الاثنين، 9 يناير 2012

نلتقى بعد ٢٥ يناير بقلم محمد أمين ٩/ ١/ ٢٠١٢



لا صوت يعلو على صوت الميدان.. شىء من الارتباك يصيب المصريين الآن.. شعباً وسلطة.. كل شىء قد تأجل إلى ما بعد ٢٥ يناير.. أى اتصالات أو اتفاقات لها نغمة واحدة: نلتقى بعد الفاصل، أى بعد ٢٥ يناير.. حشود وتسخين واستعدادات لهذا اليوم.. هل لأنه يوم عيد الثورة العظيمة؟.. أم لأنه يوم ستحرق فيه مصر؟.. أم لأنه يوم الثورة الثانية، ورحيل العسكر عن الحكم؟!
الناس فريقان: الأول يقول لا خوف ولا حرق ولا شىء.. ثورتنا سلمية، كما بدأت تستمر.. احتفالات وتذكير بأن الثورة مستمرة.. نحافظ على مكتسباتنا ولا نحرق الوطن. الثانى يقول ثورة ثانية، لتصحح مسار الثورة الأولى.. ومن أهدافها تشكيل محكمة ثورة، ورحيل المجلس العسكرى، وتشكيل مجلس رئاسى مؤقت يدير البلاد لحين وضع دستور جديد.. لا تعتبر بخارطة الطريق!
لا المجلس العسكرى مستريح.. ولا الحكومة مستريحة، ولا أجهزة الأمن.. ولا حتى التيار الإسلامى.. والأخير قد يدفع الثمن أكثر.. قلت: هناك شىء من الارتباك، وهناك شعور باحتمالات المواجهة.. أيضاً هناك احتمال وارد بتنسيق بين العسكرى والإسلاميين، لتفادى أى قلاقل.. وبالتالى قد تتفق الحكومة مع العسكرى والإخوان على طريقة الاحتفال واحتلال الميدان ليصبح تحت السيطرة!
لا أستبعد هذا السيناريو، فقد يصبح واقعاً.. معلوم مقدماً أن العسكرى سوف يسحب جنوده ويخلى الميدان.. وبالتالى لابد أن يكون هناك من ينفذ خطة العسكرى والحكومة للاحتفال.. وهنا أتخوف من هذا السيناريو الذى قد يؤدى إلى مواجهة بين تيارين.. وكأن الثورة هى التى تضرب بعضها هذه المرة.. والمطلوب حالة اتفاق على سير الاحتفالات لمنع التضارب والاحتكاك!
أعرف أن الدكتور كمال الجنزورى يفكر فى عدم ترك الميدان للثوار.. وخطته تقوم على الاستعانة بأربعين رجلاً جلداً، من الائتلافات، للاحتفال بالعيد الأول للثورة.. معناها أن ترك الميدان خطأ، وتوجيه الميدان خطة حكومية، ينفذها الثوار أنفسهم.. العسكرى من ناحيته يدعم فكرة من هذا النوع، يشرف عليها الإخوان.. ويشغلون الميدان من بعد صلاة الفجر ليتمكنوا من الصينية!
للأسف وقع العسكر فى أزمة كبرى مع الثوار، هم يرون أن الجيش لم يكن شريكاً.. وهو يقول إنه شريك، ويتصرف على أنه قيم على الثورة.. والثوار يرون الجيش شيئاً، والمجلس العسكرى شيئاً آخر.. وبالتالى يطالبون برحيل العسكرى.. وكثيرون الآن يتحدثون عن الخروج الآمن لـ«العسكرى» من السلطة.. إذن نحن أمام ثورة تطالب بالرحيل، وتنتظر يوماً آخر للتنحى!
لا أدرى كيف تسير الأمور؟.. هذه المرة «العسكرى» يعرف موعد الثورة الثانية.. فلا هى مفاجأة، ولا هى سرية.. اعتاد الثوار أن يعلنوا عن ثورتهم.. فى ٢٥ يناير كانوا واضحين، وكان نظام مبارك يستهتر بدعوة الثورة.. كان يقول «خليهم يتسلووووا».. ثم فوجئ مبارك بأنهم شطار فى القزقزة.. قزقزوا مبارك نفسه (!).. فهل يتصور العسكرى أن الثوار يمارسون هوايتهم فى التسالى؟!
هناك مخاوف من حرق البلاد.. برعاية الطرف الثالث.. وهناك إحساس بالرغبة فى التهدئة لحماية الثورة.. فأى التيارين يتغلب على الآخر؟.. هل لدى «العسكرى» خطة بديلة؟.. هل يقبل فكرة الخروج الآمن؟.. هل يحدث اعتصام فى الميدان لحين تسليم السلطة، كما حدث مع مبارك؟.. عفواً، انتظرونا بعد الفاصل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

موسوعه حكم مصر من بداية عهد الفراعنة https://youtu.be/jJ