الجمعة، 20 يناير 2012

٢٥ يناير ثورة شعب فاحترموه بقلم ممدوح إسماعيل ٢٠/ ١/ ٢٠١٢


لم يكن ٢٥ يناير ٢٠١١ يوماً عادياً فى تاريخ مصر، بل كان بزوغ فجر وكان شرارة اشتعال لثورة شعب ظل ثلاثين عاما مقهوراً بسلطة ظالمة مستبدة طاغية قهرت الشعب على استمراء الذل، وتلاعبت ببعض المثقفين، فجعلتهم خيلاً يجرون عربة الاستبداد، وقهرت بعض المثقفين على النفاق، فصنعت منهم سحرة فرعون، وقهرت غالبية صفوة المثقفين والمجتمع بسوط الظلم، لكن ظلت المقاومة لنظام الطاغية «مبارك» موجودة ترتفع وتنخفض، لكنها لا تنتهى، وتحمل الكثير من الإسلاميين ظلم القهر والاعتقالات بصبر واحتساب من أجل دينهم ووطنهم الحبيب مصر، وكان معهم من الوطنيين الأحرار ثلة شريفة لم تساوم من أجل حرية وكرامة شعب مصر.
وجاء ٢٥ يناير على تراكم كم كبير من المقاومة صنع فى ذهن كثير من الشباب حتمية المقاومة، فأشعلوا شرارة الثورة، وخرج الشعب المصرى بكل أطيافه يهتف ضد الظلم والفساد والاستبداد، وجلسنا جميعاً فى ميدان التحرير ١٨ يوماً يداً واحدة باختلاف الأطياف السياسية، من أجل أن تتحرر مصر من الطاغية وفساده.
ورحل الطاغية، وفرح الشعب، لكن الطاغية ترك مصر خراباً من فساده وظلمه، فاضطرب كثير من الأمور لذلك وبسبب فشل فى الإدارة فى بعض المواقف من المجلس العسكرى الحاكم وبسبب رغبة بعض المثقفين فى أن يكونوا هم الحاكم الجديد لشعب مصر، وهنا تكمن مصيبة جديدة ظلت تلوح فى الأفق إلى أن كبرت وهى طغيان بعض النخبة، التى تظن أنها تفهم أفضل من الشعب وظهرت أولى بوادرها مع استفتاء ١٩ مارس، فخرج من هؤلاء من يقول إن صوتى بألف صوت ممن قالوا
«نعم»، وانتفخت أوداج هؤلاء عندما وجدوا فضائيات تفتح لهم أبوابها على مصاريعها، وصحفاً لا تجد كتاباً غيرهم، وجاءت انتخابات البرلمان، ليخرج الشعب المصرى فى ثورة ديمقراطية حضارية جديدة أبهرت العالم، وأدلى بصوته لأول مرة بحرية دون تزييف ولا خوف ولا قهر ولا غول أمن الدولة، وظهرت نتائج الانتخابات، لتعلن أن الشعب المصرى اتجهت إرادة غالبيته للإسلاميين وهنا هاجت غربان العداء لكل ما هو إسلامى، وأظهرت كفرها بالديمقراطية حتى قال أحدها إن نتائج الانتخابات لا تعبر عن الشعب المصرى!! وكأن الشعب الذى ذهب للانتخابات شعب موزمبيق، وهى طرفة فاجعة لتفكير أولئك الذين يعتقدون أنهم يحتكرون إرادة الشعب المصرى.
ومع اقتراب يوم ٢٥ يناير ٢٠١٢ والشعب يستعد للاحتفال بثورته ظهرت أقاويل لشراذم تريد تحويل العيد إلى خراب، والبعض يقول لابد من استمرار الثورة.
وهنا كلمة: نعم، لابد أن تستمر الثورة ضد بقايا الظلم والفساد والاستبداد، لكن هل استمرار الثورة يعنى استمرار الفوضى ونحن الذين كنا فى ميدان التحرير ١٨ يوماً محاصرين والطائرات من فوقنا، لم تتحرك أيدينا بطوبة واحدة ضد أى منشأة، لأننا كنا نعشق مصر، أما الآن فقد تحول حب مصر إلى حب مصالح لكل طائفة، ولا يهتمون بمصر إلا فى الهتافات والأناشيد، وقد تطرف البعض كفراً بإرادة الشعب المصرى، فأخرج صوته النشاز ليقول بمحاصرة البرلمان!! أى عبث وفوضوية؟! أى عقول تتكلم؟!
فالبرلمان جاء من الشعب وأعضاؤه من ثورة الشعب، ومن يريد أن يحاصره يريد أن يحاصر إرادة الشعب المصرى، والشعب المصرى لن يرحمه.
ويبقى أن على هؤلاء جميعاً أن يفيقوا وينتبهوا من غفلتهم، وأن يفرغوا ما فى جوفهم من قيح الكراهية، فمصر ٢٠١٢ لم تعد مصر مبارك، إنما مصر التى يملكها الشعب المصرى القادر بإذن الله على أن يرجمكم، فلا تقوم لكم قائمة، فاحترموا إرادته، وإلا رجمكم، واحتفلوا بثورته وإلا فضحكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ