بقلم فريدة الشوباشى ٥/ ١/ ٢٠١٢ |
وإذا تركنا للمجلس العسكرى الرد على ما هو، دون شك، إهانة بالغة واتهام خطير، فهل يجوز التهاون فى قيم العدل والنزاهة والمساواة وحماية حقوق الشعب من الفساد والفاسدين، وكلها قيم دينية مقابل «تسليم السلطة؟!» وطبعاً تسليمها للإخوان! أما الدكتور «برهامى» فقد بلغ حماسه «الدينى» حتى مطالبة أتباعه بتحدى القانون والدولة التى من المفترض أنها تحمى هذا القانون، باختراق الصمت الانتخابى للدعاية لحزب النور.. الرجل إذن لا يخفى استغلال منبره أو منابره ليس للدعوة بل لخدمة تيار معين وحزب النور تحديداً بهدف الوصول إلى السلطة..
والسيد «برهامى» يحرض على خرق قواعد الانتخابات التى أقرتها الدولة ويعتبر الدعاية لحزبه من صلب الدين، لأن «الدين النصيحة»، لكن «النصيحة» تتبخر وتطير عندما يتعلق الأمر بالوطن، حيث يكرر مطالبته المسلمين بعدم تهنئة الأقباط أو المشاركة فى أعيادهم، مع إضافة مفرداته الراقية عن «كفرهم وعقيدتهم الفاسدة!».. وفى ذات السياق، أكد «برهامى» أن حزب النور «ملتزم» باتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل!
ولم يتعب الدكتور فى إخراج الفتوى الجاهزة فى أدراج عقله فقال: إن تغيير الواقع المخالف للشرع مرتبط بالمصلحة والمفسدة! وهو ما يتفق مع ما قاله القيادى الإخوانى عن الخروج الآمن للمجلس العسكرى.. أى أن «الدين» الذى طالبوا الجميع بانتخابهم على أساسه والتعهد بتطبيق قيمه ومبادئه، قد بات فى خدمة كراسى السلطة وتوجيه «الفتاوى» وفق متطلباتها.. ومن أجمل ما قرأت تعليقاً على «تويتر» لأحمد البدرى يقول: «من أطرف المواقف فى ٢٠١١ أن التيار الذى هرول للاتصال والتطبيع مع الصهاينة يتردد ألف مرة فى تقديم التهانى فى أعياد المسيحيين»، كان الرد الشعبى المصرى رائعاً فى التحرير ليلة رأس السنة الميلادية.. و.. شالوم يا دكتور «برهامى»!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق