السبت، 28 يناير 2012

عام على ثورتنا المجيدة «١» بقلم عمرو الليثى ٢٨/ ١/ ٢٠١٢


أستعرض شريط الأحداث منذ يوم ٢٤ يناير ٢٠١١، وحتى سقوط نظام مبارك فى ١١ فبراير ٢٠١١، وكانت تلك الأيام من أكثر الأيام تأثيراً ليس فى حياتى وحياة أسرتى فقط، لكن فى حياة جميع المصريين.. إن الـ١٨ يوماً التى مرت على عمر مصر أيام لا تنسى.. ففى تلك الأيام سطر الشهداء بدمائهم تاريخ مصر وحاضرها ومستقبلها المشرف، وفى تلك الأيام ضحى المصابون بعيونهم وأجسادهم فى سبيل إسقاط نظام فاسد قبع على صدورنا ثلاثين عاماً.. وعندما أتذكر وأحيى ذكرى الثورة لا أجد سوى المقالات التى قمت بنشرها فى «المصرى اليوم» فى تلك الفترة المهمة فى تاريخ مصر.. وعندما أسترجع ما كتبت بدءاً من يوم ٢٤ يناير حتى سقوط «مبارك» أشعر بأن ثورتنا نجحت على الأقل فى إسقاط «مبارك» ونظامه، لكنها لم تحقق أهدافها التى قامت من أجلها، وعلى رأسها العدالة الاجتماعية.. واسمحوا لى بأن أتذكر معكم بعض التعليقات التى نشرتها فى الأيام الثمانية عشر، وقبل سقوط «مبارك» ونظامه.
الإثنين ٢٤ يناير ٢٠١١ (الحكومة لازم ترحل)
وقد كتبت فى هذا المقال الذى صدر قبل الثورة بيوم الآتى: «رئيس الوزراء الدكتور (نظيف) يتحدث عن ارتفاع معدلات النمو، وأمنياته بأن تصل إلى ٨٪، والناس تشعر بأن كلام رئيس الوزراء للاستهلاك الإعلامى.. فكلما تحدث مسؤول فى الدولة عن ارتفاع النمو (الناس نموها بيقف).. وكلما تحدث وزير فى حكومة مصر المحروسة عن انخفاض أسعار السلع الرئيسية.. (الأسعار بتولع)!!.. وإذا ما أعلن وزير الإسكان، أحمد المغربى، عن اجتماعات طارئة مع القيادات لسرعة الانتهاء من مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى يستيقظ الناس فيجدون (لا عندهم مجارى وعايشين على الطرنشات، ولا لاقين مياه نظيفة وبيشتروا الميه.. الجركن بـ٢ جنيه).
هذه الحكومة حكومة كاذبة.. على مدار سنوات عمرها لم تشعر بالمواطن الغلبان إلا فى تصريحات مسؤوليها الإعلامية، أما على أرض الواقع فقراراتها متخبطة، ولا تشعر بمحدودى الدخل.. وعندما يتفتق ذهن رئيس الحكومة ليؤكد أن الشعب فى رفاهية يخرج ليقول: إن الحياة مزدهرة والدليل (قالوله) قالوله إن الشعب سعيد، وحيثياته ارتفاع مبيعات المشروبات الغازية (بالذمة ده كلام؟).. قالوله إن الشعب هيقطع هدومه من الانبساط، والدليل (الإقبال على شراء أجهزة التليفزيون).. بالله عليكم.. هل هذا كلام مقبول أو حتى معقول؟!
حكومة أصبح الإنسان فيها يتسول من أجل لقمة العيش.. حكومة أصبح المواطن فيها يبحث فى أكياس الزبالة ليجد بقايا طعام لأسرته الجائعة.. حكومة فى ظلها أصبح الداخل إلى مستشفيات الحكومة مفقوداً والخارج مولوداً.. حكومة فى ظلها ازداد الغنى ثراء والفقير فقراً!! حكومة أحد وزرائها يتباهى بأن دخل المواطن فى الشهر ١٠٠ دولار!!.. حكومة يشرب جزء من شعبها (مية مجارى).. ويأكلون محصولات زراعية رويت بمياه الصرف وأسماكاً تعيش فى مياه ملوثة!!.. حكومة باعت ممتلكات الشعب بالبخس تحت مسمى الخصخصة.. وبعد كل ذلك نجلس (لنمصمص شفايفنا)، ونقول الحكومة (عملت وسوت).. حكومة تحول فيها الحاصل على بكالوريوس تجارة وهندسة وطب إلى زبال أو سمكرى أو نقاش مع احترامى لهذه المهن.
حكومة حولت مفهوم الشفافية إلى كابوس فى ظل وجود وزراء رجال أعمال نصف أقدامهم فى الوزارة والنصف الآخر فى أعمالهم الخاصة (وهى اللى باقيلهم بعد خروجهم من الوزارة).. الاقتصاديون يحذرون حكومة (نظيف) من تكرار أحداث تونس، ويطالبون بوضع خطط لتحسين الأجور، والقضاء على ارتفاع الأسعار.. بالمناسبة.. تونس فى عهد (بن على) حققت إنجازات كانت الحكومة هناك تتباهى بها، لكنها كانت إنجازات لفئة محددة، والغالبية كانت تعانى من الظلم والفساد وغياب العدالة.. لذا فإن الفساد والظلم (يمحوان أى إنجازات للحكومة)!
إنى أطالب الرئيس مبارك بأن يقيل حكومة نظيف (عاوز أقوله يا ريس الناس تعبت من هذه الحكومة.. يا ريس الناس عايزه حكومة شعبية.. حكومة تحس بيها.. وتعمل على مصالحها.. يا ريس الناس مش عايزه حكومة إلكترونية، لكن عايزين حكومة إنسانية تشعر بهم وبآلامهم وتحل مشاكلهم.. تكون ليهم مش عليهم»!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ