الثلاثاء، 17 يناير 2012

أهل الطاعة.. أهل المعصية بقلم نيوتن ١٧/ ١/ ٢٠١٢


تلهمنى رسائل عديد من القراء، خصوصا تلك التى تتجاوز عبارات الإطراء المَشكورة والمُقدرة، إلى طرح قضايا موضوعية. بالأمس تلقيت رسالة من الأستاذ الدكتور يحيى نور الدين طراف.. أنقل منها الفقرة التالية:
(تحت عنوان «بديع لنواب الجماعة: راعوا فقه الأولويات»، جاء بعمود بالصفحة الرابعة بأهرام ١٦/١ أن المرشد العام للإخوان المسلمين أعلن أن «نجاح الإخوان وفوز مرشحى حزبها والتحالف الديمقراطى فى الانتخابات يؤكد يقيناً وعد الله الذى ساقه فى قرآنه مما لا يدع مجالاً للشك أن وعده آت بحياة طيبة كريمة لأهل طاعته، وفى الآخرة المثوبة وخير الجزاء».. فهل ستكون الحياة السياسية داخل برلماننا المقبل حواراً وسجالاً بين أهل طاعة الله الذين وعدهم الحسنى فى قرآنه وبين الآخرين من أهل معصيته. وما هو حكم معارضى الإخوان إذن، وكم سيمضى من الوقت قبل أن تُحل دماؤهم؟). تلك هى الفقرة المنقولة من خطاب القارئ الكريم.
السؤال الذى يطرحه الدكتور طراف مهم جداً. لكنى أبدأ من حيث سؤال آخر تتلوه أسئلة: ما هى طبيعة العلاقة بين المرشد محمد بديع والنواب الإخوان؟ أفهم أن هؤلاء السادة النواب المحترمين قد انتخبوا لأنهم أعضاء فى حزب سياسى اسمه (الحرية والعدالة). أعرف بالطبع أنه حزب يوصف بـ(الجناح السياسى لجماعة الإخوان). فى دعاية الحزب أثناء الانتخابات كنت أقرأ لافتات فى الشوارع تقول (الحرية والعدالة حزب أسسه الإخوان المسلمون لكل المصريين). تعنى العبارة دون قصد أن (جماعة الإخوان ليست لكل المصريين). تعنى كذلك أن الحزب يتبع الجماعة.
يجب أن نشكر للإخوان وضوحهم. لم يخف أى منهم أن الحزب ملحق بالجماعة أو أداة من أدواتها. فى السياسة والقانون هذا منطق غير مقبول. لا يُفترض فى الحزب أن يكون تابعا وإنما هو حزب مستقل. وإلا فإن اتحاد الصناعات يمكن أن يؤسس حزبا يمثله.. أو أن الشرطة تؤسس حزباً تسميه (الجناح السياسى للداخلية). أو يفعل ذلك النادى الأهلى ويكون له كيان سياسى معبر عنه. هنا خلط غير مفهوم لم تفصل فيه الجماعة بعد، وسوف تسقط فيه إن عاجلا أم آجلا.
أشفق على نواب جماعة الإخوان من الازدواجية التى سوف يعانون منها. فهل هم يتبعون رئيس الحزب الدكتور محمد مرسى، أم مرشد الجماعة الدكتور محمد بديع؟
هل يجوز تبديل المقاعد بين هذا وذاك؟ إذا ما تبدلت المقاعد لمن يكون التأثير الأكبر.. أهو للمرشد الذى كان رئيس حزب، أم هو لرئيس الحزب الذى سيكون مرشدا؟ الأهم من ذلك ما هى صفة التلقين التى يخضع بها ممثلو الشعب للدكتور محمد بديع. للمرشد مقامه ومكانته بين الإخوان، لكنه عملياً لم يطرح نفسه على الناخبين ولم يعلن برنامجاً. النواب طرحوا أنفسهم فلما حصلوا على ثقة الناخب ذهبوا لينالوا بركة المرشد. هنا مفارقة تستوجب توضيحات من الجماعة والحزب والنواب.
أعود إلى السؤال الذى طرحه الدكتور طراف: ما معنى ما قاله المرشد الدكتور محمد بديع؟ أهى الحماسة أخذته؟ كيف ينظر فعلا إلى هذا الانتصار السياسى الإخوانى.. هل هو نتاج عمل سياسى، أم لأنه وعد من الله؟ إذا كان الله قد وعد الإخوان فلماذا لم يعد بقية عباده، سبحانه وتعالى، هل يميز الإخوان أنفسهم عن غيرهم من المواطنين المصريين؟ بقية مرشحى الإخوان الذين لم يفوزوا هل هم أقل طاعة من زملائهم، هل حقق الإخوان الحاليون نصرهم السياسى تحت قيادة المرشد بديع لأنه أكثر طاعة، ولم يحققوا نصرا بنفس القدر فى عهد المرشد محمد مهدى عاكف لأنه - افتراضا - كان أقل طاعة؟ لا ينبغى أن نخجل حين نطرح أسئلة جادة.
هذا اللبس المعقد لا ينسحب على بقية أعضاء مجلس الشعب من غير الإخوان فحسب إنما ينسحب على الإخوان أولاً. كلام من هذا النوع يدفن فى مكنون (الأيديولوجيا) ما يمكن تصنيفه على أنه عنصرية وإيمان بالتفوق العقيدى على الآخرين. إذن.. كيف سيكون التفاعل فى مجلس الشعب. أهو حجة مقابل حجة، وصوت مقابل صوت.. أم أنه سيكون، كما قال القارئ الكريم، بين أهل طاعة وأهل معصية؟ لنفترض أن حزباً تحالف مع الإخوان فى البرلمان هل هذا يدخله فى رحاب تلك الطاعة أم سيحل ثانيا فى الترتيب لأنه فى (معية الطاعة)؟ إذا جاءت لحظة وتم فض التحالف أيكون هذا خروجاً لذلك الحزب من طاعة الله؟
نحتاج وقتاً لكى نتعامل مع المرحلة الجديدة بأسلوب مختلف عما كانت عليه الأمور فى المجتمع. الأغلبية هنا عليها مسؤولية مضاعفة، لأنها أغلبية من ناحية، ولأنها تمثل جماعة الإخوان التى يجب أن تعدل خطابها السياسى وتطور نفسها مع آليات العصر وثقافته من ناحية ثانية. لا يجب أن تنتظر الجماعة العريقة، والحزب التابع لها، أن يتقبل المجتمع منها هذا الذى نقلته «الأهرام» عن مرشدها. هى التى عليها أن تنتقل إلى عالم جديد.
 الموقف كما هو جديد و ملتبس على الجماعه فهو أيضا بالتأكيد جديد و صادم على باقى طوائف المجتمع , نحن كقوى مجتمع مدنى قد ملئنا النظام السابق رعبا من التيارات الدينية عموما و الأخوان الطامعين و الطامحين للحكم خصوصا و أن هذا البديل سيجر مصر الى القرون الوسطى , جاهدت و عانيت حتى اتمكن من تغيير زجاج نظارتى لكى اجبر نفسى على قبول فكرة امكانية التعايش مع هذا القادم و الذى لا فكاك منه , اتعامل معه يوميا كما اتعامل مع ابنى المراهق , اعذر , اتقبل , اتسامح , اتعامى , و فى كل الأوقات ادعو فى سريرتى أن يسترها معنا الله و ينجينا من العواقب .... اتفق معك تماما فيما ذهبت اليه يا نيوتن من خطورة نظرية الحزب و الجماعه ثم الجماعه و الحزب ... تذكرنى تلك الأحداث مع الفارق ببدايات صعود الحزب النازى فى المانيا توحدا مع فكرة العنصر الجرمانى السامى الذى يجب أن يسود و يتسيد و اكتساحها للأنتخابات ثم فى قفزات متناغمه تم لها اجتثاث الديموقراطية من جذورها فى و ساد الفكر النازى حتى قضى على الفكرة و على المانيا نفسها ..... لقد ارعبنى قول الدكتور بديع "أن منصب المرشد اعلا و أسمى من منصب رئيس الجمهورية " اكثر مما ارعبنى ذوبان الحزب فى الجماعه , فهو يماثل تماما وضع خامئنى المرشد العام فى ايران و الذى ليس برئيس ولا وزير أول و لكنه الحاكم الأمر الناهى الأعلى فى ايران ..... عزيزى نيوتن اذا كانت الصفوة المثقفة قد أبلت حسنا حتى خلعت مبارك و نظامه , فأمامها الجهاد الأعظم و الأصعب حتى ترشد و تصحح مسار الجماعه ان أمكن أو تنير الطريق لباقى فئات الشعب ليروا الطريق الوعر الذى تأخذنا اليه و لا ننخرس و ننزوى كما فعل الشعب الألمانى فى مواجهة الهجمه النازية .... توقع يا صديقى حملات تشوية و اقصاء و ارهاب فكرى على اعلا مستوى لكل المثقفين و اللبراليين و من يسير على نهج يخالف نهجهم و عندها سنترحم على صفوت الشريف و جهازه الأعلامى و الا قل لى بالله عليك كيف يدخل ساويرس القفص فى عهد الثورة و كيف تعامل النظام السابق مع رسوم عمرو سليم ابان انتخابات 2010 ........ الأتهامات جاهزه , و الكتائب الألكترونيه رهن الأشاره , و التلويث سيطول الكافه و كما يقال فى الكوره اللى خايف يروح .... و لله الأمر من قبل و من بعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ