الأحد، 15 يناير 2012

«كارتر» خيرك.. وخير الإخوان! بقلم محمد أمين ١٥/ ١/ ٢٠١٢


لا شأن لنا بجيمى كارتر، يقول «كارتر» ما يشاء.. السؤال لك أنت: هل أنت مع طرح ميزانية الجيش ل لنقاش العام؟.. هل يصح أن تذاع أسرار الجيش على الملأ؟.. هل البرلمان القادم له حق التعرض لميزانية الجيش بتفاصيلها الدقيقة؟.. هل مسألة الأمن القومى ليس لها حساب؟.. هل الديمقراطية تعنى مكاشفة الشعب بكل شىء؟.. هل من حقنا أن نعرف خطة الحرب؟!
ربما نتسامح فى حديث جيمى كارتر عن «انتهاكات العسكرى».. لكننا لا نتسامح فى حديثه عن «ميزانية الجيش».. وربما يكون مقبولاً انتقاد سلوكيات المجلس العسكرى، لكن الجيش نفسه ينبغى أن يكون محصناً من النقد والتطاول عليه، وكسر عزيمته ومعنوياته.. هذا هو مفهومى لهذه القضية.. دون أن أتهم بالبحث عن حصانة لأحد.. فالحصانة شىء آخر بلا شك!
أفهم أن «كارتر» يتحدث عن حقوق الإنسان، ويقف ضد العنف.. وأفهم أنه بحث مع قادة المجلس العسكرى استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين السلميين.. هذه مسألة إنسانية.. لا تدخل فى باب التدخل فى الشؤون الداخلية.. حقوق الإنسان شأن عالمى.. وكم عارضنا النظام السابق، حين كان يتهم أوروبا أو أمريكا بأنها تتدخل فى الشأن الداخلى، عندما تتعرض لانتهاكات حقوق الإنسان!
أظن أن المسألة اتضحت الآن.. جيمى كارتر يناقش حقوق الإنسان «نعم».. يناقش ميزانية الجيش «لا».. خلينا واضحين.. ولا ينبغى أن يعمينا الغضب.. مصر أولاً وأخيراً.. لكن البلبلة بشأن الكلام عن الميزانية، وخلط الأوراق بشأن الانتهاكات، ثم التشكيك فى نقل السلطة بشكل كامل.. وبعدها تصريح آخر لتوضيح الأمور الملتبسة.. فهذا أمر لا يليق برئيس أمريكى أسبق!
هل يصح أن يكون المؤتمر الصحفى لجيمى كارتر موضوعه محاسبة المجلس العسكرى؟.. هل يصح أن يتكلم كل من هب ودب فى شؤوننا؟.. هل يصح أن تلعب أصابع أجنبية، عربية وأوروبية وأمريكية، فى مصر؟.. هل يصح أن يذكر، فى يوم ما، أن الثورة كانت تدار بالريموت كنترول من الخارج؟.. هل يصح أن يكون المال السياسى، أغلى علينا من مصر؟.. كيف ترون المستقبل؟!
لا «كارتر» سوف يعلمنا.. ولا الإخوان سوف يتحكمون فى رقابنا.. لا البرلمان القادم يملك كل شىء، ولا هو راس كرنبة.. ولا ينبغى.. نريد أن يتمهل الإخوان علينا.. حبة حبة يا ملوانى.. من أعطى الإخوان حق الانفراد من الآن بالمباحثات؟.. ومن أعطاهم حق الكلام نيابة عنا؟.. ومن قال إنهم يحكمون قبل الهنا بسنة؟.. من قال إن «كارتر» يمكن أن يرسم خارطة الطريق لمصر؟!
المصريون وحدهم يمكن أن يقرروا.. وأن يعاقبوا المتسببن فى أحداث العنف.. أو يحرقوهم بجاز.. يمكن أن يناقشوا ميزانية الجيش، أو يجعلوها سرية.. هذا حق يقرره الشعب وبرلمان الشعب.. لكن أن يكون كل شىء على البحرى.. هذا أمر يخدم إسرائيل أولاً.. وهذا أمر لا يحتمل حسن النية.. إسرائيل تلعب وتبعث برجال يتحدثون عن الإنسانيات.. وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً!
أخيراً.. لا «كارتر» رسول السلام، ولا هو نبى الثورات والإنسانيات.. ولا الإخوان مفوضون، نيابة عن الثوار والأحزاب كلها، بالحديث مع «كارتر» ولا غيره.. والسؤال الأهم: «هل يجب إخضاع المؤسسة العسكرية لرقابة البرلمان الآن»؟.. على حد قول جيمى كارتر.. يا شباب الثورة انتبهوووا.. «كارتر خيركم» وشكراً!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ