السبت، 21 يناير 2012

هذا هو الرئيس الجديد

  بقلم   على سالم    ٢١/ ١/ ٢٠١٢

يا كل من يثق بى وبما أكتبه، يا كل فاقد للثقة بى وبما أكتبه، يا كل من يحبنى ويا كل من يكرهنى، يا كل شباب الإعلاميين والمثقفين والفنانين، يا كل العمال والفلاحين، يا كل رجل وكل امرأة، ساندوا الدكتور أحمد شفيق- رئيس الوزراء الأسبق فى انتخابات الرئاسة المقبلة. لا تضعوه فى خانة الماضى فلم يكن تابعا له، بل كان صدفة فيه، كان جزيرة نظيفة فى بحيرة من الوحل، حافظ فيها على نظافة عقله ويده، وظل مليئا بالحماسة والإخلاص للعمل العام.
إعطوه أصواتكم، واطلبوا من الآخرين أن يعطوه أصواتهم، حاربوا دفاعا عنه لكى يتفرغ كرئيس للجمهورية للدفاع عنا وعن مصر، فأنا أثق به وأطلب منكم أن تثقوا به.
لم أعرفه عن قرب، ولم يحدث أن كانت لى به صلة، غير أنى تفرغت لأكثر من ساعتين لدراسته وهو يتكلم فى البرنامج الذى يقدمه عمرو أديب، هو شخص جدير بالثقة والاحترام، أعرف جيدا هذا النوع من البشر، لا توجد مساحة بين ما يفكر فيه وما يعلنه، عاطفة اعتبار الذات بداخله هى أقوى العواطف وهذا هو بالضبط ما يجب أن نبحث عنه فى كل قياداتنا. هو شخص طبيعى، ليس زعيما بل «أسطى» عمل، «كوماندا» فى ورشة، هذه الورشة كانت وزارة الطيران بكل ما عرفته من نجاح فى عهده، وجاء الوقت التى تكون فيه مصر هى تلك الورشة، أنا شديد الاحترام وشديد الضعف أيضا أمام المنجزين الذين لا تعطلهم الهواجس والمخاوف والكسل العقلى الذى تتسبب فيه الأيديولوجيا العمياء، فالدنيا «ليست محلا للسعادة بل للإنجاز». هو حالم ككل القادرين على التعامل مع الواقع وتحويله إلى إنجاز يكسب البشر المزيد من الرفاهية.
مشكلة الديكتاتورية أنها تنتج ثقافة ممتدة المفعول، قادرة على أن تشمل أجيالاً وأجيالاً، هى ثقافة تضع الفكرة فى جانب والعمل فى جانب آخر، وتستبدل العمل بالكلمات، وهو ما يسمى فى القاموس العام الأكاذيب وهو ما ينتهى بها إلى احتقار العمل ذاته وحذفه من القاموس. هذه الثقافة تنتج فى العمل السياسى والدعوى أيضا أشخاصاً مراوغين. لقد استخدمت كلمة مراوغين لكى أبتعد عن الكلمة الصحيحة وهى ألعبانات (جمع ألعبان) يعلم الله أننى أقرأ وأشاهد وأسمع يوميا عددا من الألعبانات، قادرين على إصابة أعظم الأصحاء بالغثيان واليأس. مدرسة السياسة المصرية، ولعقود طويلة، كانت تعلم الناس أن السياسة هى الفرع الرئيسى للشر والندالة، وأن رجل السياسة الجيد هو الذى يجيد الالتواء الثعبانى والتشدق بالشعارات، فى الوقت الذى يُكره فيه كل من هو مخلص لهذه الشعارات ويريد تحويلها إلى واقع.
أنا شخصيا كنت على درجة من اليأس، خلت معها أنه لم يعد فى مصر أشخاص من النوع الذى يعلن بوضوح ما يفكر فيه، وأن ما يفكر فيه هو ما يعنيه فعلا، وأن نيران الأمل بين جوانحه ما زالت مشتعلة وقادرة على دفعه لتحقيقها. وهو ما دفعنى فى الأيام الأخيرة، إلى التفكير بيأس وسوداوية فى مستقبل مصر القريب والبعيد، غير أنى بعد أن استمعت إلى هذا الرجل أصبت بعدوى الأمل من جديد.
والآن أوجه حديثى للسادة المرشحين المحتملين، لعل أعظم ما تفعلونه الآن هو أن تجتمعوا معا فى ساعة صفاء وجلسة صدق، وتوفروا علينا وعليكم عناء ضياع الوقت وضياع الفلوس وتوتر العملية الانتخابية، وتدرسوا الموقف جيداً لتصلوا إلى القرار الحكيم، وهو أن تتنازلوا للدكتور أحمد شفيق فى الانتخابات المقبلة، ثم تنضموا له فى حملته الانتخابية. والله أنا أدلكم على المجد.. ذلك المجد الذى يحصل عليه الإنسان عندما ينتصر على نفسه وعلى رغبته الحارقة غير المبررة وغير العادلة فى أن يكون رئيسا. اجتمعوا وقولوا: نحن نحب مصر، لذلك سنتنازل للدكتور أحمد شفيق. فكروا، والله.. الخير كل الخير فى هذا القرار، الخير لكم ولنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ