الأحد، 1 يناير 2012

ينقصنا الإخلاص.. للخلاص



  بقلم   سليمان الحكيم  
ها هو عام يولى مدبراً بظهره.. وعام يقبل علينا بوجهه ونحن على ما نحن فيه طيلة أعوام مضت، لا فرق بين نظام أنهيناه ونظام آخر بدأناه فمازالت الصحف تحمل لنا نفس العناوين ومازالت آذاننا تسمع نفس التصريحات التى تحمل لنا وعوداً بالمن والسلوى وصلاح الحال، فلا نرى تحت أقدامنا غير الوحل الذى عرفته أقدامنا أعواماً بعد الأعوام، ورغم ذلك فمازالت تراودنا نفس الأحلام والتطلعات، بيننا وبين الوطن، حب، من طرف واحد نقترب منه فيبتعد ونكلمه فلا يعيرنا السمع، نبتسم فى وجهه فيعبس، ونربت على كتفه فيجفل!
ليست هذه هى مصر التى نريدها ولسنا نحن الشعب الذى تريده، كلانا أصبح غريباً عن الآخر، لا هى وطننا ولا نحن شعبها.. لا هى أمنا ولا نحن أبناؤها!
قام الأبناء بثورة على الأب، فغضبت الأم، وهجرت البيت فنزل الأبناء إلى الشارع وفى الميادين يبحثون عنها ليعيدوها إلى البيت ويعيدوا إليه الشمل الذى تفرق والوئام، وما تبدد، ولكنها أصرت على البقاء على حالها رافضة العودة إلى بيت بلا رب وأبناء بلا أب!
ولكنهم لا يريدون أباً كأب، ولا رباً كرب، ولا بيتاً كبيت، لقد سئموا أشباه الآباء والأرباب وملوا الحياة فى بيت يشبه البيوت ووطن يشبه الأوطان، يريدون أباً حقيقياً يعطى أكثر مما يأخذ، ورباً يعين ولا يستعين، وبيتاً يشع بدفء الجماعة واللمة فلا يدخله صقيع المشاحنة والخلاف.
مرت الأيام لتصبح شهوراً ومرت الشهور لتكون أعواماً ونحن على هذا الحال من الانتظار والترقب، عيوننا مصوبة نحو الروزنامة على الحائط، وأيدينا تمتد إليها يوماً بعد يوم لتنزع أوراقها ورقة بعد ورقة، فلا جديد تحمله إلينا كل الأيام فى يوم وكل الأعوام فى عام فأدمنا مخادعة النفس والتلهى بالكذب عليها، فسمينا الشتاء «ربيعاً» فجاء ليحمل لنا العواصف والأتربة حتى أصبح صقيع الشتاء وزمهريره أرحم بنا من عواصف «الربيع» وأتربته كل شهور الروزنامة «أمشير» وكل أيامنا «طوبة»!
احتفلنا بعيد ميلاد المسيح ونحن ننتظر لحظة ميلادنا.. لحظة المخاض طالت وآلام الوضع أكبر من أن يحتملها جسدنا المنهك «طوبى للغرباء»، هكذا قال لنا المسيح ليبشرنا بالنعيم نحن الغرباء فى أوطاننا والغرباء فى بيوتنا وبين أهلينا!
هو المسيح عيسى الذى قال «جئت لألقى على الأرض ناراً وحبذا لو تضطرم»، وقد ألقينا على الأرض ناراً يا سيدى المسيح وحبذا لو تخمد حتى لا نخمد نحن!
لا ينقصنا سوى الإخلاص.. للخلاص.. فهل من مخلص يخلصنا؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ