الاثنين، 16 يناير 2012

انسحاب «البرادعى» بقلم د. حسن نافعة ١٦/ ١/ ٢٠١٢


كيف نقرأ قرار الدكتور محمد البرادعى بالانسحاب من معركة الانتخابات الرئاسية؟ للإجابة عن هذا السؤال علينا أن نتوقف أولاً أمام الأسباب المعلنة فى البيان الذى أصدره حول هذا الموضوع قبل أن نحاول قراءة ما قد يكون مختفياً وراء السطور أو بينها.
بدأ الدكتور البرادعى بيانه بتوجيه انتقادات حادة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، حيث وصفه بأنه «ربان تولى قيادة السفينة دون اختيار من ركابها، ودون خبرة له بالقيادة، وأخذ يتخبط بها بين الأمواج دون بوصلة واضحة، ونحن نعرض عليه شتى أنواع المساعدة، وهو يأبى إلا أن يمضى فى الطريق القديم، وكأن ثورة لم تقم، وكأن نظاماً لم يسقط». وبعد أن عدد مظاهر فشل الربان الذى «أدخلنا فى متاهات وحوارات عقيمة فى حين انفرد هو بصنع القرارات بأسلوب ينم عن تخبط وعشوائية فى الرؤية، مما فاقم الانقسامات بين فئات المجتمع بدلاً من لم شمل الأمة فى عملية سياسية منظمة ومتفق عليها»، وصل إلى نتيجة مفادها «أن العشوائية وسوء إدارة العملية الانتقالية يدفعان البلاد بعيداً عن أهداف الثورة، مما يشعرنا جميعاً أن النظام السابق لم يسقط».
ورغم اعتراف الدكتور البرادعى بأن ما يحدث فى مصر ليس استثناء، لأن «دروس التاريخ تعلمنا أن الثورات العظيمة كلها تمر بمثل هذه الانخفاضات والارتفاعات ولكنها فى النهاية تصل إلى بر الأمان»، إلا أنه خلص إلى أنه «لا يجد لنفسه موقعاً داخل الإطار الرسمى يتيح له خدمة أهداف الثورة، بما فيها موقع رئيس الجمهورية الذى يجرى الإعداد لانتخابه قبل وجود دستور يضبط العلاقة بين السلطات ويحمى الحريات، أو فى ظل دستور تلفق مواده فى أسابيع قليلة»، ومن ثم قرر عدم الترشح لمنصب الرئاسة. واختتم «البرادعى» بيانه مؤكداً أن قراره هذا «ليس انصرافاً من الساحة، بل استمرار لخدمة هذا الوطن بفاعلية أكبر، من خارج مواقع السلطة ومتحررا من كل القيود».
قراءة ما بين سطور هذا البيان تقودنا إلى أن الدكتور البرادعى:
١- أيقن أن فرصه فى الفوز بالمقعد الرئاسى باتت ضئيلة تماماً إن لم تكن معدومة.
٢- يدرك أن قطاعات كثيرة من الشعب، خاصة بين صفوف الشباب، تمر بفترة إحباط شديد بسبب الطريقة التى أديرت بها المرحلة الانتقالية حتى الآن.
 ٣- يعترف بخسارته وعجزه عن قيادة قطار التغيير، ثم عن توجيه مساره نحو الهدف المنشود، لكنه يحاول إلقاء اللوم على المجلس العسكرى وحده، ويستثنى نفسه من أى نقد ذاتى.
 ٤- يريد أن يحجز لنفسه مقعداً فى حافلة الموجة الثانية للتغيير، وربما يقوم بتشكيل حزب جديد يجمع فيه شباب الثورة والقوى المحبطة.
لا شك أن قرار الدكتور البرادعى ينم عن ذكاء سياسى لشخصية تريد لعب دور البطولة دون أن تكون مستعدة لدفع أى من أثمانها الباهظة. ولأن الدكتور البرادعى يرى نفسه فوق الجميع ومختلفاً عن الجميع، فهو يتصرف دائماً وكأنه ينتظر من الجماهير أن تصعد هى إليه لتهتف باسمه قبل أن تحمله فوق أعناقها وتسير به لتجلسه على مقعد الرئاسة، لكن لم يخطر بباله قط أن المفروض أن ينزل هو إلى الجماهير وأن يطوف بنفسه بالقرى والنجوع ليقنعها بجدارته لقيادة الأمة، فنجاح أى شخص فى إدارة مؤسسة دولية كبيرة أو فى الحصول على جائزة نوبل ليس كافياً لإقناع الجماهير بهذه الجدارة، وعليه أن يثبت أنه أهل لها بالاحتكاك المباشر بالناس وليس بإرسال «تغريدات» عبر موقعه الإلكترونى.
لم يكن قرار الدكتور البرادعى بالانسحاب مفاجئا لكثيرين، ولا أذيع سراً إن قلت إننى حضرت نقاشاً مع مجموعة من أقرب المقربين له انتهى إلى نتيجة مفادها أن فرص البرادعى فى الفوز بالمقعد الرئاسى باتت ضئيلة جداً لسبب أساسى، وهو أنه لم يقم بما كان يتعين عليه القيام به، وبالتالى فمن الأكرم له أن ينسحب من السباق، بل وصل الأمر إلى حد أن البعض اقترح تشكيل وفد مصغر لمقابلته وإقناعه بالانسحاب!
رغم الانتقادات التى وجهتها لـ«البرادعى» فى مناسبات مختلفة، استخلصتها من واقع خبرتى واحتكاكى المباشر به، إلا أننى كنت وما زلت على قناعة تامة بأنه شخصية محترمة وأمينة وجادة، غير أن هذه الصفات وحدها لا تكفى لتصنع منه زعيماً أو قائداً سياسياً. وإذا كان يرغب فى لعب دور سياسى فى المستقبل فعليه أن يبدأ من الآن بتقييم تجربته السياسية السابقة، خاصة مع الجمعية الوطنية للتغيير، وأن يخضع سلوكه الشخصى والعام لعملية نقد ذاتى لاستخلاص الدروس المفيدة. وأظن أن عليه أن يدرك أن قيادته لحزب فى المستقبل يجب أن تتم بمنهج مختلف عن منهجه فى التعامل مع الجمعية الوطنية للتغيير، وإلا فالفشل الكبير ينتظره مرة أخرى.
قرار الانسحاب الآن من السباق الرئاسى قرار ذكى لكنه يعكس، كالعادة، اختيار الحلول السهلة بدلا من المواجهة والتحدى، وهو قرار لا يكفى وحده لتمهيد الطريق أمام دور سياسى ناجح فى المستقبل.
  !!!! أنا البرادعي يا رشدي !!!!
مسلسل قديم لمن يذكر ! مع إحترامي للجميع :- ١) فبل ظهور البرادعي كلاعب علي الساحة ! كان الشعب المصري بجميع فئاتة قد وصل إلي حالة من القرف و قرب الإنفجار من بجاحة الإستحمار و من أن يورث كالأبقار ويركب علي ظهورة الننوس وفريقة من اللصوص و الفجار ! وكاد الشعب أن يغرق وبدأ في تجميع كل ما يساعدة علي الطفو ومقاومة الغرق ! بداية من أعلام الفكر والإعلام من أمثال حمدي قنديل و د. عبد الحليم قنيل وغيرهم ثم حركة كفاية و٦ إبريل وخالد سعيد ! وكان الشعب يبحث عن كل قشة يتعلق بها وهو يغرق ! ٢) ظهر د. البرادعي كالقشة الرمز كمركز لتجميع كل أدوات الطفو والإنقاذ لما لة من مكانة دولية تحصنة من البطش والبغي والملاحقة وكونة محط الأضواء الدولية ! ٣) الفضل في نجاح نخبة الشباب في قيادة الشعب ونجاحة في خلع المخلوع يرجع إلي العشرات والمئات من العوامل وليس لأحد أن ينفرد بصدارة الريادة والبطولة إلا النخبة من الشباب والذي تصدر وقتل وأصيب وطورد وسجن وسحل وسالت دمائة ومن أصبح منهم فاقد البصر أو مشلولا أو معاقا ومن سيقضي منهم باقي العمر رقودا ! والفضل كل الفضل للة سبحانة أولا وأخيرا أن سدد خطي الشباب وألهمهم القوة والجلد والرشاد ! ٤) بكل بساطة لا يمتلك د. برادعي المواصفات التي تتيح لة النجاح في إنتخابات الرئاسة لأنة لا يمتلك الكاريزمة والحضور ولا الخطاب الذي يستميل بة التيار الرئيسي للناخبين ! ولانة عالماني ليبرالي مكشوف ! ٥) لم تظهر حتي الآن الشخصية التي يلتف حولها التيار الغالب من الناخبين ! ٦) لو جرت الإنتخابات حقيقية شريفة نظيفة بلا تدخل ولا لف ولا دوران فالفرصة لحمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح وحازم إسماعيل وهم الأقرب لنبض الشارع ! ولكن الأغلب أن هناك من يحقق نبوءة د. الفقي ! وتقول لهم السلطة !!!! إرحل يا حبيبي أهلي ما يرضوش !!!! .... .* 4 ـ أتت الرسالة على ذكر "المعروف" و"المشهود له" من "مناقب" الدكتور / البرادعى ، وهو استنفار لاستعادة حضوره فى ذاكرة الأحداث ، ولملمة للرصيد الذى تناثر عبر رحلة العام قبل الثورة ، والعام بعدها ، وتعويضا لما تآكل منه ، وهذا ـ ثالثا ـ بحسب "تصور" الدكتور البرادعى وفريقه ، فكما أن ضميره "لا يسمح" أن يرشح نفسه لرياسة الجمهورية فى مثل هذه الظروف التى ذكرها ، و"العوار" الذى اكتنفها ، فمن الممكن أنه وجد أن "رصيده" هو الآخر لم يعد يسمح ، ويحتاج إلى "إعادة شحن" ، وربما تغيير "البطارية" ذاتها * 4 ـ ورد فى الرسالة ، ذكر الطرف المسئول عن "السلبيات" والممارسات "البطالة" ، وكأنه "الطرف الثالث" أو "اللهو الخفى" ، وكأن الدكتور البرادعى وفريقه ، يغسلون أيديهم من الدماء والأشلاء ، ووقف الحال ، وارتباك الأحوال ، وضرورة "النهوض" لحماية "المآل" ، وهو ما سيتفرغ له الدكتور البرادعى ومن معه ، وبحرية ، وعلى راحتهم .. وياخدوا مصر على فين ؟ .. هذا هو السؤال الذى أرجو أن تكون إجابته حاضرة لديهم ** ثالثا : 1 ـ فإذا ما عدنا إلى تناول هذه الرسالة بما لها وما عليها ، بوضعها على رقعة السياق العام للمشهد المحلى والإقليمى والدولى ، يبرز "نتوء" حاد من النوع الذى يدمى ، ويمزق الثياب والأجناب ، وهو "التوقيت" الذى أطلقت فيه ، وما إذا كان ذلك توقيتا مقصودا ومرصودا ومضروبا ، لمن يريد أن يضرب ضربته ، ويشفى غلته ، ويسترد مكانته ، أم غير ذلك ؟! ولأن الدكتور / البرادعى ليس من هذا النوع الذى يتوجه إلى الأمة فى الداخل ، وكافة الأطراف فى الخارج ، بهذه الرسالة ، وما فيها مما تشى به ، وما تدعو إليه ، بكلام مرسل ، أو صياغة عفوية ، فـ "القصد" فى اختيار التوقيت ، هو الأقرب إلى الترجيح ، وهنا عليه أن "يراجع" نفسه ، وهذه المرة ، وهو يـُـنـَـحـِّى نفسه وشخصه فعلا ، ويرى "المصلحة العليا" لمصر ، ويحرص على أمنها وسلمها الاجتماعى ، والذى هو بؤرة أمنها القومى ، كسياسى ، أو حتى كرياضى ومدير فنى لفريق منافس فى المضمار السياسى "الوطنى" ، يحترم شرف المنافسة ، والأخلاق الرياضية ، ولا يعفيه من المسئولية الأدبية والأخلاقية ، أنه فقط يريد لـ "الحدق" أن يفهم * 2 ـ أخشى على الدكتور / البرادعى من "بطانة" التوظيف ، وأن يكون لمن حوله ـ أو خلفه ـ فيه مآرب أخرى ، وهو ما حاول ألا يقع فيه ، ولكن قد يؤتى الحذر من مكمنه .. مجرد هاجس * 3 ـ يبقى هذا "الموضوع" ضمن "هوامش" المشهد الحقيقى والأساسى ، فى صياغة التحول الديموقراطى ، واستكمال النقاط على منحنى التغيير .. حتى ولو "أول طبعة" ، تتبعها الطبعة "المنقحة" و"المزيدة" ، فهكذا تبنى صروح الديموقراطية ** رابعا : على الهامش : قبولنا بنتائج الانتخابات البرلمانية ، يجب ألا يكون بدافع "الاستحسان" أو الشعور بـ "الظفر" لغلبة مرشحى حزب ما ، أو بوادر تحالفات ما ، تحت قبة البرلمان ، بل يجب أن يكون قبولا "تلازميا" للممارسة الديموقراطية ، هذا والله أشهد أن كل ما اجتهدت به ، هو لله ثم للوطن ، وأضيف أننى أحمل لكل الرموز المصرية ، كل إعزاز وتقدير واحترام ، لأنهم مصريون ، ومصر لا تنجب إلا الطيب ، حتى وإن "عاب" أو "جفا" ، وتحياتى للجميع ، وتحيا مصر * 5 ـ اعتاد الكثير من كتابنا والمنظرين لنا ، أن "يضعوا" ما يريدون نقده أو تحليله ، فى "قوالب" صنعوها أو استوردوها ، و"نماذج" افتتنوا بها وارتضوها ، وما لا يجيء على "مقاس" القالب فهو "مذموم" ، وما لا يتطابق مع النموذج فهو واجب"الإقصاء" ، دون أن يتركوا "هامشا" لـ "الجديد" و"غير المعتاد" ، رغم أنهم يقيمون الصلوات ، ويطلقون المنادين بحثا عن هذا الهامش المنتظر .. ويبدو أنه : كى يظفروا به لوأده ، أو التلذذ بإراقة دمه ، وقطم رقبته ، وربما كان "نمط" الدكتور / البرادعى من هذا الجديد ، وربما هناك من يتعامل معه بهذه "الازدواجية" ، و"الادعائية .. و"دهس" هذا الهامش .. ربما .. " * 6 ـ وأختم هذه الأطر والمحددات ، بقوله تعالى : يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(المائدة :8) ** ثانيا : فى حضور لهذه الأطر والمحددات "الهام" و"الأساسى" ، أحسب أن بيان الدكتور / محمد البرادعى ، يستحق منا قراءة "موضوعية" ، وتحليلا منهجيا ، ومحاولة لفك شفرة صياغته الديبلوماسية والسياسية ، والذى قد "يشى" لنا بهذه التساؤلات "المشروعة" و"المحتملة" ، لهذا الخطاب المسجل "بعلم الوصول" والذى أرسله على عنوان : " إلى أهلي ، إلى أهل مصر" : 1 ـ هل هذه الرسالة ، قد أملتها نتائج الانتخابات وارتفاع أسهم التيار الإسلامى ؟ أم تجاهل المجلس العسكرى للرجل رغم وصوله إلى مرحلة التصريح ؟ وهل أمريكا ـ ولو من طرف خفى ـ وراء هذه التنحية للرجل عن التعيين فى مراكز رسمية رفيعة ، وبعد أن حسمت رهانها بوضعه على هذا التيار ، ,"الجوكى" العسكرى ، كما يذهب البعض ؟ أم هل هو موقف المجلس عموما من الثورة ومطالبها وأهدافها ، وتدنى حصة وإنجاز الثوار فى نتائج الانتخابات ، وانتهاء بملاحقتهم ؟ أم بعض ذلك ؟ أم كله وزيادات أخرى لا نعرفها ، وسيذكرها التاريخ ، وتضرب فيها التكهنات والتحليلات بسهام وأسباب ؟ * 2 ـ قصد "المناورة" بتغيير مراكز اللاعبين ، يغلب على الجزء الأخير من الرسالة ، حيث يقول فيه : "وفي ضوء هذه الظروف فقد قررت عدم الترشح لمنصب رئيس الجمهورية. وقراري هذا ليس انصرافاً من الساحة ، بل استمرار لخدمة هذا الوطن بفعالية أكبر، من خارج مواقع السلطة ومتحررا من كل القيود" ، وهو ما يعنى ـ ما أحسبه ـ تطوير وتغيير تكتيكى ـ من داخل الملعب ـ لأطراف اللعبة ، بحيث يكون "المجلس العسكرى" ومعه "الإخوان" فى فريق ، والدكتور / البرادعى ومعه الشباب فى فريق ، وأنه لن يكون "الكابتن" المحترف ، ولكنه سيكون "المدير الفنى" لفريقه ، وهذا بحسب "تصوره" ، وبمفردات لغته الديبلوماسية ، وصياغته السياسية * 3 ـ رسالة "صاروخية" من هذا "النوع" ، و"الوقود" والتصميم "المتعدد المراحل" ، لا تؤخذ على محمل توجهها للداخل المحلى ، ولكنها "تصلح" أن تكون للمحيط الإقليمى والدولى أيضا ، وهو ما يقتضى "مراجعة" الحسابات ، ورصد "الإحداثيات" ، من كافة هذه الأطراف ، وإلا فليلوموا أنفسهم إذا لم يفعلوا ، وهذا هو الآخر بحسب "تصور" الدكتور البرادعى وفريقه ، وإلى الجزء (3) ، تحياتى للجميع ، وتحيا مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ