الثلاثاء، 31 يناير 2012

مصر تلعب كرة شراب! بقلم محمد أمين ٣١/ ١/ ٢٠١٢


الفرق بيننا وبين غيرنا أننا نلعب كرة شراب.. فى ملاعب الرياضة وملاعب السياسة أيضاً.. والفرق بين ما يحدث الآن وما كان يحدث فى الثورة الأولى هو نفس الفرق بين الكرة الأوروبية ولعب المحترفين، وبين الكرة الشراب ولعب الحوارى.. الآن نعود إلى لعب الحوارى.. على طريقة علينا وعلى أعدائنا.. نطبق قانون الغيظ.. نريد أن نتخلص من العسكر، ولو ألقينا مصر فى البحر!
لا يمكن أن يفهم من كلامنا أننا مع حكم العسكر.. قطع لسان من يتهمنا بذلك.. العسكر أنفسهم لا يريدون البقاء أكثر.. طلبوا من منصور حسن، والمجلس الاستشارى، دراسة تقصير الفترة الانتقالية.. يريدون أن يعودوا إلى ثكناتهم.. سمعوا كلام الثوار.. ارحل يعنى امشى.. اتفضلوا استلموا بقى.. مين قال أنا؟.. من لديه هذه الجرأة؟.. من هو بحَّار مصر الساحر؟.. المركب بتغرق يا قبطان!
لا مجلس الشعب يريد الرئاسة، ولا «الكتاتنى» يريد.. ليس لأن هناك صفقة، ولا لأن «العسكرى» لا يريد الرحيل.. ولا «الاستشارى» يريد، ولا منصور حسن يريد الرئاسة.. العبء خطير جداً.. مين يستلم بقى فهمونا؟.. لا يوجد غير «البرادعى».. هل هو الذى يملك عصا موسى؟!.. هل هو ساحر مصر الآن؟.. هل شرط أن يفجر الثورة، أو أن يقودها، أن يتقدم لتولى زمام الحكم؟!
السؤال: لماذا نسعى لتقصير الفترة الانتقالية؟.. وما هى المدة التى يمكن تقصيرها؟.. هل هى ثلاث سنوات، ونسعى لجعلها سنة؟.. عملياً المدة المتبقية فى حدود ٧٠ يوماً.. هل نريدها ٦٠ يوماً؟.. خلاص، تأكدنا أن المجلس العسكرى يريد الرحيل.. لكن ليس مقبولاً أن يتولى مصر أى واحد والسلام.. أفهم أن هناك غضباً من «العسكرى».. وأفهم أن «العسكرى» لم يلعب سياسة!
لا أدرى ما هى المشكلة لو أن «البرادعى» تولى الحكومة قبل الدكتور شرف؟.. ولا أدرى لماذا لم يتدارك «العسكرى» الأمر قبل تكليف «الجنزورى»؟.. حاجة من اتنين: إما أن البرادعى نجح، وعبر بمصر، وعاد الثوار من الميدان.. أو أنها كانت فرصة «العسكرى» لحرق «البرادعى» وتخلص الحدوتة.. المصيبة أن العسكرى ركب دماغه، ولم تكن لديه القدرة على المبادرة والمناورة!
الآن لا توجد مصلحة حقيقية لتقصير الفترة الانتقالية أسبوعاً أو أسبوعين.. مالهاش قيمة فى مجريات الأمور.. لكنها ربما تعكس حالة اطمئنان من ناحية، وتعكس رغبة الثوار فى الانتصار من ناحية أخرى.. وليس من المصلحة أن يتحرك الثوار للرئاسة أولاً قبل الدستور.. أليس هؤلاء الذين قاتلوا من أجل الدستور أولاً.. الأساس أولاً؟!.. لو حد فاهم حاجة يقولنا!
لا أحد يفهم مَنْ يحرك مَنْ؟.. ما قيمة انتخاب رئيس مؤقت؟.. عمرو موسى يؤكد أن انتخاب البرلمان لرئيس مؤقت يطيل الفترة الانتقالية.. وهى مسألة غاية فى الخطورة.. معناها أن يبقى الثوار فى الميدان.. ليه رئيس مؤقت لما ممكن يبقى فيه رئيس جمهورية؟.. «هذه الأفكار تستهدف إطالة الفترة الانتقالية، وتأجيل تسليم السلطة إلى رئيس منتخب، وتؤخر انطلاق الجمهورية الثانية»!
عفواً مصر لا تلعب كرة شراب.. مصر بيتلعب بيها كرة شراب.. فرق بين الاحتراف ولعب الحوارى.. ما يحدث الآن لعب حوارى.. عقلاء الإخوان يقولون ليس من المصلحة تأييد مرشح رئاسى ينتمى لهم من قريب أو بعيد.. لا يريدون الرئاسة، ولا العسكر باقون.. فأين عقلاء الثورة وحكماؤها؟.. للأسف بقى المنافقون فقط!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ