الاثنين، 26 ديسمبر 2011

عزيزتى الست هيلارى



  بقلم   د. لميس جابر    ٢٦/ ١٢/ ٢٠١١
السيدة الفاضلة الوزيرة/ هيلارى
بعد التحية والاحترام....
قررت أن أكتب لعظمتك هذه الرسالة بمناسبة حلول رياح الربيع علينا وهطول العواصف الترابية الديمقراطية على رؤوسنا وظهور الألوان المختلفة للثورات العربية، وهى ألوان زاهية ورائعة ومااعرفش ولاد الإيه كانوا مخبينها فين وعمرنا ماشفناها، لكن الحمد لله فى عشر شهور شفنا كل ألوان الطيف.
ومش قادرة أقولك قد إيه تعاطفت معاكى أيام حكاية الرئيس السابق زوجك «كلينتون» لما البت الخرعة اليهودية دى ضحكت عليه جوه المكتب البيضاوى.. ولعلمك أنا ماصدقتش إنه يعمل كده وقلت ده «رمى بلا»، واستغربت جداً إن الشعب الأمريكانى زعل ساعتها جداً جداً لأن الرئيس كلينتون قال وصرح بأنه: «لأ... لأ.. نو.. نو.. ماحصلش»، وبعد كده طلع إنه حصل.. وتعجبت من تفكير الشعب الأمريكانى ومن وجهة نظر الإعلام الأمريكانى لما زعلوا قوى لأن الرئيس كذب عليهم وليس لأن اللى حصل كان حاجة مايصحش تحصل يعنى.. ثم عرفت السر «إن الأمريكان مايعرفوش يكدبوا عشان كده يكرهوا الكدب عمى».. ولذلك فأنا لثقتى فى أنك أمريكية فأنا واثقة إنك ماتعرفيش تكدبى طبعاً.
وعموماً الحكاية إياها برضه عملت لعظمتك شغل جامد ونجحتى فى الانتخابات وبقيتى سيناتور وبعد كده وزيرة.. إشطة جامدة.... خير.. خير.
أنا أحب أن أعبر لكم عن شدة إعجابى بنشاط عظمتك السياسى ورحلاتك المكوكية ما بين دول الربيع الملونة والسادة والمنقوشة، وتصريحاتك الجميلة عن أحلامك المجانية للشعوب العربية بالديمقراطية، ورغم إنك بدأت الشغل قبل ما تاخدى رأى حد فى الديمقراطية لكن إحنا قابلين يا ستى.. وانتى بالذات مانقدرش نرفض يدك الممدودة بالديمقراطية، ده حتى تبقى عيبة فى حقنا صحيح الرياح كان معاها شوية تراب عمى عينينا ولوشنا ودخلنا فى الحيطة، لكن أكيد أكيد فيه شحنة قطرة حلوة جاية من عندكم عشان خاطر عيونّا البايظة.
طبعاً أنا بادافع عنك جداً لكن فيه شوية ناس مغرضين قعدوا يقولوا إنك قال إيه قلتى إنك صرفتى مليارات على تدعيم الديمقراطية فى مصر!! وكمان فيه شلة كبيرة من المواطنين المصريين قالوا لى أقول لك إنهم عندهم شوية ديمقراطية ومحتاجين دعم زيهم زى الباقيين ولو ماأخدوش هتبقى الديمقراطية فى مصر شوية مدعمة وشوية من غير دعم، والصراحة همه زعلانين وبيقولوا الست دى ليها ناس ناس.. وأنا شخطت فيهم جامد وقلت لهم اخرسوا.. الكل سواسية فى الديمقراطية والربيع والألوان.. وما دام الأمريكان قالوا خلاص صدقوهم وللأسف شوية تانيين جم يلقحوا كلام ويقولوا يعنى إشمعنى عظمتك الوحيدة اللى واخدة توكيل «حموم الإنسان» من حمام التلات وكمان شافوا واحد معاه بطاقة حقوق إنسان ومكتوب فيها إن الدعم الديمقراطى للكل والحقوق «الإنسانى» للكل عشان المساواة والعدالة الاجتماعية، وكده وهمه ماعاهمش بطاقة وأنا هديت الموقف ووعدتهم بالنيابة عنك بالدعم والحقوق لأنى خايفة يكبروا الموضوع خصوصاً وما أكدبش عليكى فيه ناس كتير اليومين دول فى مصر إيديها فرطة وبترش جامد سواء على فرقة نشنجية الطوب والمولوتوف أو فرقة الانتخابات الأحادية.. ولأنى مش عاوزة حد يزعل من عظمتك بأقولك أهوه دوقيهم المليارات همه كمان وإلا الديمقراطية هتطلع «نص سوا».
وبرضه الحقيقة فيه ناس جاية تقول هى حقوق الإنسان دى راخرة فيها خيار وفقوس؟ قلت لهم اخرسوا ماحدش يضايق مزاجها الديمقراطى.. فيها إيه لما تبقى معجبة بصور ومش معجبة بصور تانية؟ مع إن كلها صور لناس مسحولة.. ليه؟ لأن السحل أنواع وكمان ساعات بتكون رايقة وقاعدة قدام الـ«فيس بوك» وساعات بتكون بتاكل فى ماكدونالدز عادى يعنى تاكل ولا تبص فى الصور؟ يا ساتر..
وأنا دافعت عنك قوى وقلت لهم إن منظمات حقوق الإنسان دى معمولة للشعوب العربية مخصوص وحصرياً، وإن هذا بسبب شدة حب الأمم المتحدة الأمريكية ومنظماتها اللى على كل شكل للعرب والأفارقة وإحنا طبعاً المصريين.
قام نط الواد سليم أبولسان زالف وقال: يا سلام يا اختى ما هى المنظمة دى كانت زمان بتحب كل الرؤساء العرب والملوك العرب والشيوخ العرب، وأيامها بالأمارة كان الكلام كله عن الإنسان وحقوقه وحمومه على المتغطى وكمان ساعات ماكانش كلام، كان بالغمز واللمز والهمس إيه قولك بقى؟
زعقت له قوى وقلت له إن عظمتك زعلتى قوى من الكام صورة اللى قبل ما يصوروها اتنشرت فى كل جرايد الأمريكان وإنك زعلتى قوى وتساءلتى فى حيرة وغضب: ليه كده؟ فين الحقوق؟ مش مهم الإنسان.. يغور.. فين الحقوق؟
أنا شخصياً عارفة إن الصور فورت دمك.. وأثرت فى مزاج عظمتك تماما زى صور قتل القذافى وولاده وهتك عرضهم وتقطيع أوصالهم والتمثيل بجثثهم، وإن صور تدمير ليبيا كلها على بعضها بواسطة طيارات الناتو حبايبك وصور جثث الشعب الليبى وجثث أطفاله اللى اندفنوا تحت أنقاض القذف كل الصور دى لسه ما وصلتش لأن البوستة بتتأخر فى ليبيا.
وبرضه أكيد صور صدام وهو بيقتل آلاف من الشيعة ومن الأكراد بالقنابل الكيماوية الديمقراطية بتاعتكم ماوصلتش وغالباً ضاعت فى السكة عشان كده عوضتيها فى جلسات المحكمة والإعلام وطبعاً فى القبض عليه وهو خارج من حفرة متر فى نص متر.
والظاهر برضه إن الفيلم كله اتحرق بتاع مذابح الإسرائيليين فى جنوب لبنان وصابرا وشاتيلا وجنوب لبنان تانى وغزة وجنين عشان كده ماسمعناش أيامها أى حد من الأمريكان قال كلمة واحدة عن حقوق الإنسان... لأ... لأ..
سورى.. سورى جداً، بوش الصغير الأمّور أيامها قال كلام عن حقوق الإنسان لسه بيرن فى ودنى من حلاوته.
قال: «شارون رجل سلام»، أى والله كلمة تجنن وتجيب حول وعته وخبلان من جمالها.
وأخيراً أحب أن أطمئنك إنى قلت للمغرضين اللى بيقولوا إن الإنسان اللى فى لستة قانون الحقوق له مواصفات معينة غير متوفرة فى ناسنا وأهالينا وهمه اقتنعوا وصدقوا، خصوصاً إنى قلت لهم الأمريكان مايعرفوش يكدبوا لكن يعرفوا ييجوا يقعدوا عندنا هنا عشان يطبقوا الحقوق بنفسهم كويس، ويجعله عامر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ