الاثنين، 23 يناير 2012

مصر الجديدة.. ومصر القديمة! بقلم محمد أمين ٢٣/ ١/ ٢٠١٢


ينطلق اليوم برلمان الثورة.. بطبعته الجديدة.. بملامح محسومة مقدماً بالتوافق.. رئيس توافقى، ووكلاء توافقيون، ورؤساء لجان توافقيون.. كأن ثورتنا كانت توافقية.. لا تعرف الديمقراطية، ولا تعرف الانتخابات.. ومازلنا نسير فى طريق التوافق، لنختار رئيساً توافقياً.. مصر الجديدة توافقية.. كل شىء فيها بالتراضى.. ويا بخت من وفق راسين فى الحلال!
شكلها كده لا ثورة، ولا حتى مظاهرة.. شكلها تقسيم تورتة بمعنى الكلمة.. توزيع أنصبة على الحبايب.. ولما قلنا كده قالوا اخرجوا م البلد.. نسينا أنها ثورة سطعت شمسها على ضفاف النهر الخالد.. مخضبة بدماء الشهداء من شباب مصر، ومعهم جموع الشعب المقهور، الذين خرجوا بحثاً عن الكرامة والحرية، كلهم أمل فى التغيير، والبحث عن حياة تليق بهذا الشعب العظيم!
نسينا أنها ثورة.. ونسينا أن مصر الجديدة ينبغى أن تكون جديدة.. ديمقراطية لا توافقية.. نسينا كل شىء.. عندى رسالة من صديقى الأستاذ صديق الهمامى.. يقول فيها: «الآن وبعد مرور عام على ثورة ٢٥ يناير، وقبل انطلاق فعاليات البرلمان.. نقف معا لنتساءل: هل حقا البرلمان الجديد هو برلمان الثورة، المعبر عن تنوع وتناغم شعب مصر؟.. هل يعبر عن ميادين التحرير؟!
أتوقف بداية عند السؤال عن مصابى الثورة وشهدائها، ما هو نصيب الإخوان والسلفيين منهم؟.. باعتبار تلك الدماء الذكية، هى التى منحتهم الحق فى المشاركة والمغالبة، والسعى لاعتلاء منصات الحكم.. سؤال برىء: هل اكتشف الشعب جوهره (الإخوانى / السلفى) ولذا منح صوته طواعية لهما؟.. أين كانت قواعد الإخوان والسلفيين والجماعات الإسلامية، التى روعت الوطن عدة سنوات؟!
أين كان الشعب من قادته ورعاة الثورة المتلمظين للقفز على مقاعد السلطة، عندما كانوا يحاكمون ويلقى بهم فى غياهب السجون.. بمحاكمات أو بدون؟.. لماذا صمتوا على ظالميهم وجلاديهم؟ وكيف تحولت حمائم الأمس إلى نسور اليوم؟.. أرى أن النظام القديم يعيد إنتاج نفسه، والشواهد عندى كثيرة: الصمت التام عن محاسبة رجال (النظام السابق) وهم فاسدون بالآلاف!
لا شك أن الأجهزة الرقابية تملك الأدلة والقرائن التى تودى بهم للمساءلة والعقاب.. فأين هذه الأجهزة؟.. لماذا تجرأ أمثال (الغول) على الترشح فى برلمان الثورة أصلاً؟.. هل تعلمون أنه لو نجح، لكان من حقه أن يترأس الجلسة الافتتاحية للمجلس، باعتباره أكبر الأعضاء سناً؟.. سؤال آخر: هل دولة تؤسس لعصر جديد وكانت مقدمة ثورتها «شباباً» تستبقى ٥٠% عمالاً وفلاحين؟!
سؤال خطير: هل دولة تحافظ على تنوعها ووحدتها الوطنية، توافق على أحزاب ذات مرجعية دينية وطائفية؟.. راجع برامج وقوائم الأحزاب.. هل كانت اللجنة العليا للانتخاب صارمة فى مسألة الحصر والرصد وإعلان النتائج؟.. هل يمكن أن تتقدم ببيان رسمى تفصيلى، يتضمن أرقام المرشحين والأصوات الحاصلين عليها فى كل صندوق انتخابى عن أى دائرة، من قبيل الشفافية»؟!
لا الطريق إلى البرلمان كان عبر ميدان التحرير.. ولا ينبغى أن ينسى النواب الميدان الذى كان صاحب الفضل.. ولا مصر كانت توافقية.. ولا يصح أن تكون توافقية.. مصر الجديدة هى مصر القديمة.. نسينا الثورة.. ولا أدرى هل كان التحرير فى ناحية، والبرلمان فى ناحية أخرى.. مع أن المسافة بينهما خطوات معدودة فقط؟.. هل الجواب مازال فى الميدان؟.. غداً ستعرف!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ