الاثنين، 16 يناير 2012

رسالة إلى ميدان التحرير! بقلم محمد أمين ١٦/ ١/ ٢٠١٢


لا هى انهزامية ولا هو يأس.. بالعكس.. لا أرى انسحاب الدكتور البرادعى من الترشح للرئاسة حالة انهزامية أو حالة يأس.. لكنه نوع جديد من الهجوم، والتأكيد على فكرة الثورة مستمرة.. البرادعى نفسه كان فكرة لا تموت ولا تنتهى.. كما قال أخى وصديقى عبدالرحمن يوسف.. وهى فى تقديرى رسالة إلى ميدان التحرير.. إذا تحدثنا عن توقيت الانسحاب.. «جون» فى الوقت القاتل!
البرادعى الآن يراهن على الميدان.. إن هو أراد أن يواصل المشوار، وهو لا يخلى مسؤوليته، ولا يقول من حقى أن أستريح وألاعب أحفادى.. إنما يؤكد أنه سوف يلعب بطريقة أخرى.. سوف يغير خطة اللعب.. سوف يتحرك من حارس مرمى إلى رأس حربة.. لن ينتظر الكرات المرتدة من المجلس العسكرى.. ولذلك كان بيانه أشبه بالاستقالات المسببة.. وانسحابه كان مسبباً!
البرادعى ألقى حجراً جديداً فى مياه الثورة.. قبل أن تأسن البحيرة.. وقبل أن يصيبها الركود.. أراد أن تحتفظ بحالة الزخم.. وكان التوقيت مذهلاً.. قبل ٢٥ يناير.. ولا تفكروا كثيراً فى القرار.. ولا تتصوروا أن البرادعى انتهى من حصار العسكرى، ومن استبعاد الإخوان، أو من تدخلات الأمريكان.. كل يوم يكشف لنا عن جديد فى جعبته.. فهو يلعب ويملك قدرة هائلة على المناورة!
السؤال: هل البرادعى ممكن أن يعود فى قرار الانسحاب؟.. الإجابة: وارد جداً.. السؤال: متى؟ الإجابة: ليس قبل ٢٥ يناير بالطبع.. فالانسحاب يصب فى رصيد ٢٥ يناير.. طيب هل يريد الانتقام من العسكر الذين استبعدوه من رئاسة الوزراء؟.. الإجابة: ربما.. هم أرادوا أن يكون خارج المشهد.. وهو أراد أن يكونوا خارج المشهد.. العسكر معهم الإخوان، والبرادعى معه الشباب!
من ينتصر أخيراً: البرادعى محرك الثورة.. أم العسكر الذين يحكمون الثورة؟.. البيان الذى أصدره البرادعى «إلى أهل مصر» فى حد ذاته خصم من رصيد العسكرى.. وهو قنبلة فى وجه العسكر، كما وصفته «المصرى اليوم».. اتهامات بالجملة دون أن يذكر المجلس العسكرى.. رسالة مفخخة إلى الميدان.. تحريك لكل الطاقات فى مواجهة جديدة، تُعرف بـ«الثورة الثانية»!
لا البرادعى سوف يعود عن قراره قبل ٢٥ يناير.. ولا العسكرى سيسلم السلطة فى التاريخ نفسه.. خارطة الطريق مستمرة، والثورة مستمرة.. إذن هو الصدام بلا شك.. وهو ما يزيد من جديد الشعور بالخوف من احتمالات مأساوية.. لم تمنع منها توافقات وطنية، ولم تمنع منها وثيقة الأزهر.. هذا الخوف هو الذى يشغل ربات البيوت، ممن لم يعملن بالسياسة من قبل ولم يتحدثن فيها!
الفكرة لا تموت.. هكذا يرى الثوار.. ولا أدرى ما كان يضر المجلس العسكرى لو تولى البرادعى رئاسة الوزراء؟.. لكنه أبى.. وكانت رسالة ضمنية من العسكر.. الذى يمنع البرادعى من رئاسة الوزراء يمنعه من رئاسة الجمهورية.. وهى رسالة وصلت واضحة.. استوعبها البرادعى.. وانتظر التوقيت المناسب.. قبل ٢٥ يناير.. يريد أن يكون ثورة لا عيداً!
الرسائل المتبادلة مفهومة.. العسكر لا يريدون البرادعى.. والبرادعى لا يريد العسكر، ولا يحضر اجتماعاتهم.. ولا يطمئن إلى بقائهم.. هم لا يطمئنون وهو لا يطمئن.. الحل: لا برادعى ولا عسكر.. كلاهما سيبقى خارج المشهد.. البرادعى مستعد.. لأنه لا يطلب الرئاسة، ولكن يطلب تغيير الوطن.. وإن كانت الجماهير لم تنزل إلى الشارع.. كما فعلت مع عبدالناصر بعد قرار التنحى!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ