الأربعاء، 25 يناير 2012

الماء والتيمم.. التحرير والبرلمان بقلم محمد أمين ٢٥/ ١/ ٢٠١٢


تصفيق كثير سمعناه فى جلسة الإجراءات الأولى للبرلمان.. مولد.. لا أحد كان يعرف طبيعة اللحظة، ولا طبيعة الدور، ولا الظروف العصيبة التى تحدث عنها عمر سليمان فى بيان التنحى.. تصفيق عمال على بطال.. كأنها قهوة بلدى.. وأظن أن أمرين يصبان فى التحرير.. الأول مرافعة فريد الديب.. والثانى الافتتاح الهزلى للبرلمان.. فاليوم الكلمة للشهداء والمصابين أولاً!
التصفيق كان لكل شىء.. للرئيس والوكيلين، وكل واحد قال كلمة حلوة.. فهمت معانى كثيرة للتصفيق، خاصة حين كانت للمجلس العسكرى.. فهل كانت رسالة إلى الثوار فى ميدان التحرير اليوم؟.. هل تعنى الموافقة على خارطة الطريق التى وضعها العسكر؟.. هل معناها الاحتفال بعيد الثورة، وليس الدفع فى سكة ثورة ثانية؟.. هل يوافق المجلس على الفترة الانتقالية كما وعد العسكر؟!
هل كانت رسالة المشير طنطاوى بداية لتسليم السلطة، بتسليم السلطة التشريعية والرقابية للبرلمان الجديد؟.. فقد تم التأكيد مجدداً على تسليم السلطة كاملة فى شهر يونيو المقبل.. أرسل المشير خطابه وتلاه الكتاتنى.. وأرسل المجلس برقية شكر لـ«العسكرى».. انتهى الكلام.. برقيات شكر متبادلة.. تهنئة وشكر.. فاكرين برقيات فتحى سرور للرئيس السابق.. مجلس نشكركم!
لا المشير حضر ولا «الجنزورى».. كلاهما قدم بياناً.. بيان المشير تلاه الكتاتنى.. وبيان «الجنزورى» تلاه عطية.. لا أدرى لماذا لم يذهب «الجنزورى» كرئيس للحكومة؟.. ولا أدرى لماذا كان المستشار محمد عطية هو الحل؟.. أفهم أن يغيب المشير أو يعتذر.. لكن لا أفهم غياب «الجنزورى».. حضور المشير كان يطمئن الجماهير.. حضور «الجنزورى» كان يؤكد التزام الحكومة.. كلاهما لم يحضر!
أعود للتصفيق من جديد.. أرى أنه رسالة للتحرير.. المجلس العسكرى ملتزم.. لا كلام بعد ذلك عن تسليم سلطة.. خلصت.. مجلس الشعب تسلم السلطة التشريعية.. ما الذى يسلمه العسكر بعد ذلك؟.. ما قيمة أن يطلب الثوار عودة العسكر إلى ثكناتهم؟.. وما قيمة أن تكون هناك مظاهرات واعتصامات، تنتهى بتسليم السلطة؟.. لا شىء.. الرسالة وصلت لجميع الأطراف!
لا شىء غير الاحتفال بالعيد الأول للثورة.. لكن كيف يحدث ولم نقتص للشهداء؟.. بالأمس أطلقت مبادرة متواضعة من أجل الشهداء.. طالبت المصريين بتشغيل القرآن والإنجيل فى البيوت.. مبادرة بلا تكلفة.. هدفها أن نقول للشهداء والمصابين: لن ننساكم.. لولاكم ما كنا ننعم بالحرية.. ولولاكم ما كان قد دخل الكثيرون البرلمان.. المكان الطبيعى لهم كان السجون!
فماذا نفعل فى ذكرى ٢٥ يناير؟.. نحتفل مع المحتفلين؟، أم نعمل ثورة ثانية؟.. ما هو هدف الثورة الثانية؟.. هل تستمر الثورة بثورة؟ أم تستمر بالبناء والتنمية؟.. هذا هو الفارق بين معسكرين.. كلاهما يشد مصر فى طريق.. الأول يرفع شعار الثائر الحق.. والثانى يرفع شعار القصاص.. هل مجلس الشعب ينوب عن التحرير، أم أنه إذا حضر الماء بطل التيمم؟!.. التحرير ماء، والبرلمان تيمم!
كيف يكون السيناريو اليوم؟.. هل كان التصفيق لـ«العسكرى» رسالة للثوار؟.. ما علاقة البرلمان بالتحرير؟.. هل البرلمان تيمم، والتحرير ماء؟.. هل أصبح البرلمان معبراً عن الشعب وعن الثورة؟.. الأسئلة كثيرة والإجابات غامضة.. لكن لا شىء يبقى الآن فى يد المجلس العسكرى.. السلطة التنفيذية فى يد «الجنزورى».. والسلطة التشريعية فى يد برلمان الكتاتنى.. ناقص إيه تانى؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ