الاثنين، 26 ديسمبر 2011

مسرح ما بعد الثورة



 
بقلم   سمير فريد    ٢٦/ ١٢/ ٢٠١١
منذ عشر سنوات أدار فنان المسرح المخرج أحمد إسماعيل ورشة لصنع مسرحية عن ثورة ١٩١٩، لكنها لم تعرض إلا بعد ثورة ٢٥ يناير، حيث أنتجها المسرح القومى بعنوان «حكايات الناس فى ثورة ١٩١٩»، وقد جاء العرض فى وقته تماماً بعد الثورة الشعبية الثالثة التى شهدتها مصر فى مائتى عام، وكانت الثانية ثورة ١٩١٩ ضد الاحتلال البريطانى، والأولى ضد الاحتلال الفرنسى، وانتهت بتولى محمد على عام ١٩٠٥.
العرض يقدم معانى ثورة ١٩١٩، التى تتشابه كثيراً مع معانى ثورة ٢٠١١، خاصة فيما يتعلق بالوحدة الوطنية بين الأقباط والمسلمين، وفيه يصدح مغن جديد سيكون له شأن هو محمد محسن بأغانى سيد درويش، وتشترك فيه الممثلة الفنانة سلوى محمد على، التى أصبحت «ماركة مسجلة» تعنى الجودة، كما أن أحمد إسماعيل يعنى البحث الدؤوب عن مسرح مصرى ملتزم ونقى، وفيه أيضاً يلمع عدد من الممثلين القدامى والجدد، خاصة رحاب رسمى وإيهاب سليم ونيفين رفعت ويوسف إسماعيل وطارق إسماعيل.
ومن لحظات العرض المهمة نزول الفرقة من المسرح، لتوزيع التوكيل الذى وقع عليه الشعب المصرى لـ«الوفد» على المتفرجين فى الصالة، ونص هذا التوكيل التاريخى: «نحن الموقعين أدناه على هذا، قد أنبنا عنا حضرات سعد زغلول باشا وعلى شعراوى باشا وعبدالعزيز فهمى بك ومحمد على علوبة بك وعبداللطيف المكباتى ومحمد محمود باشا وأحمد لطفى السيد بك، ولهم أن يضموا إليهم من يختارون، فى أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعى سبيلاً فى استقلال مصر استقلالاً تاماً».
وكما عاد أحمد إسماعيل إلى ثورة ١٩١٩ فى الوقت المناسب، عاد المخرج المسرحى المتميز باختياراته الثاقبة جمال ياقوت إلى مسرحية الكاتب الأمريكى الكبير آرثر ميللر «ساحرات سالم» فى الوقت المناسب أيضاً فقد كتبها ميللر فى مواجهة المكارثية عام ١٩٥٣، واستخدم حادثة حقيقية وقعت عام ١٦٩٢ تعبر عن الاحتيال على بسطاء الناس باسم الدين، وما أحوجنا فى مصر إلى مواجهة المكارثية باسم الدين التى ازدهرت بعد الثورة كجزء من الثورة المضادة.
وتحت عنوان «نوبة صحيان» أقامت المؤسسة الدولية للإبداع والتدريب لمؤسسها، فنان المسرح الكبير، محمود أبودومة مهرجاناً مسرحياً فى الإسكندرية تضمن ورشا ومحاضرات وإصدار مسرحيات جديدة مترجمة، وستة عروض من مصر والأردن وسوريا وتونس، عن الثورات العربية، وذلك بالتعاون مع المعهد السويدى ومعهد جوته والمركز الثقافى الفرنسى والمؤسسة السويسرية بروهيلنيسيا، والعروض هى «انفجروا أو موتوا» إخراج أبودومة، و«الجرح والفرح» لفنان المسرح التجريبى المبدع حسن الجريتلى، و«حكاوى التحرير» إخراج سندس شبايك، وهى الفنانة الطليعية التى منعت عروضها قبل الثورة، فقدمتها فى حديقة الأوبرا، ومن تونس «حقائب» إخراج جعفر الجاسمى، ومن سوريا «حكايات سوسنة حمصية ثائرة» إخراج نمر سلمون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ