النيابى" تتنافس فيها الأحزاب والتيارات السياسية ، مع وجود دافع "إضافى" لتأسيس البرلمانات فى الدول النامية ، وهو "بناء الدولة القومية" ـ بعد التحرر من الاستعمار ـ وتأكيد الهوية الوطنية المشتركة لأبناء الدولة الواحدة ، والحفاظ على تماسكها ، سواء من الانقسامات الداخلية والحركات الإنفصالية ، أو فى مواجهة القوى الاستعمارية ذاتها ، ولتحقيق الاستقرار الاجتماعى بمعناه الشامل ، وتقليل فرص الصراع بين المواطنين ذوى الانتماءات المختلفة ، من أجل تحويل تلك "التعددية" الى مصدر ثراء وقوة * 2 ـ التحول الاقتصادى جعل من الضرورى تحقيق تطور مواكب فى الحياة السياسية ، ينتهى بتشكيل حكومات نيابية ، عن طريق انتخابات حرة ونزيهة ، والعديد من المؤسسات السياسية والدستورية ، ووجود صحافة حرة وقوية تعبر عن كافة الآراء والاتجاهات .. ، وكل ذلك هو الذى يشكل المناخ السياسى والاجتماعى الذى يزدهر فيه العمل البرلمانى ، ويقدم الضمانات الأساسية لاستمرار النظام الديمقراطى ** سادسا : خصائص البرلمان : هناك أربعة أمور يتسم بها البرلمان المعاصر ، وهى : 1 ـ أنه "قاعدة" النظام الديمقراطى : وذلك لعدة أسباب : أولها : أن البرلمان هو المؤسسة الأكثر ارتباطا بالجمهور وانفتاحا عليه ، وأن مناقشاته تكون معروضة أمام الجمهور ، وثانيها : أن البرلمان ـ وحده ـ يجمع بين وظيفتين رئيسيتين : هيكل نيابى يعبر عن مشاعر وآراء المواطنين ، كما أنه من ناحية أخرى آلية تشريعية ، تصنع القوانين التى تحكم الدولة بأسرها ، وثالثها : قيام البرلمان بدور هام فى مجال الوعى السياسى وخلق رأى عام فى مواجهة السلطة الفردية المطلقة ، ورابعها : أنه يضم عددا كبيرا من الأعضاء ، أكثر تنوعا ـ من الناحية السياسية والحزبية ، وأيضا من ناحية الانتماء الى المناطق الجغرافية والثقافات المحلية المختلفة فى المجتمع ، وخامسها : أنه يعتمد على آلية الانتخاب ، وسادسها : أن البرلمانات "مؤسسات جماعية" تعمل فى إطار قاعدة المساواة بين كافة أعضائها ، ولهذا ، يتسم نظام صنع القرار البرلمانى بآلية الاتفاق الجماعى بين أعضائه ، ورئيس البرلمان يكون بالانتخاب الداخلى ، وهو رئيس للبرلمان وليس رئيساً للأعضاء ، وبالرغم من أن المؤسسات الأخرى قد تشارك البرلمان فى بعض تلك الخصائص ، إلا أنها لا تتمتع بها مجتمعة * 2 ـ أنه "هيئة" لتمثيل المواطنين فى الحكم : وذلك باتباع شكل الديمقراطية "غير المباشرة" أو "النيابية" ، التى يمارس الشعب سيادته من خلالها بواسطة نواب عنه ، يمارسون مهام النيابة بإسمه ، ولمدة معينة ، ثم يتجددون فى انتخابات دورية ، ويجمعهم "البرلمان" كهيئة أساسية تمثل المواطنين فى شئون الحكم ، مع "الاحتفاظ" بـ "السيادة" للشعب ذاته ، والكلمة فى نهاية الأمر هى كلمة الشعب ، وتصبح "الديمقراطية النيابية" هى أكثر صور الديمقراطية استجابة للضرورات العملية فى تطور المجتمع ، وإلى الجزء (4) ، تحياتى للجميع ، وتحيا مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ