الأربعاء، 18 يناير 2012

مبارك يعود إلى الكرسى! بقلم محمد أمين ١٨/ ١/ ٢٠١٢



لا سحر ولا شعوذة.. مبارك يقوم من السرير.. ثم يقعد على الكرسى.. والسيناريو القادم يأتى على قدميه.. ينتظر الحكم بالبراءة، مع آخر جلسات المرافعة.. هناك مفاجأة أعلن عنها «الديب».. يقول إنه سيفجر مفاجأة، تنسف القضية رأسا على عقب.. اختار توقيتها آخر المرافعة.. ويغضب من مرافعة النيابة، ويحذرها من أمرين.. خروجها عن الأصول فى المرافعة، وحديثها عن «سوزان»!
وطبقاً لسيناريوهات مصرية معروفة ومحفوظة، فقد يقوم مبارك من السرير، ويأتى على كرسى متحرك.. ثم تدب فيه الحياة مرة أخرى.. وهو يسمع حديث الإنجازات والأوسمة والنياشين، والتاريخ العسكرى المشرف.. وساعتها سيأتى على قدميه.. ثم يبكى من اتهامات المصريين له.. ويوجه خطبة إلى الشعب، فى العيد الأول للثورة.. ثم يعود محمولاً على الأعناق، إلى كرسى الرئاسة!
هل يفجر الديب مفاجأة، فى آخر المرافعة؟.. هل ينتظر الديب مفاجأة من المحكمة؟.. هل نفاجأ بالإفراج عن الرئيس المخلوع، طبقاً لقانون الحبس الاحتياطى؟.. ما هو تقرير الحالة الطبية لمبارك؟.. هل يؤدى دوراً طبقاً لنصيحة معينة؟.. هل مبارك يستطيع أن يقف، ولكنه قرر أن ينام على السرير، بإرادته فى وقت معين؟.. ثم قرر أن يجلس على كرسى، فى وقت آخر؟!
الهيئة بدأت تتغير.. ونغمة الدفاع بدأت تتغير.. لاحظوا توجيه النيابة.. لاحظوا تحذيرها.. إنه الرئيس مبارك.. إنه صاحب النياشين والأوسمة.. كرمه عبدالناصر وكرمه السادات.. وهو أيضاً ابن المؤسسة العسكرية المحترمة.. فاكرين كلام يحيى الرفاعى شيخ القضاة فيه.. دغدغة المشاعر.. هل نسيتم الضربة الجوية؟.. بعد الفاصل سيبكى أهل الشهداء على مبارك، ويلعنون أبناءهم!
يتساءل «الديب»: لماذا تخرج النيابة عن الأصول، حين تذكر سوزان مبارك؟.. يذكّر النيابة بالأصول.. ينسى دماء الشهداء.. يقول إن مبارك غاضب، وإن علاء وجمال غاضبان.. فاهمين الرئيس غاضب.. ومن يحل عليه غضب الرئيس فقد هوى(!).. كأنه يقول إن الرئيس راجع.. سيحصل على البراءة.. وبعد البراءة من حق الرئيس أن يطلب العودة، كموظف رئاسى برىء! لا سحر ولا شعوذة.. فى جعبة الديب شىء كثير.. وفى قلوب المصريين شىء من الخوف.. من محاكمة الرئيس، ومن ٢٥ يناير.. الخوف يملأ القلوب من مفاجآت الدفاع، ومن الأوراق التى فى حوزة المحكمة.. المحكمة تحكم بالأوراق ولا تحكم بعلمها.. إنه الخوف.. هناك أدلة قد تقدمها جهات عليا، على براءة مبارك.. ابن المؤسسة العسكرية.. هل تفرط الأم فى ولدها؟!
محظور على النيابة أن تذكر اسم السيدة الأولى.. بدعوى أنها ليست مطروحة فى القضية.. والسيدة الأولى هى التى جعلت مصر دولة أخيرة.. لكن مش مهم.. لا يصح أن تذكرها النيابة.. لأنها تخالف الأصول.. فيبدو أن النيابة لابد أن تكون متسامحة مع الرئيس.. ولابد أن تعرف أن الرئيس الماثل أمام عدالة المحكمة، ممكن أن يحصل على براءة، وأن يعود إلى قصر الرئاسة مرة أخرى!
هل يمكن أن يحصل مبارك على براءة؟.. هل يمكن أن يعود إلى قصر الرئاسة بحكم محكمة؟.. هل يمكن أن يحصل على تعويض؟.. هل يودع مبارك سريره، ويقف على قدميه؟.. هل اقتربت الساعة، ليسدل الستار على محاكمة مبارك؟.. فمن هو كبش الفداء، فى هذه الحالة؟.. لا أدرى!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ