الاثنين، 16 يناير 2012

دعوة لعرض «الحسين ثائراً» بقلم خالد منتصر ١٦/ ١/ ٢٠١٢


أتمنى أن يكون يوم ١١ فبراير هو يوم عرض مسرحية «الحسين ثائراً»، هذا هو أبلغ رد على قتلة الإبداع وأعداء الفن والحياة، أؤيد المخرج خالد يوسف فى دعوته لإخراج «أولاد حارتنا» كفيلم سينمائى رداً على هذه الهجمة الشرسة، ولكنى أعرف المجهود الذى يحتاجه الفيلم السينمائى من سيناريو وتحضير وتصوير وإخراج وديكور... إلخ، لذلك أقترح مسرحية الكاتب الكبير عبدالرحمن الشرقاوى لعدة أسباب، أولها أنها جاهزة بنصها المطبوع وأيضاً بتصور كرم مطاوع المسرحى لها عندما تصدى لإخراجها ولم تر النور لظروف رقابية، وجاهزة بنجاح الفنان عبدالله غيث الساحق الذى شاهده البعض حين تحايل كرم مطاوع وخدع الرقابة بعرضها كبروفات جنرال، كل من شاهد «غيث» قال إنه دور عمره الذى أبدع فيه ووصل عنان السماء وقمة الأداء المسرحى، ولذلك سيغرى هذا النجاح نجوماً كباراً وأرشح منهم نور الشريف ومحمود ياسين لأداء هذا الدور الخالد العبقرى.
هناك أسباب أخرى تغرى بتقديم مسرحيتى الحسين ثائراً وشهيداً، منها حماس د. أحمد عبدالرحمن الشرقاوى وهو رجل فنان قبل أن يكون طبيب أطفال، وهو مستعد بلا شروط لتقديم عمل والده دون مضايقات من التى يمارسها ورثة كبار الكتاب، وهناك أيضاً سبب أكثر أهمية وخطورة، وهو اختبار فكر الأزهر الجديد المستنير الذى ظهر فى وثيقته التاريخية وقياس مدى سيطرة التيار الوهابى داخل هذه المؤسسة العريقة، وهل سيسمح ويتسامح ويفتح صفحة جديدة مع الإبداع أم سيقف هو الآخر فى خندق أعداء الفن ويرفض العرض؟
مكان عرض مسرحية الحسين ليس مشكلة، فإذا لم تقبلها مسارح الدولة من الممكن عرضها فى مسرح خاص أو فى قاعة جامعة أو فى سرادق أو فى الشارع، المهم أن يشعر الناس بأهمية الفن، وليس أهم من المسرح أبوالفنون كمترجم وباعث ومحفز لهذا الشعور، فالمسرح مختلف عن السينما فى تلاحمه مع الناس وجهاً لوجه، العرض من لحم ودم وبكل أبعاده وعلى خشبة حية تطقطق تحت أقدام الممثلين وتنطق وتتنفس، وليس على شاشة باردة تتحرك عليها أشباح، سخونة المسرح نحن نحتاجها الآن، تفاعل الفنان مع الجمهور نحن فى أمس الحاجة إليه فى ظل معركة الإبداع التى نخوضها كمجتمع عاد إلى المربع رقم واحد وكأنه لم يمر بمرحلة تنوير منذ أكثر من قرن، وظن أنه قد حسم قضية الحرية والليبرالية والفن والإبداع، نحن نحتاج إلى مسرحية مثل مسرحية الحسين تتوافر فيها كل شروط التمرد والحرفية والبلاغة والرقى، يكفى أن بطلها مزروع فى وجدان كل مصرى، سواء غلبان أم مليونير كنموذج لا خلاف عليه يحمل كل سمات البطل المسرحى الكلاسيكية.
أتمنى أن تكون فى يدى تذكرة أو دعوة مسرحية «الحسين» الشهر المقبل، أتمنى أن أستمع إلى كلمات «الشرقاوى» وهى تتردد فى جنبات المسرح على لسان «الحسين» وهو يقول:
أتعرف ما معنى الكلمة
مفتاح الجنة فى كلمة
دخول النار على كلمة
وقضاء الله هو كلمة
الكلمة لو تعرف حرمة زاد مزخور
الكلمة نور..
وبعض الكلمات قبور
وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشرى
الكلمة فرقان بين نبى وبغى
بالكلمة تنكشف الغمة
الكلمة نور
ودليل تتبعه الأمة.
عيسى ما كان سوى كلمة
أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين
فساروا يهدون العالم..
الكلمة زلزلت الظالم
الكلمة حصن الحرية
إن الكلمة مسؤولية، إن الرجل هو كلمة، شرف الله هو الكلمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ