الثلاثاء، 31 يناير 2012

خير أمة وأطيب قلب بقلم خالد منتصر ٣١/ ١/ ٢٠١٢


عندنا دائماً بديهيات وثوابت تصبح كذلك من كثرة الترديد والإلحاح وليست لأنها حقائق دامغة، من هذه البديهيات المزيفة أننا أطيب شعوب العالم وأكثرهم عملاً للخير، بالطبع هذا ينطبق على مصر والدول العربية، التى تتغنى على الدوام بالقلب الطيب وبخير أمة وبالتكاتف والتعاون والتضحية بلا مقابل ومساعدة الغلابة والفقراء... إلخ، وهذا للأسف تكذبه كل الأرقام والإحصائيات الرسمية، التى تؤكد أننا فى ذيل الأمم فى عمل الخير، فمن تراه من رجال الأعمال يساعد مرضى أفريقيا وغلابة الهند وبؤساء السند والعشوائيات المجهولة، ويحارب الملاريا والإيدز، ويقوم بتمريض المساكين دون كلل ولا ملل ولا زهق، هم رجال الأعمال الأمريكان والأوروبيون، الذين نتهمهم بالتبشير وليسوا الخليجيين أو المصريين أو الشوام... إلخ!!،
 وقد نبهنى مقال بجريدة «المدى» العراقية، إلى وجود مقياس مهم لعمل الخير والمساهمة فيه، وهو مقياس نجاح المنظمات غير الحكومية، وهى المنظمات التى تقدم الإغاثة والمساعدات الإنسانية، وهذا هو قمة الخير والعطاء، ولكن ماذا كتب فى قائمة أفضل مائة منظمة غير حكومية فى العالم مما منحنى هذا الانطباع عن أمتنا العربية المجيدة؟
كتبت فى جوجل «the top ١٠٠ best ngos»، مستفسراً عن هذا الترتيب الذى نشرته جريدة جلوبال العالمية الشهيرة، كانت المفاجأة أن هناك منظمة مصرية رقم ٩٢ هى الـ A.P.E وقبلها فى المركز الـ٩١ منظمة بحرينية هى الـMIDEAST youth، ثم تأتى منظمة أردنية فى المركز الـ٩٦، ومن يرد الاطلاع والتأكد فليدخل على موقع: http://theglobaljournal.net/photo/full_view٥٧٥//
جرب أن تقرأ أفضل المنظمات غير الحكومية فى هذا الترتيب، سيصيبك الذهول لأن منظمة من بنجلاديش رقم ٤، ومن كينيا «يوشاهيدى» رقم ١٠، ورقم ١٥ وهى لفقراء وحفاة من الهند، ورقم ٢٤ من تنزانيا ورقم ٤٠ من كولومبيا و٤١ من السنغال حتى كمبوديا تحتل رقم ٢٨!!
كنا نطمئن أنفسنا بأننا رغم أننا فى ذيل العالم، اقتصادياً وحضارياً، إلا أننا مازلنا نمتلك القلب الطيب وحب عمل الخير... إلخ، لكن للأسف اتضح أن هذا اطمئنان مزيف نتيجة مرض مزمن، هو أننا نصدق ما نريد ونتمنى أن نصدقه بغض النظر عن مدى حقيقته وصدقه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ