الجمعة، 27 يناير 2012

اللى خلف.. مات بقلم إسعاد يونس ٢٧/ ١/ ٢٠١٢



■ يوم الإثنين ٢٣ يناير ٢٠١٢ تم افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة بمجلس الشعب المنتخب.. قعدنا يوميها نستعرض الوشوش فى أول تجمع ليها سوا سوا.. أصل كنا بنشوفهم فرادى فى إعلانات الشوارع والبرامج بس.. وراقبنا الأفعال اللطيف منها والمستفز واللى بيدوس على عصب التبول اللاإرادى.. قضينا اليوم واحنا بنتعرف على اسم الله عليهم الأعضاء نفر نفر وهما بيحلفوا القسم بأنهم سوف إن شاء الله يعنى يحترموا الدستور.. اللى هو مش موجود.. وللحق والتاريخ.. كان هناك انقسام بين الناس.. منهم اللى فرحان ومذبهل عشان قريبه دخل المجلس واتصور تحت القبة.. ومنهم اللى كان مبحلق فى شاشة التليفزيون وعلى وجهه سمات الهطل والغباء وحاسس إنه قالب على فيلم باكستانى.. ومنهم المتشائم اللى كان بيضرب كف على كف ويقول عليه العوض ومنه العوض فيكى يا بلد.. الأكادة بقى إن فرقة من المشاهدين كانت تمارس اللطم ع الصدغ وهم الحلاقين.. الذين تأكدوا إنهم ماعادش لهم عيش فى الشغلانة ويستحسن يقلبوا مراكبية أو كداوى زار.. لكن على الأقل طمأنا أنفسنا بأن لغمطة الانتخابات البرلمانية خلصت وأهو فيه شوية ناس اتستفوا فى المجلس الموقر وربنا يعينهم على بعض ويعينا عليهم فمشوارنا لسه طوووووووووووويل أما نشوف آخرتها.. بنية سليمة أقول.. شدوا حيلكوا كده وحبوا بعض.. إنتوا إخوات فى المجلس.. مش عايزين بلاوى وفضايح الماضى.. مش من أولها حاندى كوع هنا وزومبة هناك ونتخانق مين اللى يقعد جنب الشباك.. إحنا مش طالعين رحلة للقناطر يا حبايبى.. وأحب بهذه المناسبة أن أسمع أغنية الشرعية للميدان مش لحد تانى.. يعنى اللى حايمشى عوج.. هو عارف حايجراله إيه.. ويوم ٢٥ يناير من ٢٠١٢ أكبر دليل على كده.. حاتتشال يعنى حاتتشال يا متقال.. فخلينا حونينين على بعض.. ويللا كلنا نحب بعضنا.. خلينا نخلص من ليلة وقف الحال السودة اللى إحنا فيها دى.
■ عندى فكرة فى راسى بتدور.. إيه رأيكم يا ليبراليين فى إننا نواجه الواقع اللى مصرين ننكره وده اللى تاعبنا وعاملنا هسهس؟؟.. نغير طريقة تفكيرنا ونقول لنفسنا إن الإخوان أصبحوا واقع.. فهيا نتعامل مع هذا الواقع بمنطق أكثر حكمة.. عشان نزق المركب لقدام شوية.. نحن لا نتفق أيديولوجيا معهم البتة.. لكن تحديد الأهداف والمواضيع سيسهل علينا وعليهم المهمة.. إحنا عاملين زى اللى لابدين لبعض فى الدرة ومنشّنين على إنه كل ما حد من التوجه المضاد يتحرك نكعبله.. لا ده بيمشى ولا التانى بيشبع كعبلة ويروّح ينام فى بيتهم.
■ بما إن الإخوان رفضوا تسليم المجلس العسكرى السلطة لرئيس مجلس الشعب نزولا على رغبة الثوار.. وبما إنهم مصرين إن الفترة تكتمل لحد تلاتين يونيو لحد الانتخابات الرئاسية.. وبما إن السؤال المطروح حالياً هو نأجل الدستور شوية ونعمل انتخابات رئاسية؟؟.. وللا نكمل تكوين اللجنة التأسيسية اللى حاتأيف الدستور؟؟.. وبما إن هناك تخوف من إن تكوين اللجنة التأسيسية ياخد دهور ولسه قدامنا انتخابات الشورى ولسه اللجنة حاتقعد تخترع فى الدستور وبعدين يتم طرحه على الناس للاستفتاء ونهرم وإحنا لسه ما خلصناش.. وبما إن الثوار اللى هما احنا وصلنا لنقطة إن على المجلس تسليم السلطة للمدنيين لأن الموضوع زاد وفاض وغطى.. وبما إنى أنا شخصيا لم أعد أتحمل أن يتم التطاول على المؤسسة العسكرية المتمثلة فى المشير والمجلس.. وأكره جدا أن تفسد العلاقة بين المواطن والرجل العسكرى الذى يمثل الظهر الحامى للوطن زى ما حصل مع البوليس.. طب ما تقدم الانتخابات الرئاسية يا سيادة المجلس العسكرى شهرين.. ما تنتهوا من وضع قانون انتخاب الرئيس يا مجلس استشارى وتقدموه وتخلصونا.. حد حايقول لأ؟؟.. حد حايقول ده مش دستورى؟؟.. هو إيه اللى كان دستورى من مارس اللى فات؟؟.. هو فيه حاجة اتعملت صح؟؟.. هو انتوا لو كنتوا سمعتوا كلام الليبراليين وعملتوا الدستور الأول مش كنا وفرنا على نفسنا كل الهردبيس اللى حصل ده؟؟.. مش كنتوا أبطلتوا كل مظاهرات التكفير اللى طلعت فى وشنا زى بابور الجاز ما يهب كده؟؟.. القصد.. أهو اقتراح.. عجب عجب.. ما عجبش نسحبه.. وحقكوا علينا.
■ أقرب وصف لما نحن فيه الآن إننا لايصين لوصة «ينى».. محدش يسألنى هو «ينى» كان لايص فى إيه.. قعدت أدور فى التراث جبنا التعبير ده منين واشمعنى «ينى» مش مخيمر مثلا.. ونكت جوجل ما لقيتش.. لكن أكيد «ينى» كان لايص فى حاجة واحدة بس.. إحنا بقى لايصين لوصة عنقودية متشعبة مشرئبة.. لوصة ينى وخريستو وبابادوبلو.. إيه اللى جاب القلعة جنب البحر.. مش فاهمة أنا.
■ يوم الثلاثاء ٢٤ يناير.. كتب الأستاذ محمد عبدالقدوس فى عموده «متدين فى دنيا الفن» يقول: بمناسبة رفض الرقابة لفيلم كريسماس تكونت مؤخرا ما يسمى بجبهة الدفاع عن الإبداع وهى تطالب دون خجل بإلغاء جميع أشكال الرقابة وترفض هوية مصر العربية الإسلامية، وتقول إنها خليط وتعلن معارضتها لتطبيق الشريعة الإسلامية فى بلادنا، وأرى أن هذا التطرف العلمانى لا يقل خطورة على الفن النظيف والإبداع الحقيقى المحترم من التطرف الدينى، ولمعلوماتك أنصار التيار العلمانى «بيركبهم عفريت» كلما جاء ذكر تعبير «الفن النظيف» زيهم زى الإسلاميين المتشددين بالظبط.. (طب مش نقرا شوية عن الموضوع قبل ما نهاجم واحنا مش عارفين إيه الحكاية أصلا؟!..).
■ ملحوظة: الأستاذ هو نجل الكاتب العظيم إحسان عبد القدوس الذى أثرى الأدب والسينما بأعظم الأعمال مثل أنا حرة والطريق المسدود والنظارة السوداء والراقصة والسياسى إلخ.. وحفيد السيدة الرائعة والصحفية الخالدة والممثلة المسرحية القديرة روز اليوسف والفنان خفيف الظل الجميل محمد عبد القدوس الأب..
كانوا يقولون زمان فى الأمثال.. اللى خلف ما ماتش.. عندما يرون ابنا يمجد سيرة والده العظيم ويحيى أعماله وذكراه ويحترم فكره وإبداعه ولا يتبرأ منه.. أستاذ إحسان.. بالنسبة لك.. اللى خلف مات وشبع موت..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ