الخميس، 26 يناير 2012

اقتربت الساعة.. وانشق الوطن! بقلم محمد أمين ٢٦/ ١/ ٢٠١٢


ساعة الصفر محددة أيضاً هذه المرة.. كما كانت محددة فى «٢٥ يناير» الأولى.. الثوار يعلنون عن موعد الثورة.. الأجهزة الأمنية تعرف الموعد.. السلطة الحاكمة لا تستخف باللحظة، ولا تستهتر.. لا تقول مثل مبارك «خليهم يتسلوا».. لكنها لن تواجه الثوار.. لا بخراطيم المياه، ولا بالقنابل المسيلة للدموع، ولا بقنابل الغاز.. القرار هو: الميدان مسؤولية الثوار أنفسهم!
المشير طنطاوى اتخذ أربعة قرارات قبل ٢٥ يناير.. وهى تسليم السلطة التشريعية للبرلمان.. والإفراج عن ١٩٥٩ معتقلاً، وهى الدفعة التى عرفت بدفعة المدون مايكل نبيل.. وصرف مستحقات الشهداء والمصابين.. وإلغاء حالة الطوارئ، اعتباراً من ٢٥ يناير.. وبالتالى تكون السلطات الثلاث قد خرجت من قبضة المجلس العسكرى.. فلم يبق شىء يمكن تسليمه لأحد!
السلطة التنفيذية فى يد رئيس الوزراء كمال الجنزورى.. والسلطة التشريعية فى يد سعد الكتاتنى ومجلسه الجديد.. والسلطة القضائية فى يد القضاة.. لا يقربها أحد.. لا قبل الثورة ولا بعدها.. فأى سلطة يسلمها المجلس العسكرى؟!.. وبالتالى يصبح الثوار أمام طلبات جديدة تتعلق بالمحاكمات.. أو تتعلق برئيس مؤقت، لحين إعداد الدستور، كما قال نور فرحات، أمين المجلس الاستشارى!
المثير أن متظاهرى التحرير قد تباينت ردود أفعالهم تجاه المطر، كما تباينت تجاه قرارات المشير.. الثوار قالوا «تمطر ميه تمطر سكر.. يسقط يسقط حكم العسكر».. عيد الثورة هذه المرة لإسقاط حكم العسكر.. فإن كانوا قد أسقطوا مبارك فى «٢٥ يناير» الأولى.. فهم يريدون إسقاط حكم العسكر فى «٢٥ يناير» الثانية.. الإخوان يعرفون أن السقوط ليس للعسكر وحدهم!
سؤال مهم يحضرنى الآن: كيف يتحرك الثوار هذه المرة؟ أعرف أنهم تخلصوا من عقدة الخوف، وكسروا الحاجز النفسى؟.. فهل هم منظمون؟.. هل هناك رأس جاهز لتحريك الثوار؟.. هل تم تشكيل مجلس قيادة؟.. هل يتولى البرادعى رئاسة سلطة مدنية تحكم مصر فى فترة انتقالية؟.. هل تتجاوز سلطة الحاكم الجديد، سلطة البرلمان المنتخب؟.. هل التحرير شىء، والبرلمان شىء آخر؟!
هل هناك فى الأفق تغيير وزارى مرتقب؟.. من هو رئيس وزراء الثورة الثانية؟.. هل هو واحد من الميدان؟.. هل اكتوى الثوار برئيس وزراء التحرير بعد تجربة الدكتور عصام شرف؟.. هل البرادعى هو رئيس الوزراء الجديد؟.. هل تتحول الثورة الثانية إلى حرب أهلية بين التيار الإسلامى المؤيد للبرلمان، والتيار الوطنى المؤيد للثورة مستمرة؟.. هل كانت الأمطار خيراً أم نذيراً من السماء؟!
هل هناك نذر انقسامات فى الميدان الآن؟.. هل الثورة الثانية تختلف فى مطالبها عن الثورة الأولى؟.. هل كانت الأمطار اختباراً لعزيمة الشباب؟.. هل المشادات والمشاحنات الكلامية بين الإخوان المسلمين والمتظاهرين، مقدمة لمعركة ينتصر فيها أحد الطرفين فى السيطرة على الميدان؟.. هل يشهد التحرير صراع منصات؟.. هل نجد منصة تحتفل بالعيد مع الجيش، وأخرى تريدها ثورة ثانية؟!
لا خلاف أن الثورة الأولى كانت تجمع الفرقاء حولها.. لا أحزاب لا حركات، ولا شعارات متضاربة.. الآن نحن أمام مشكلة توجهات.. أمام معسكرين، وأمام تيارين.. وأمام رغبات ومنصات وتوجهات.. وأمام برلمان صفق لـ«العسكرى»، وأرسل له برقية تهنئة وشكر.. ومن جهة أخرى أمام ميدان يرى أن السماء لم تكن تمطر فقط، وإنما كانت تبكى من أجل الشهداء، فى عيد الثورة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ