السبت، 21 يناير 2012

شبابيك بقلم خالد منتصر ٢١/ ١/ ٢٠١٢


عندما أخبرنى المخرج الفنان مجدى أحمد على بمشروعه الثقافى «شبابيك»، تأكدت وأيقنت أن روح الفن فى مصر لن تموت، فمصر هى مهد الفن ومهد الدين ومهد العلم، ولا يمكن تحت أى حال من الأحوال أن تتحول إلى طالبان أو الصومال! فقراءة القرآن تحولت على أيدى مقرئيها إلى فن.. بناء المساجد تحول على أيدى بناتها ومهندسيها وعمالها إلى تحف معمارية ولآلئ فنية، حتى طريقة الدعاء واحتفالات المولد النبوى وطقوس الصيام تم دمجها فى عجينة الفن السحرية.
أن يلجأ فنان ومخرج سينمائى إلى بناء مركز ثقافى فيه السينما والمسرح والموسيقى والفن التشكيلى، فهذا تطور ومكسب، كان من السهل والمنطقى أن تتحول عمارة المقطم إلى شقق ودكاكين للإيجار والمكسب السريع، لكن «مجدى» فضّل أن تتحول إلى مركز ثقافى يشع نوراً وتنويراً وفناً على مجتمع مقبل على مرحلة تجريف ثقافى كاره للفن.. مشاريع الفنانين غالباً ما كانت صالون حلاقة أو مطعم وجبات سريعة أو «ملهى ليلى» و«ديسكو» أو شركة توظيف أموال، وأحياناً مكتبة تبيع الكتب الدينية التى كان يطبعها الريان! أما التفكير فى مركز ثقافى فكان فكرة مبتكرة وبديعة.
قصور الثقافة فقدت دورها الريادى الذى اكتسبته بقوة فى عهد الراحل سعد كامل، ومازال يكبلها الروتين الوظيفى.. صالونات الأدب الرفيع والحوار الجاد مثل صالونى مى زيادة والعقاد يحاول بعض المثقفين الكبار إحياءها وبث الروح فى هذا التقليد، ومنهم د.علاء الأسوانى ود. وسيم السيسى، لكن مازال التأثير محدوداً، رغم الجهد الجبار الذى يبذله هؤلاء المثقفون، لذلك فالأمل فى كيانات بديلة خاصة لها صفة الرؤية المتكاملة بروح المشروع الخاص.
ساقية الصاوى كانت بداية مشاركة القطاع الخاص بقوة فى مجال نشر الثقافة الرفيعة من مسرح وموسيقى وسينما.. إلخ، وبالفعل نجح المشروع، وصارت له بصمة متفردة على خريطة الثقافة المصرية، لكن هذه الساقية كانت بيضة الديك حتى فترة قريبة، حين بدأ الحماس يدب فى فنانى مصر للدفاع عن إبداعهم، وأمسك بالشعلة مجدى أحمد على، الذى كان همّه ومازال التنوير العقلى والسمو بالوجدان المصرى وخلق لغة سينمائية جديدة متمردة على السائد.
أتمنى لـ«مجدى» ولمشروعه الجديد النجاح، وأطالب المثقفين والفنانين الجادين بالمساهمة معه بالجهد والإبداع والابتكار، وتحويل المشروع من «شبابيك على المقطم» إلى «شبابيك على مصر» كلها من الإسكندرية حتى أسوان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ