الثلاثاء، 10 يناير 2012

أمريكا والبرادعى.. وأمانة الكلمة بقلم نشوى الحوفى ١٠/ ١/ ٢٠١٢



لم أعتد الرد على ما ينشره الآخرون كتعليقات على ما أكتبه، سواء كان رد الفعل إيجابياً أو سلبياً، فأنا أفترض دوماً أن ما أكتبه يحمل وجهة نظرى كاملة، ومن حق القارئ استقباله كما يحلو له مهما كان الأسلوب الذى يعبر به عن آرائه، ولكنى أرانى مضطرة للمرة الأولى، وقد تكون الأخيرة، للرد على ردود الفعل حول الخبر الخاص بالضغوط الأمريكية على بعض الدول العربية لمنع مساعداتها الاقتصادية عن مصر، كنتيجة لرفض المجلس العسكرى تعيين البرادعى رئيساً لحكومة الإنقاذ الوطنى بدلاً من الجنزورى مؤخراً. فقد وصلت ردود الأفعال منتهاها فى التعليق على هذا الموضوع، معبرة عن حالة التحيز العاطفى التى تمنعنا حتى من القراءة الدقيقة وتحليل المعلومات، لنشرع فى سل السيوف وتوجيه الاتهام بعدم الأمانة لمجاملة المجلس العسكرى من قبل كاتبة الخبر من أجل هدم صورة البرادعى. يا الله.. مؤامرة محكمة!!!
ولذا وجدتها فرصة لمناقشة حالة التعصب التى باتت تتسم بها نقاشاتنا وأسلوب تبنينا للأفكار، فالمطلوب أن نكون «مع» أو «ضد» الطرف الذى نتحدث عنه طيلة الوقت، فلو كنا معارضين لطرف فعلينا رفض كل ما يتعلق به جملة وتفصيلاً، مهما فعل أو قال، والعكس صحيح. والدليل أنه حينما كنت أول من نشر فى شهر أبريل الماضى أن انتخابات الرئاسة لن تكون قبل شهر يونيو ٢٠١٢، وليس كما قال المجلس العسكرى قبل نهاية ٢٠١١، كانت هناك أمانة كلمة، وحينما كتبت قبل الإعلان عن وثيقة السلمى بنحو شهر أن المعركة المقبلة بين المؤسسة العسكرية والقوى السياسية ستكون وضع الجيش فى الدستور، لم أنتهك حرمة أمانة الكلمة، ولكن حينما كتبت أن المساعدات مُنعت عن مصر بسبب الضغوط الأمريكية ورفض المؤسسة العسكرية البرادعى كرئيس للوزراء، وهو خبر ومعلومة، انهارت أمانة كلمتى، وأصبحت أجامل المجلس العسكرى، رغم أننى كتبت بالنص: «رغم الخلافات فى الرؤى، فإن الولايات المتحدة تدرك أهمية وجود شخص مثل البرادعى على رأس السلطة فى مصر فى ظل تصاعد المد الإسلامى وسيطرته على أغلبية مقاعد البرلمان المقبل، بينما يؤمن أعضاء المجلس العسكرى بأن تولى البرادعى قيادة الأمور فى مصر سيقودها لدولة مدنية شاملة ويحد من سلطات المؤسسة العسكرية فى إدارة شؤون البلاد»، هكذا جاء الخبر يا سادة، المردود لمصادر مطلعة رفضت ذكر اسمها.
ولا أعرف أى مجاملة التى يحملها الخبر للمجلس العسكرى، ولا أى اتهام يوجهه للبرادعى، فالخبر به تفاصيل صراع على سلطة ومصالح بين دولة عظمى تخشى سيطرة الإسلاميين، ومجلس عسكرى يخاف ضياع نفوذه بالذوبان فى دولة مدنية، ثم أليس من أمانة الكلمة أن أنقل للقارئ ما يتاح من معلومات تتعلق برفض دول عربية مساعدتنا رغم أفضال مصر على أهلها؟
أليس من أمانة الكلمة التنبيه لكوننا قادرين على حل مشكلاتنا من دون منح أو عطايا؟ ألا تستدعى الأمانة الإشارة لصفقة طائرات «إف ١٥» الهجومية التى رفضت أمريكا منحنا إياها وكافأت بها غيرنا؟ لا يعلم من اتهمنى بخيانة أمانة الكلمة أن ذلك الخبر أزعج الولايات المتحدة خوفاً على صورتها التى ترسمها فى المنطقة فأرسلت مساعداً لوزيرة خارجيتها لبحث التعاون مع مصر رغم وجود مساعدة أخرى وقت نشر الخبر كان يمكنها تقديم مبررات بلدها، ولا كيف سعت السفارة الأمريكية لإبراء ذمة دولتها من ذلك الاتهام، ولا كيف شعرت الدول العربية بالحرج من نشره، ليتنا نهدأ ونقرأ ونستوعب ما يحدث حولنا، وأن نقرأ الأحداث فى إطار عام يمنحنا الفرصة لبناء مصر بصورة أفضل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ